الشريط الإخباري

“مشهد عن بعد”.. معرض فني في بيروت يجسد معاناة السوريين جراء الحرب الإرهابية على بلادهم

اللاذقية -سانا

يعمل الفنان السوري الشاب جوني سمعان في معرضه المقام حاليا في مدينة بيروت بعنوان “مشهد عن بعد” على إبراز الحشود البشرية كعنصر أساسي لبناء اللوحة باعتبارها تضم الفرد المكون الممتلئ بالأفكار والأسرة التي ينشأ منها مصدر الحياة.

وعن المعرض يوضح سمعان في حديث لسانا أن معرضه الذي يحتضنه غاليري /صالة روميل 392/ في بيروت يتضمن ثماني عشرة لوحة فنية “تجسد حالة الانسان عندما يخطو قليلا للوراء طارحا على نفسه مجموعة من الأسئلة الوجودية التي تظهرها أعمال فنية مبدعة تدفعنا للغوص في كينونتنا وحياتنا كسوريين نحب الحياة ونعيش تفاصيلها بحلوها ومرها فنصرخ في النهاية متحدين العالم بأسره قائلين ان على هذه الأرض ما يستحق الحياة لأجله”.002

ويعتبر خريج كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق أن استضافة بيروت لمعرضه “فرصة له كفنان شاب لزيادة رصيده وتطوير تجربته التشكيلية” التي ما زال يبحث فيها عن اللون والضوء مع كل عمل فني مؤءكدا سعيه بدأب لتطوير أدواته وتقديم اعمال فنية تثبت استعداده لسماع رأي الآخر والاستجابة للنقد الايجابي الذي يسهم في تطوير تجربته الفنية نحو الأفضل.

وعن تركيزه على إبراز الحشود البشرية كعنصر أساسي لبناء اللوحة يبين سمعان “رغم وجودها كعنصر اساسي في الاعمال الا انني تناولتها في كل مرة من زاوية مختلفة لتظهر حكايات الاشخاص بمشهديات مختلفة ميزتها عن بعضها بتوظيف مغاير لكتلة التجمع واللون والضوء وزاوية الرؤية”.

وقال “تندرج اللوحات في اطار الفن الحديث حيث تظهر الحالات التعبيرية من خلال ألوان وايقاع خط الرسم وحركة الاشخاص عبر الوان الاكرليك والزيت التي اعتمدتها لتنفيذ أعمالي ويبقى للانعكاسات الداخلية دورها في اختياري للألوان وتدرجها للحصول على نتيجة بصرية تشابه حالة الروح التي تبحث عن امل في مكان و تتخبط في مكان آخر”.

ويبدو جليا ان الحرب على سورية ظهرت بشكل أو بآخر في لوحات سمعان الذي وجد الأمر طبيعيا نظرا لدوره كفنان في الاضاءة على واقع السوريين وتجسيد معاناتهم بسبب الحرب الارهابية التي تشن على بلادهم كما ان الرمزية والاسقاطات لم تغب عن اعماله بإضافة كائنات أخرى مختلفة إلى اللوحة مع الحشود البشرية والتي تقف كشاهد على ما يجري واستخدام الصياد في لوحات أخرى كرمز للسعي لاصطياد الفرح.001

وفي هذا السياق قال سمعان “هناك دوما شاهد على الحدث لا نراه أحيانا وإن حدث ورأيناه نظن أنه لا ينتبه لما يحدث فالفنان والشاعر والأديب والموسيقي وغيرهم شهود على ما يحدث والشخص الذي يقف وحيدا في العمل الفني هو بمثابة الشاهد وحين يغيب تظهر كائنات أخرى”.

ويبدو ان السنتيمترات الملونة التي تفرد سمعان بتكوينها كتجربة فنية أضافت الكثير للمشهد التشكيلي السوري باعتمادها على اللوحات الصغيرة جدا لإيصال افكار مكثفة كانت حاضرة ايضا ضمن “مشهد عن بعد” ويرى سمعان فيها “تجربة مستقلة تركز مواضيعها بشكل عام على تفاصيل الحياة السورية في ظل الحرب” حيث يعتبر هذه اللوحة الصغيرة صديقته الخفيفة التي تتنقل معه دائما أينما حل وارتحل.

يذكر أن جوني سمعان من مواليد اللاذقية 1983 وتخرج من كلية الفنون الجميلة عام 2007 له العديد من المعارض الفردية والجماعية ويستمر معرضه الحالي “مشهد عن بعد”حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري.

ياسمين كروم