لم يكن متوقعاً على الاطلاق ان تلتزم واشنطن بالاتفاق الذي وقعته مع روسيا حول سورية قبل أكثر من أسبوع، ووقائع تنفيذ بنود الاتفاق على الارض تثبت ذلك حيث تماطل ادارة اوباما في وضع التزاماتها حيز التنفيذ وتحاول تشويه الحقائق والهروب من الاستحقاقات الملزمة لها تحت غطاء الذرائع الانسانية.
من المؤكد ان الدوافع الأميركية لتوقيع اتفاق مع روسيا حول سورية لم تكن انسانية، ولو كانت كذلك فعلاً لرفعت الولايات المتحدة الغطاء عن التنظيمات الارهابية وداعميها الإقليميين والدوليين وانتهى الموضوع الانساني بسرعة ومن دون تكلفة للمجتمع الدولي المزعوم أميركياً عبر تكفل الدولة السورية بهذا الشأن والنجاح الذي تحققه على الأرض في هذا الملف.
لقد كان الهدف الأميركي هو انقاذ مرتزقتها على الأرض الذين كانوا يتلقون الضربات القوية من الجيش العربي السوري ويندحرون من أغلبية المناطق، والطرفان الوحيدان اللذان كانا يعنيهما الشأن الانساني هما روسيا وسورية.
لا شك أن إدارة اوباما بعد توقيعها الاتفاق مع روسيا حول سورية أصبحت محشورة في الزاوية فيما يخص الملف الإنساني وإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، وكشف رفضها نشر وثائق الاتفاق وإطلاع أعضاء مجلس الأمن عليه نياتها الخبيثة الآنية والمستقبلية لجهة المحافظة على أدواتها الإرهابية في سورية التي تشكل عماد قدراتها القتالية على الأرض السورية، وهي بذلك تضاعف المعاناة الإنسانية خلافاً لادعائها الحرص على إيصال المساعدات الانسانية.
كل التصريحات الأميركية والأدلة المتوافرة تؤكد عدم نية واشنطن انجاز الفصل بين أدواتها الإرهابية على الأرض السورية والتنظيمات الارهابية الأخرى المدرجة على قوائم الامم المتحدة، وآخر هذه الأدلة تقديمها بيانات لموسكو لم تفصل بين من تدعيها ((معارضة معتدلة)) وتنظيم جبهة النصرة الارهابي الامر الذي يعزز الشكوك في نيات واشنطن.
لا شك أن الجانب الروسي يدرك أن كل التنظيمات والمجموعات التي تقاتل في سورية هي إرهابية، ويجب تطبيق القوانين الدولية عليها، فجميعها يمارس أبشع الجرائم ويطلق الشعارات والصيحات ذاتها، ولكن إصراره على قيام واشنطن بعملية الفصل ليكشف أن إدارة أوباما هي من ترعى التنظيمات الإرهابية وتحافظ على وجودها وكذب ادعاءاتها بمكافحة الارهاب في سورية والعراق والذي ازدهر في ظل الاحتلال الأميركي للعراق والدعم الاميركي للتنظيمات الارهابية في سورية.
من حق الكثيرين القول ان لجوء روسيا الى خيار ((الانتظار)) في اتفاقاتها مع واشنطن هو من قبيل تضييع الوقت وإفساح المجال أمام التنظيمات الارهابية لإعادة تنظيم قوامها وتلقي إمدادات جديدة على الأرض و هو ما حصل سابقاً ويحصل اليوم عبر الاتفاق الروسي الأميركي، حيث لم تلتزم كل التنظيمات الارهابية بمضمونه بل حصلت على دعم إضافي من تركيا وكيان الاحتلال الاسرائيلي.
منطقياً لا يمكن الربط الدقيق بين ما يحصل على الارض وبين ما يتم في الأروقة السياسية، ودائماً ما تشتد المعارك حين تفرد الأوراق السياسية على الطاولة ولكن من غير المنطقي أن يمر الخداع الأميركي برداً وسلاماً على التنظيمات الإرهابية التي يجب أن تبقى عرضة للاستهداف حتى ينفذ أي اتفاق بشكل كامل وهنا تكمن نقطة الضعف في الاتفاق الروسي الأميركي.
إن ما قالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس على هامش قمة رابطة الدول المستقلة بأن روسيا لا تلمس حدوث فرز «المعارضة المسلحة عن الإرهابيين» وإنما محاولات لهؤلاء لحشد صفوفهم و تغيير مسمياتهم والحفاظ على قدراتهم القتالية يوضح بشكل جلي صحوة روسيا للخبث الأميركي.
صحيفة الثورة
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: