قازان-تتارستان-سانا
أقيم في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية منتدى علمي بعنوان “دور الإعلام الجماهيري في محاربة الإرهاب” نظم بدعم ومساعدة من منظمة “الشراكة الاستراتيجية مع العالم الإسلامي” الروسية والإدارة الروسية لمسلمي تتارستان وكذلك صندوق دعم الثقافة والتعليم والعلوم الإسلامية وشارك فيه العديد من علماء الدين من بلدان الشرق الأوسط إضافة إلى أجهزة إعلام روسية وأجنبية.
وأكد المشاركون في المنتدى أهمية معالجة المسائل التي تهم المجتمعات الإسلامية في التصدي للتحديات التي تواجهها نتيجة انتشار التطرف وتمدد الإرهاب وازدياد محاولاته في اختطاف الإسلام من المسلمين وزجه في طريق مسدود.
وفي هذا الاطار أشار الدكتور توفيق محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام عميد كلية الشريعة في جامعة دمشق في كلمته أمام المنتدى إلى أن مناقشة ظاهرة الإرهاب واجب على العالم كله إذ إننا في سورية اكتوينا بناره وسالت دماء شعبنا ودمرت مدن وقرى بلادنا وقال.. “إننا نعلم ما فعلته هذه الظاهرة في سورية والعراق أكثر مما فعلته في أي بلد آخر وقبل أن نتحدث عن أساليب المواجهة لا بد أن نتساءل من يقف وراء هذه التنظيمات لأنها لم تنزل من السماء ولم تنبع من الأرض وإنها تلقت الدعم المباشر أو غير المباشر من الغرب وعن طريق من يدعمونها في المنطقة”.
وأضاف البوطي.. “إن أيديولوجية التنظيمات الإرهابية هي تخريبية بعيدة عن الإسلام وتهدف إلى التشهير به وتكفير الناس المقبلين إليه وتدمير الأوطان التي تأتي إليها هذه القوى المتطرفة”.
كما أشار المشاركون في المنتدى إلى أن المواد الإعلامية والدعائية لتنظيم “داعش” الإرهابي تنضوي على الكذب والتضليل مؤكدين ضرورة شن حملة إعلامية ودعائية على مستوى البلاد بأكملها تفضح النشاط النظري والعملي لهذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وعرض المشاركون مواد إعلامية وإيضاحية تفضح النشاط الإرهابي لتنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية وتفند سياسة أصحاب القنوات التلفزيونية الداعمة للإرهاب مؤكدين أهمية أن تعمل وسائل الإعلام على فضح مشاريع هذه التنظيمات الإرهابية وتعرية أهدافها ودعوة الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء للعودة عن الخطأ إلى الحياة الطبيعية وعدم استخدام المصطلحات الدينية في وصف نشاط هذه التنظيمات الإجرامية البعيدة عن الإسلام كليا مع التركيز على الطابع الإنساني للدين وعلى أن مصدر تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات هو الغرب وليس منشؤه في الشرق.
وشدد المشاركون على ضرورة تأسيس قناة تلفزيونية تفضح أيديولوجية الإرهاب وسلوك التنظيمات المتطرفة المتوارية تحت عباءة الإسلام وتدريب وتخريج إعلاميين متخصصين بالمسائل الإسلامية وفق برامج حكومية.
وفي مجال مسؤولية الفرد والمجتمع في دعم وسائل الإعلام في حربها ضد التنظيمات الإرهابية أكد المشاركون ضرورة تعزيز علاقات التعاون بين المنظمات الدينية والتعليمية وتنشيط العمل في الوسائل الالكترونية للتواصل الاجتماعي و تعزيز التكامل الإسلامي في المجتمع الروسي بإقامة فعاليات مشتركة من أجل تكوين جبهة عالمية لمحاربة الإرهاب.
وفي مؤتمر علمي عقد في أكاديمية العلوم في جمهورية تتارستان أكد الشيخ كميل سميع الله مفتي جمهورية تتارستان أن المؤتمر مكرس لفضح الأفكار المتطرفة والتكفيرية التي تدعو إليها التنظيمات الإرهابية المختلفة وسوف يتم عمل الكثير في تتارستان في مجال مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي.
بدوره أشار الدكتور أسامة الأزهري من مصر إلى أن المؤتمر يمثل حدثا نتعاون فيه على تعزيز النشاط في محاربة الفكر المدمر لدى التنظيمات الإرهابية لافتا إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي هو أكبر خطر يهدد الإسلام وتجب محاربته بكل الوسائل بما فيها الإلكترونية حتى يتم تفكيكه وفضح زيفه.
من جانبه أكد الدكتور البوطي أن ما سمي “الربيع العربي” كان تمهيدا وإرهاصا لظاهرة الارهاب حيث أرادوا منها تنفيذ برامج لتمزيق أمتنا وفرضوا علينا تحت اسم الديمقراطية أبشع أنواع الاستبداد لتدمير المنطقة برمتها بعد أن دمروا العراق وليبيا واليمن داعيا إلى نشر الإسلام من خلال مؤسسات خاصة تعمل في رسالتها على الجمع وليس على التفرقة وتخاطب العقل بالمنطق والحجة مؤكدا ضرورة أن تتخذ الدول الإسلامية قرارها بالقضاء على الإرهاب والفكر المتطرف.
بدوره أكد الشيخ الدكتور عبد الرزاق السعدي من العراق أن تنظيم “داعش” الإرهابي يتلقى الدعم الواسع والمختلف من دول الجوار لكنه سيزول قريبا.
من جهته أكد الخبير الروسي في الشؤون الإسلامية نائب رئيس لجنة امتحانات الدراسات العليا في روسيا ليونيد سيوكيانين أن البحث العلمي في شؤون الدين في المعاهد والمؤسسات العلمية هو حليف للدراسات الدينية في المحافل والمجمعات الدينية وأن الأكاديمي هو حليف صادق في عمله مع علماء الدين في محاربة الإرهاب إذ يساعد على رسم الصورة الحقيقية لكل الظواهر التي تطرأ في الفكر الديني مشيرا إلى أن “الإسلام بالنسبة لتنظيم داعش هو وسيلة للوصول إلى أهداف أخرى عبر ممارسات تقتل المسلمين بالدرجة الأولى لترعيبهم وجعلهم يتركون الدين”.
وفي مقابلات مع مراسل سانا في موسكو أكد البوطي أن أهمية هذا المؤتمر المكرس لدور وسائل الإعلام في مكافحة الإرهاب كبيرة جدا في مواجهة الفكر المتطرف الذي أصبح يمثل خطرا على العالم كله ونحن في سورية بشكل خاص نعاني من هذا الفكر بصورة مباشرة لأنه نشر الدمار والدماء على امتداد ساحة بلدنا الحبيب سورية.
وشدد البوطي على أهمية الأفكار التي طرحت عن دور الإعلام وعن دور الدول وكذلك عن دور الفرد والمجتمع في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة مؤكدا أن الكلام يدور عن ظاهرة الفكر المتطرف التي ظهرت بغياب الإسلام الصحيح ومواجهته تتجلى في نشر المعرفة الصحيحة ولعل توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إنشاء أكاديمية بولغار للعلوم الإسلامية في روسيا تعتبر خطوة في معالجة هذه الظاهرة لأن الفكر لا يعالج إلا بالفكر.
وفي مقابلة مماثلة قال الشيخ كميل سميع الله مفتي تتارستان.. إن مكافحة الإرهاب وتنظيم “داعش” الإرهابي هي واجب على العالم باسره وليس على المسلمين وحدهم وينبغي على الجميع أن يتوحدوا في التصدي لهذا الشر وهذه الآفة الخطيرة وضد هؤلاء الإرهابيين الذين لا علاقة لهم بالإسلام بل يتسترون بالشعارات الإسلامية لتحقيق اهدافهم الإجرامية.
كما قال رئيس مجلس العلماء لدار الإفتاء لعموم الديار الروسية مدير عام مركز دراسات القرآن الكريم في تتارستان المفتي فريد سلمان في مقابلة مماثلة.. إن “الدور الرئيسي لمؤتمر وسائل الإعلام في مكافحة الإرهاب هو في التصدي لهذه الظاهرة الإرهابية” مشيرا إلى أن دور سورية أساسي في محاربة الإرهاب.
بدوره قال الأب أفاناسي نائب راعي أبرشية تتارستان للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.. إن الحديث جرى كثيرا اليوم عن التمسك بالنهج الديني الصحيح الذي يحمي الإسلام من تأثير التنظيمات المتطرفة ويفصل بينهما كما أن مؤتمر اليوم والاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها تعتبر خطوات عملية مهمة في انبعاث الدين الإسلامي الذي كان طوال تاريخه في حوار سلمي مع الديانات والمذاهب الأخرى وفي مقدمتها مع الدين المسيحي.
وأضاف الأب أفاناسي.. إن لهذا الحوار جذورا تاريخية عميقة في الأرض الروسية وخاصة في تتارستان ما يجعلنا نشارك أشقاءنا المسلمين أفراحهم في إنشاء الأكاديمية الإسلامية في بولغار تلك الأرض التي انتشر منها الإسلام في روسيا مؤكدا أنه حين لم يكن لدى المسلمين مؤسساتهم الدينية كانت الهيئات التعليمية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية تقوم بدراسة وتدريس الإسلام.
إلى ذلك قال الشيخ البير كرغانوف مفتي موسكو.. “إننا نناقش اليوم ونتكلم عن هؤلاء المجرمين والإرهابيين من تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية الذين يحاولون اختلاس ومصادرة رموزنا الإسلامية المقدسة وتشويه أركان الدين الإسلامي ولذلك يجب علينا أن نكون أكثر فعالية في مكافحة الإرهاب ومن المهم هنا بالطبع دور الدولة في التصدي للتنظيمات الإرهابية”.
وشدد مفتي موسكو على ضرورة وضع استراتيجية عامة في هذا المجال مشيرا إلى أن هناك دورا كبيرا لروسيا في ذلك بوصفها دولة كبرى متعددة القوميات ومتعددة الأديان ولقد اقترح الممثلون الروس اليوم التوحد ضد التطرف وسيكون من المهم جدا توحيد جهود علماء روسيا وسورية والعراق والبلدان الاخرى في مكافحة التطرف والفكر التكفيري.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: