دمشق-سانا
ناقشت ندوة “دور الترجمة في التنمية الوطنية” في ختام أعمالها اليوم دور الترجمة في تطوير اللغة الأم والترجمة الفورية وتطبيقاتها ومساهمة كبار الكتاب في الترجمة وذلك في مدرج مكتبة الأسد الوطنية.
وأكد مدير الندوة الباحث محمد أحمد عيد ضرورة ردم فجوة المعرفة من خلال الترجمة واستثمارها وتوظيفها بالشكل الأمثل كحاجة ضرورية للتنمية لبناء مجتمع المعلومات والمعرفة واتخاذ نهج اقتصادي معرفي لافتا إلى إمكانية أن تشغل الترجمة دورا بارزا في إنجاح هذه العملية إن وضعت في سياقها الوطني الصحيح مبينا أن تغير الأوضاع الاقتصادية يجبر المجتمعات على تغيير ذخيرتها الكلامية وأنماط اتصالها.
وعرضت الدكتورة لبانة مشوح في محورها بعنوان “دور الترجمة في تطوير اللغة الأم” لآليات تغذية اللغات عبر عمليات النقل والترجمة وإكسابها مصطلحات علمية وأدبية وفكرية جديدة تؤطر معنى محددا لم يكن موجودا في اللغة المترجم إليها مشيرة إلى أن نشاط عمليات الترجمة من وإلى اللغات الأوروبية ولا سيما الانكليزية أدى إلى نمو خزانتها المعرفية واللغوية بصورة تفوق بقية لغات العالم الحية الأخرى.
وبينت الدكتورة نورا أريسيان في محورها “الترجمة الفورية ووظيفتها التنموية” أن هذا النوع من الترجمة يعد نشاطا فكريا وابداعيا يقوم على اكتساب مضامين معرفية متكاملة ونقلها بطرق شتى مؤكدة أن الترجمة الفورية تتطلب مهارات متعددة من المترجم.
وأوضحت أريسيان أن للترجمة الفورية أنواعا مختلفة كالمتزامنة والمتتابعة والهمسية وكذلك الترجمة الإعلامية والتجارية والطبية والتربوية وترجمة الهاتف بالاضافة إلى الترجمة التي يقوم بها الدليل السياحي وغير ذلك.
على حين بين الدكتور ورد حسن في محوره “أمانة النقل ونظريات الترجمة بين الميول الذاتية والضوابط الموضوعية” أن الترجمة في السابق كانت ميدانا عمليا بحتا وكان التنظير فيه محدودا يقتصر على نصائح بسيطة وسطحية ومراعاة اللغة المنقول إليها على حساب معنى النص الأصلي مشيرا إلى أن الجاحظ حاول التنظير في الترجمة الأدبية بعد أن رأى استحالة ترجمة القصيدة العربية بسبب فرادة شكلها.
وفي محوره الذي جاء بعنوان “مساهمة كبار الكتاب في الترجمة” لفت الدكتور جمال شحيد إلى أن عددا من كبار الكتاب عملوا في الترجمة ناقلين إلى لغاتهم الأصلية مؤلفات أحدثت نقلة معرفية نوعية مثل كتاب كليلة ودمنة الذي ترجمه ابن المقفع عن الفارسية وكتاب مبدأ الشعر لأدجار آلان بو الذي ترجمه الشاعر الفرنسي شارل بودلير مبينا أن الكتاب العرب لم يأنفوا من الترجمة كما يفعل بعض الكتاب الشباب الآن ولم يبخسوها حقها في التثقيف بل اعتبروها عملا متمما في الكتابة مختارين الأدباء الغربيين الذين أحبوهم.
وركز الدكتور منتجب صقر في عنوانه “رهانات الترجمة المسرحية الحركية” على أهمية ترجمة الأعمال المسرحية في نشوء الثقافة بين الشعوب مع ضرورة إيلاء الاهتمام بالإيضاحات النصية وعدم اختصارها وفي حال ندرتها يجب على المترجم الانتباه إلى بنية النص بحد ذاته ومراعاة طبيعة الكلام الذي يستخدمه الكاتب المسرحي.
وفي تصريح لـ سانا رأى هيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين أن ندوة دور الترجمة تسلط الضوء على قطاع ثقافي وفكري مهم ولا سيما أنها احتوت معرضا للكتب المترجمة التي عرضت بسعر زهيد وتناول بعضها الحرب على سورية إضافة إلى محاور الندوة التي تدل على مواجهة المثقف السوري للمؤامرات التي تحاول النيل منه ومن شخصية سورية الحضارية والثقافية.
وقدم مدير الهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور ثائر زين الدين شهادات تقدير للمشاركين في الندوة لمساهمتهم في إنجاحها كما قدم أعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب شهادة تكريم للباحث والمترجم عدنان جاموس.
يذكر أن ندوة “دور الترجمة في التنمية الوطنية” التي بدأت بالأمس أقامتها الهيئة العامة السورية للكتاب بالتعاون مع جامعة دمشق والمعهد العالي للترجمة واتحادي الكتاب العرب والناشرين السوريين وسط مشاركة نخبة من كبار المترجمين السوريين إضافة الى معرض ضم كتبا مترجمة من إصدار هيئة الكتاب.
محمد خالد الخضر