أنقرة-سانا
أكدت أوساط سياسية تركية أن الاعتقالات التي قامت بها سلطات النظام التركي بحق الرئيسين المشتركين لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش وفيجن يوكساك داغ وعدد من نواب الحزب في البرلمان تأتي في إطار استغلال رئيس هذا النظام رجب طيب اردوغان محاولة الانقلاب الأخيرة لتحقيق أهدافه ضمن حملته لقمع المعارضة والتخلص من جميع معارضيه في السياسة والإعلام وبالتالي تغيير النظام السياسي للوصول إلى النظام الرئاسي والحكم المطلق للبلاد.
وكان قوات النظام التركي اعتقلت أمس رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي و13 من أعضاء البرلمان المنتمين للحزب بذريعة “إحجامهم عن الإدلاء بشهادتهم فيما يتعلق بجرائم مرتبطة بدعاية إرهابية” وذلك استمرارا لسياسة هذا النظام في كم الأفواه والحريات العامة والتستر على فساد حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وأوضحت الأوساط السياسية أن من شأن أي استفزازات جديدة من قبل نظام أردوغان بحق معارضيه أن تفجر الوضع الأمني في تركيا بأكمله خاصة في هذه المرحلة لافتة إلى أن المرحلة القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت حيث يسيطر الخوف على جميع فئات الشعب التركي بعد أن سيطر أردوغان على كل صغيرة وكبيرة في تركيا وهو يستعد لإنزال الضربة القاضية بالجميع ويريد من الأتراك أن يقبلوا به الزعيم الأوحد دون أي اعتراض طالما أنه يستطيع أن يغلق حتى شبكات التواصل الاجتماعي ويمنع على الأتراك الحديث عن كل ما هو على علاقة بالسياسة والسياسيين.
وسخرت الأوساط من الحجج التي ساقها القضاء الخاضع لنظام أردوغان لاعتقال نواب حزب الشعوب محذرة من مخاطر الأوضاع في تركيا جراء استفزازات النظام الحاكم وقمعه مبينة في الوقت ذاته أن أردوغان لم يتأخر في استهداف معارضيه ووسائل الإعلام المحسوبة على هؤلاء خلال الشهرين الماضيين حيث تعرضت هذه الوسائل لحملة تصفيات شاملة انتهت بإغلاق ومصادرة العشرات من الصحف والمحطات التلفزيونية والإذاعات ووضع أكثر من 120 من الإعلاميين في السجون.
وأوضحت الأوساط ذاتها أن هذه الحملة لم توفر صحيفة جمهورييت المعارضة كونها أقدم صحيفة تركية ما يؤكد عزم وإصرار أردوغان للتخلص من جميع وسائل الإعلام المعارضة ووضع الإعلاميين المعارضين في السجون حتى لا يبقى إعلامي واحد في الخارج.
وكانت سلطات النظام التركي اعتقلت الأسبوع الماضي رئيس تحرير جمهورييت مراد سابونجو وأصدرت 13 مذكرة توقيف بحق صحفيين ومسؤولين فيها كما وسبق أن تعرضت الصحيفة لحملة منظمة من قبل نظام أردوغان بعد أن فضحت تورطه في دعم التنظيمات الإرهابية في سورية بينما أوقف رئيس تحريرها السابق جان دوندار بعد أن رفع أردوغان دعوى ضده إثر نشر الصحيفة شريطي فيديو في قضية شاحنات الأسلحة التي تورطت أجهزة المخابرات التركية بإرسالها للتنظيمات الإرهابية في سورية وتم توقيفها مطلع عام 2014 كما صدرت مذكرة توقيف بحق الكاتب في الصحيفة قدري غورسيل العضو في المعهد الدولي للصحافة.
كما أعربت الأوساط التركية عن اعتقادها أيضا أن الاعتقالات الأخيرة جاءت لإرضاء زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت باهشالي وذلك لضمان تصويت حزبه لصالح النظام الرئاسي كونه يحتاج النصاب الدستوري المطلوب للتعديل الدستوري وإحالته للاستفتاء الشعبي الذي سيضمنه أردوغان بفضل سيطرته على جميع وسائل الإعلام حيث لن يتسنى للمواطن التركي أن يسمع أي رأي مخالف لرغبة أردوغان في تغيير النظام السياسي حتى يصبح رئيسا بمطلق الصلاحيات.
ويواصل النظام التركي حملته المسعورة في اعتقال وتصفية خصومه حيث بلغ عدد المعتقلين بذريعة محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا منتصف تموز الماضي أكثر من 70 ألفا من العسكريين والشرطة ورجال القضاء إضافة إلى تسريح عشرات الآلاف من العاملين في مختلف المؤسسات التركية وإغلاق عدد كبير من وسائل الإعلام وفرض حالة الطوارئ في البلاد.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: