اللاذقية-سانا
التركيز على طروحات ترتبط بالطبيعة وبحالات وجدانية عامة هو السمة الغالبة على أعمال النحاتين المشاركين في الملتقى الاحترافي الثاني الذي يواصل فعالياته في اللاذقية مع ملاحظة أن معظم المشاركين يتجنبون التجريد.
ولعل معالم منحوتة سامر الروماني كانت الأكثر وضوحا منذ الساعات الأولى للبدء في العمل حيث يرغب بإنجاز عمل يتوجه للكبار والصغار معا من خلال اختياره لتمساح يظهر في الاعمال الكرتونية التي يتابعها الأطفال مؤكدا أن عمله مازال في طور التجريب وأن تفاصيل كثيرة يمكن أن تضاف ليصل في النهاية لكتلة جمالية مميزة.
الأسلوب ذاته اتبعته هلا الجاري التي تسعى أيضا لمخاطبة الكبار والصغار في عملها الذي ستكون البومة بطلة له لافتة إلى أنها ستحاول التكيف مع الوقت المحدد للتعاطي مع الرمل وتطويعه فنيا.
الإضاءة وزوايا الكتلة وموقعها تعتبر أهم المعايير التي اعتمدها الفنان مهيار علي لاختيار موضوع عمله الذي استقاه من البيئة المحيطة فالعمل بالقرب من البحر وصوت ارتطام امواجه بالشاطئ دفعته لاختيار عروس البحر لتكون صلة وصل بين البر والبحر حيث قال “أشارك في ملتقى النحت على الرمل للمرة الثانية واخترت هذه المرة العودة للطبيعة في هذا الموسم الزاخر بمواهب شبابية تساعد بعضها وتتبادل الخبرات والأفكار ضمن جو فني مميز”.
ولم يغرد حسين ديب بعيدا عن البيئة البحرية كأساس لمنحوتته التي تحتاج على حد تعبيره لتعاطي مختلف عن الخشب والحجر نظرا لانعدام وجود الفراغات في المنحوتات الرملية والاعتماد على تماسك الرمل بشكل جيد جدا مشيرا إلى استعداده للتعاطي مع مختلف الحوادث التي يمكن أن تصيب الكتلة الرملية الحساسة.
تعريف الجمهور على مفهوم النحت على الرمل وتقنياته وآلياته يعتبر هدفا أساسيا من مشاركة الفنانة ميس خلوف التي تجد في إقامة مثل هذه الملتقيات فرصة ثمينة لتعبير المشاركين عن ذواتهم وأفكارهم وخاصة أن أغلبهم خريجون جدد لديهم من الحماس الشيء الكثير وتقول..”اتبعت الخطوات اللازمة لضغط الكتلة الرملية لتتماسك مع بعضها البعض وحاليا اقوم بوضع اللمسات الأولية لمنحوتة تجسد ملك الغابة متخذا وضعية الجلوس”.
أما الفنانة شهد مولى فاختارت البورتريه كموضوع لمنحوتتها نظرا لقدرته على إبراز التعابير والتفصيلات التي تحمل رسائل معينة تريد من الجمهور أن يراها في العمل لافتة إلى أن الرمل مترسخ في ذاكرة كل طفل كمادة للعب والفرح وهذا ما يحاول الفنانون استرجاعه في هذه الدورة من الملتقى.
ويرغب القائمون على الملتقى بجعله حدثا سنويا ينتظره الجمهور السوري مع طرحه ليتحول إلى طقس احتفالي وكرنفالي كبير حيث أكد الفنان علي الشيخ مدير الملتقى أن ملتقيات النحت على الرمل في جميع أنحاء العالم ولها جمهورها ومتذوقوها وهي ثقافة يعمل الملتقى على نشرها بخطوات حثيثة ولاسيما أن هذه الملتقيات تسهم في إعطاء صورة جميلة عن الشواطئ السورية إلى جانب رسالتها الفنية والثقافية المهمة.
يذكر أن ملتقى النحت على الرمل الذي يقيمه غاليري مصطفى علي بدمشق بالتعاون مع البيت العربي للموسيقى في اللاذقية انطلق على شاطئ البانوراما بداية الأسبوع الحالي ويقام بالتعاون مع وزارتي السياحة والثقافة وبدعم من محافظة اللاذقية ومجلس مدينتها ويستمر حتى الخميس القادم بمشاركة 13 فنانا وفنانة من خريجي كلية الفنون الجميلة والمعاهد التطبيقية التابعة لجامعة دمشق.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: