موسكو-سانا
أكد المتحدث الصحفي باسم الكرملين ديميترى بيسكوف اليوم أن الكرملين لا يرحب بفكرة “تقييد حق النقض في مجلس الأمن الدولي بشأن سورية”.
وقال بيسكوف في معرض إجابته عن سؤال بشأن موقف موسكو من هذه المسألة .. إن “الموقف الروسي من ذلك سلبي”.
وكان المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان زيد الحسين دعا في وقت سابق اليوم إلى تقييد استخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن حول سورية بذريعة “إحالة ملف حلب إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
يشار إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي غينادى غاتيلوف أكد أمس أن الغرب يستخدم ورقة الملف الإنساني في كل مرة يحقق فيها الجيش العربي السوري بمساندة القوى الجوية الروسية الانتصارات على الإرهابيين في سورية.
وقال غاتيلوف.. “نتذكر أن زملاءنا الغربيين كانوا يختلقون قبل حلب حالات مغايرة تماما ويطالبون بحلها بالذات ولكن عندما كان يجرى حلها يسارعون إلى اختلاق مسائل أخرى ولذلك فانهم يلجؤون للأسف إلى استخدام المآسي الإنسانية لأهداف سياسية وحل مهمات مطروحة على جدول أعمالهم السياسي ولكننا نرفض رفضا مطلقا طرح الأمور باستخدام الجانب الإنساني من أجل ممارسة الضغوط على سورية وروسيا”.
وبشأن القرار الأمريكي الأخير وقف الاتصالات مع روسيا بشأن الأزمة في سورية قال بيسكوف.. إن “موسكو تلقت بأسف نبأ خروج الولايات المتحدة من الحوار حول التسوية في سورية لكنها لا تريد تضخيم الموضوع فيما يخص آفاق العلاقات الثنائية وأن الاتصالات بين العسكريين الروسيين والأمريكيين لتجنب وقوع حوادث في أجواء سورية ستبقى مستمرة”.
يشار إلى أن وزارة الخارجية الروسية أكدت فى بيان لها في وقت سابق اليوم أن قرار واشنطن وقف المباحثات الروسية الأمريكية حول سورية هو تعبير عن عجز إدارة باراك أوباما عن تنفيذ الشرط الأساسي لاستمرار تعاون البلدين بما يخدم مصالح تجاوز الأزمة في سورية أو أنه لم تكن لديها بالأساس مثل هذه النية.
ماتفيينكو: انسحاب الولايات المتحدة من المحادثات مع روسيا حول سورية يعود لانعدام الرغبة لديها في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها
بدورها أكدت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي أن انسحاب الولايات المتحدة من المحادثات مع روسيا حول سورية يعود لانعدام الرغبة لديها في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها أو أنها عجزت عن تنفيذها .
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في وقت سابق اليوم أن البعض في الولايات المتحدة سعى منذ بداية المحادثات الروسية الأمريكية حول سورية إلى إفشال الاتفاق مع موسكو.
ونقل موقع “روسيا اليوم” عن ماتفيينكو قولها اليوم إن “الأمريكيين فقدوا السيطرة على الزمر المسلحة في سورية أو ربما دب الخلاف بين خارجيتهم والمخابرات المركزية ووزارة الدفاع الأمريكية ولا أستبعد أن تريد أطراف معينة تقسيم سورية” .
وتابعت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي “كل هذا يذكرني باحتضار الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها بلا مجد بعد أن أجهضت بالكامل سياستها الخارجية في الشرق الأوسط”.
وأضافت ماتفيينكو أن المحادثات بين موسكو وواشنطن تحمل لهجة وعيد وإملاء لا نقبلها وتأخذ طريقا في اتجاهين اذ يستحيل فيه التفاوض على هوى الأمريكيين الذين لم يعتادوا سوى الإملاء على الجميع داعية الى إشراك المجتمع الدولي ومجلس الأمن في المحادثات بشأن سورية.
وحذرت ماتفيينكو من مغبة “سير التطورات في اتجاه سيناريو حاد في سورية” إذا ما تعطلت المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة حول الوضع في سورية مبينة أنه من غير المقبول إتاحة تصعيد الأزمة عبر “الإطاحة بالسلطات السورية بالقوة” .
واعتبرت ماتفيينكو أن مشاركة القوى الجوية الفضائية الروسية في العمليات الحربية في سورية ساعدت القوات المسلحة السورية في الحفاظ على وحدة سورية وألحقت خسائر فادحة بالتنظيمات الإرهابية مشيرة إلى أن أكثر من سبعمئة نقطة سكانية في سورية انضمت إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية .
من جهته رأى قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الدولية أن من الضروري إبقاء قنوات الاتصال العسكري بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية وذلك خدمة لضمان أمن العسكريين الروس هناك .
وقال كوساتشوف “لا أرى وجود أي تحفظات لدى الجانب الروسي على إبقاء هذه القنوات” معربا عن أمله بأن تتقيد واشنطن بتعهداتها بالحفاظ على قنوات الاتصال العسكرية مع روسيا .
روسيان ينتقدان القرار الأمريكي بتعليق التعاون مع روسيا حول سورية
كما آثار قرار واشنطن بتعليق تعاونها مع روسيا لمكافحة الإرهاب في سورية خيبة أمل عميقة على الصعيدين الرسمي والشعبي حيث يرى فيه المسؤولون الروس وممثلو الرأي العام والشخصيات الاجتماعية والدينية تعبيرا عن عجز إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما عن تنفيذ مضمون الاتفاقات الروسية الأمريكية.
وبهذا الصدد أكد المطران ايلاريون رئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية في بطريركية موسكو وسائر روسيا أن ما يجري في سورية هو نتيجة للتدخل الخارجي في شؤون دولة مستقلة ذات سيادة وأن روسيا تبذل كل ما بوسعها لاقتلاع الإرهابيين من سورية كي يحل السلام في ربوعها.
وقال ايلاريون في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم.. “من الطبيعي أن تنشأ في أي دولة قضايا داخلية خاصة بها ولكن المأساة تكمن عندما يجري عمل ممنهج دائم لتدمير الدولة وعندما يرفع الإرهابيون رؤوسهم فيها وتعمد بعض الدول الأجنبية للأسف إلى دعم هؤلاء الإرهابيين وترعاهم وتسهم في اشتداد العنف الصادر عنهم”.
وجدد المطران ايلاريون تأكيده على أن “الشعب السوري هو من يقرر مستقبله بنفسه وهو الذي يختار سلطته سواء كانت هذه السلطة تعجب بعض الجهات الخارجية أو لا تعجبها لأن ذلك يبقى شأنا داخليا سياديا للشعب” مشددا على أن الكنيسة الارثوذكسية الروسية تدعو إلى تطهير الأرض السورية على الفور من الإرهابيين الذين يشكلون خطرا على حياة ملايين الناس الأبرياء كما يعاني مواطنو سورية المسلمون والمسيحيون من جرائمهم الحاقدة ويضطرون لمغادرة أراضيهم ومساكنهم.
بدورها اعتبرت رئيسة لجنة تطوير الدبلوماسية الشعبية في المجلس الاجتماعي في روسيا الاتحادية يلينا سوتورمينا القرار الأمريكي وقف العمل بالاتفاقات الروسية الأمريكية بشأن سورية أنه ليس بالخبر المفاجئ مشيرة إلى أن مجمل السياسة السابقة في عمل الأميركيين أدت إلى هذه النتيجة لعدم رغبتهم في المشاركة مع روسيا في محاربة الإرهاب وتبادل المعلومات في هذا المجال.
وقالت سوتورمينا في مقابلة مماثلة.. “رأينا الإرهابيين أيضا بعد إعلان كل هدنة أو وقف للأعمال القتالية كيف يلملمون مجموعاتهم ويعيدون انتشارها وتعزيزها بالأفراد والأسلحة على مرأى ومسمع الأمريكيين من دون أي اعتراض على عدم امتثال “جبهة النصرة” الإرهابية وغيرها من التنظيمات الإرهابية لشروط وقف الأعمال القتالية كما لم يعمل الأمريكيون على فصل من يسمونهم بالمعارضين المعتدلين عن التنظيمات الارهابية ما يدل على عجز الأمريكيين من جهة وعلى عدم رغبتهم من جهة أخرى بمراعاة شروط الاتفاق بسبب ازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية”.
وأعربت سوتورمينا عن أسفها من أن الأمريكيين يعتبرون أنهم قادة الأحادية القطبية في العالم وبإمكانهم فرض إرادتهم وشروطهم على العالم برمته مشيرة إلى أن ما يهمهم في هذا النهج هو مصالحهم الاقتصادية والسياسية وهذا ما يقلق روسيا لأنها بدأت تلعب دورا مهما على المستوى الدولي.
ونوهت سوتورمينا بالجهود النشيطة والمكثفة لروسيا في محاربة الإرهاب الدولي على مختلف المستويات وفي اتجاهات عدة.
وتابعت القول.. إن “لجنة محاربة الإرهاب تم تشكيلها في المجلس الاجتماعي الروسي وتعمل فيها خطوط ساخنة في محاربة العاملين على تجنيد الإرهابيين في روسيا ونتعاون في هذا المجال مع الدول الأخرى لذلك إننا نرى سعير الحرب الإعلامية العقابية التي تشن ضد روسيا في الفترة الأخيرة حيث إن كل ما تقترفه طائرات التحالف الأمريكي من جرائم ضد الشعب السوري يوصف بأنه من فعل القوات الجوية الروسية وترفق هذه الأنباء بمشاهد جثث الأطفال والنساء وبمناظر دمار المشافي والمدارس ودور العبادة ولكن الحقيقة هي في عكس ذلك وتتمثل في المساعدات الإنسانية التي تقدمها روسيا لأبناء سورية وفي المصالحات المحلية التي تضمنها روسيا وفي محاربة الإرهاب الدولي الذي تقوده روسيا”.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: