دمشق-سانا
يشكل مسرح العرائس جزءاً من التاريخ المسرحي العريق في سورية حيث يعود تاريخ تقديم أولى العروض المسرحية إلى بداية ستينيات القرن الماضي ليجمع هذا الفن عبر عروضه الفنية الشيقة والهادفة جمهوراً كبيراً من الأطفال الذين تعلقوا به ليغدو مسرح العرائس مكوناً في البناء المعرفي والثقافي للطفل السوري.
ورغم التغيرات التي طالت مصادر المعرفة والترفيه للطفل إلا أن الدمية بقيت حب الطفل الفطري ونافذته الأولى على عالم الخيال لذلك كان من غير الممكن أن يتم تنحية هذا الفن لصالح الفنون الأخرى بل كان لا بد من دعمه للحفاظ على مكانته في ترفيه وتعليم الطفل.
غير أن واقع الحال لمسرح العرائس في سورية وضعف الامكانيات حسب مدير المسرح بسام ناصر اشكالية كبيرة يعاني منها هذا الفن الذي يحاول النهوض بجهود المحبين له والمؤمنين برسالته مبيناً أن “هذا الفن لا يلقى دعماً ويقف ضعف الإمكانيات في طريق تطوره خاصة مع الغياب شبه الكامل للمسارح المتخصصة في دمشق وباقي مراكز المحافظات”.
ويشير ناصر إلى ضرورة أن يستفيد مسرح العرائس من مسارح المراكز الثقافية لتقديم عروض لمسرح العرائس وأن لا تبقى محصورة بالندوات والمحاضرات خاصة أنها مجهزة بإمكانيات الاضاءة وشروط العرض المسرحي لافتاً إلى أن مسرح العرائس حالياً ما زال يتقيد بالبرنامج السنوي في إقامة نشاط ضمن العطلة الإنتصافية رغم رغبة إدارة المسرح بإقامة مهرجان صيفي لكن الامكانيات المتاحة تمنع ذلك.
وينبه ناصر إلى أهمية مراعاة الحالة السلوكية للطفل اثناء إعداد النص المسرحي والإخراج لأن علاقة الطفل بعالم الدمية ذات طابع خاص فهو يلاعبها ويتحدث معها ما يعني له الشيء الكثير.
ويعتبر ناصر أن ما يميز مسرح الطفل أنه يشكل ركناً أساسياً من عالمه وسلوكيته وتفكيره بالمستقبل وهو عملية بناء لشخصيته ما يتطلب تعاوناً في نشر هذا الفن بين المدرسة والأسرة والإعلام.
ويعتبر مدير مسرح العرائس أن الممثلين الذين يعملون حالياً في مسرح العرائس يبذلون جهوداً كبيرةً وما يدفعهم للعمل فقط هو الشغف والمتعة وحب العمل مبيناً أن ممثل الدمى يتطلب طاقة استثنائية فهو يبذل أضعاف ما يبذله الممثل العادي على صعيد الصوت والمونولوج وابتكار الكاركتر الخاص بالدمية التي يحركها ونقل المشاعر من الممثل إلى الدمية التي يحركها بالأيدي.
ويكشف ناصر عن وجود بروفات لعرض مسرحي يتم التحضير له بعنوان “مزرعة الأصدقاء” إخراج خوشناف ظاظا من المقرر أن يعرض الشهر القادم مؤكداً أهمية استقطاب مخرجين جدد لبث الروح في العروض.
وختم ناصر بالتأكيد على أهمية الإعلام في الترويج عن العروض التي يقدمها مسرح العرائس وتفعيل التواصل الدائم مع المسرح ووزارة التربية وبذل الجهود للنهوض بهذا الفن العريق وإعادته إلى واجهة الفنون الموجهة للطفل.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: