دمشق -سانا
على مدى نحو 20 عاما رافق صندوق العافية الخيري بدمشق آلاف المرضى وقدم لهم خدمات طبية وعلاجية ودوائية مجانية كما شكل خطوة رائدة في جمع الجهود الاهلية تحت راية واحدة وهدف واحد هو توفير المساعدة الطبية لجميع المحتاجين لها.
وتعود القصة لعام 1957 حين تأسس اتحاد الجمعيات الخيرية ليشكل نواة للعمل الأهلي وفق معايير إنسانية بالدرجة الأولى وفي عام 1997 قرر الاتحاد الذي يضم اليوم نحو 120 جمعية تنظيم عمله ونقله من الجهود الفردية إلى عمل موءسساتي منظم فأسس صندوق العافية الخيري.
نائب مدير اتحاد الجمعيات الخيرية بدمشق احمد الشريف أوضح في حديث لنشرة سانا الصحية ان صندوق العافية جزء من الاتحاد يهتم بالمجال الصحي ويعمل وفق آلية تجعل منه وكيلا للمريض حيث يتم استقبال الأخير في العيادات التابعة للصندوق وتشخيص حالته وعلاجه أو احالته لمشافي عامة وخاصة متعاقد معها إضافة لمنحه الدواء اللازم.
ويخصص صندوق العافية جزءا من عمله للمصابين بأمراض مزمنة ومستنزفة كأمراض القلب والسرطانات والفشل الكلوي حيث يتكفل حسب الشريف بتوفير العلاج لهم مع دراسة وضعهم العائلي ومساعدة أحد أفراد أسرتهم ليكون منتجا من خلال ايجاد عمل له أو دعمه لاكمال تعليمه او تدريبه في مهنة يرغبها على اعتبار أن المريض قد يتحول لعاجز ويفقد القدرة على إعالة أسرته.
ويهتم الصندوق بمرضى الفشل الكلوي عبر مركز تنقية كلوية خاص به يخدم نحو 34 مريضا يوميا بشكل مجاني كما يغطي علاج 450 مريضا في 13 مركزا خاصا وفقا للشريف الذي يشير إلى أن التكلفة الاجمالية لعلاج هوءلاء المرضى تتجاوز 20 مليون ليرة شهريا.
ويبين نائب مدير الاتحاد أن خدمات الصندوق مجانية بنسبة 80 بالمئة فيما تقدم 20 بالمئة منها بالشراكة مع المريض لاسيما للعلاجات والعمليات الجراحية المكلفة بعد دراسة حالة المريض الاجتماعية ومدى قدرته على المساهمة مبينا أن مساهمة المرضى تدعم عمل الصندوق ليقدم بدوره العلاج لأشخاص أكثر حاجة.
ويذكر الشريف أن الصندوق يعمل على نشر التوعية بين المرضى بضرورة المساهمة بمساعدة الآخرين وتفهم وضعهم والمبادرة بالتطوع والعمل لتحسين واقعهم وواقع من حولهم.
وحول تأثير الازمة على عمل الصندوق يشير الشريف إلى أن “الأعباء الصحية تضاعفت حيث ارتفع عدد مراجعي عيادات الصندوق من 100 مراجع يوميا قبل الأزمة إلى 600 مراجع بعدها” كما “ظهرت أمراض جديدة لم تكن منتشرة سابقا وأبرزها العصبية النفسية وأمراض عضوية منشوءها نفسي” ما دفع لصندوق لتأسيس عيادة خاصة بهذه الحالات بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية “ستكون جاهزة خلال وقت قريب”.
ويوضح نائب مدير الاتحاد أن منظمة الصحة العالمية تدعم عمل الصندوق أيضا في المجال الدوائي وعلاج مرضى الفشل الكلوي وإجراء عمليات جراحية نوعية مثل زرع نقي العظام وزراعة الحلزون خاصة للأطفال بتكلفة تصل أحيانا إلى 8 ملايين ليرة للعملية الواحدة.
وعن مشروع مشفى العافية الخيري يبين الشريف أن تأخر افتتاحه ناجم عن الأعباء المادية والصحية الكبيرة التي فرضتها الأزمة موضحا أنه يقع في مركز مدينة دمشق ويتألف من تسعة طوابق وبطاقة استيعابية تصل إلى 140
سريرا وسيقدم خدمات ضمن اختصاصات صحية متنوعة.
وفيما يخص واقع العمل الأهلي يرى الشريف أنه “يحتاج لإستراتيجية واضحة وتنسيق أكبر بين الجمعيات والعمل كفريق واحد والابتعاد عن المنافسة ودراسة الاحتياجات لمعرفة ما يجب تقديمه” متمنيا من “وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التواجد على أرض الواقع والاطلاع على طبيعة عمل الجمعيات قبل اتخاذ أي قرار يخصها”.
ويعتبر نائب مدير الاتحاد أن ثقافة العمل الخيري بحاجة لتغيير والانتقال من مفهومه التقليدي القديم إلى عمل موءسساتي له آليات وخطط وبرامج ورديف اقتصادي يدعم ويمول جهوده وعدم الاقتصار على انتظار التبرعات باعتبارها ير مضمونة دائما.
تجدر الاشارة إلى أن عدد المستفيدين من خدمات صندوق العافية خلال عامي 2011 و 2012 بلغ ما يقارب 44 ألف مريض بتكلفة لا تقل عن 450 مليون ليرة سورية وعدد المستفيدين من المرضى خلال النصف الأول من عام 2013 بلغ حوالي 5600 مريض بتكلفة تتجاوز 88 مليون ليرة سورية فيما راجع عياداته خلال عام 2015 فقط نحو 40 ألف شخص.
دينا سلامة
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: