مؤتمر موسكو الخامس للأمن الدولي: تجديد الدعوة لتشكيل تحالف واسع لمواجهة الإرهاب على أساس القانون الدولي

موسكو-سانا

جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوته إلى تشكيل تحالف دولي واسع لمواجهة الإرهاب الدولي بشكل فعال على أساس قواعد القانون الدولي وبرعاية منظمة الأمم المتحدة.

وقال بوتين في رسالة ترحيبية بالمشاركين في مؤتمر موسكو الخامس للأمن الدولي قرأها رئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف اليوم “إن أعمال القوات الجوية الفضائية الروسية في سورية وجهت ضربة قاصمة لتنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الأخرى وأسهمت في تعديل الوضع بشكل حاسم”.

وأضاف بوتين: “إن العملية الروسية ضد الإرهاب في سورية هيأت الظروف المناسبة لتقدم الحوار السوري السوري من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في البلاد”.

لافروف:من غير المقبول استخدام الإرهابيين كأداة من أجل تغيير الأنظمة وتحقيق غير ذلك من الأهداف السياسية

من جهته دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مراجعة ومعالجة الأخطاء المرتكبة في مجال مكافحة الإرهاب والتخلي عن الخطوات الساعية إلى تدهور الوضع في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أنه من غير المقبول استخدام الإرهابيين كأداة من أجل تغيير الانظمة وتحقيق غير ذلك من الأهداف السياسية.

وقال لافروف في كلمة أمام مؤتمر موسكو “إن روسيا هي الدولة الوحيدة التي أظهرت واقعية تجاه الأزمة في سورية حيث سمحت خطوات القوات الجوية الفضائية الروسية بالتنسيق مع القوات الحكومية بإلحاق هزائم جدية بالإرهابيين وتهيئة الظروف لوقف الأعمال القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة وإطلاق عملية التسوية السياسية وأصبح ذلك ممكناً بما في ذلك في سياق التعاون بين روسيا والولايات المتحدة”.

وأشار لافروف إلى أن التعاون بين العسكريين الروس والأمريكيين سمح للبلدين بقيادة جهود تسوية الأزمة في سورية وتشكيل المجموعة الدولية لدعم سورية، لافتاً إلى أن معالجة ما ارتكب من أخطاء وما اتخذ من قرارات سياسية أدت إلى مواجهات وانهيار الوضع في منطقة الشرق الأوسط يتطلب وقتاً طويلاً.

وأضاف لافروف: “إن نشاط الإرهابيين وصل إلى مستوى غير مسبوق وباتت أفعالهم تمثل تحدياً منظماً ضد الحضارة الإنسانية والنظام العالمي القائم على القانون الدولي وقواعد السلوك الحضاري”.

وأعرب لافروف عن قلقه بشأن امتلاك مجموعات إرهابية قدرات على استخدام الأسلحة الكيميائية، داعياً إلى اتخاذ الإجراءات المطلوبة من أجل منع الإرهابيين من استعمال هذه الأسلحة.

وأشار لافروف إلى ضرورة احترام التنوع الثقافي الموجود في المنطقة وحرية كل شعب بتحديد مستقبله وعدم إملاء أي قيم أو ثقافات عليه والتوقف عن استخدام المجموعات الإرهابية كأداة لتحقيق المصالح الخاصة.

وجدد لافروف التأكيد على أن عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية يجب أن تتم على أساس مشاركة جميع الأطياف بمن فيهم السوريون الأكراد حسب القرار الأممي 2254.

واعتبر لافروف أن خطوات الولايات المتحدة وحلفائها لنشر درع صاروخية عالمية تمثل عاملاً مضراً وكبيراً، مشيراً إلى أنه لا يمكن وضع هيكلية آمنة في مجال الأمن الدولي دون مشاركة روسيا.

وشدد وزير الخارجية الروسي على أن خطوات الغرب في شرق أوروبا بشأن تعزيز قدرات الناتو وإجراء المزيد من التدريبات لا تخدم تحقيق هذا الهدف، موضحاً أن روسيا ليست ضد بناء الثقة مع الناتو ولكن يجب أن يأخذ الحلف بعين الاعتبار مصالح كل الدول والتوقف عن استخدام النهج المعادي لروسيا.

شويغو: القوات الروسية في سورية تركز حالياً على التسوية السياسية وستواصل تدمير القاعدة الاقتصادية للإرهاب

بدوره دعا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى توحيد جهود المجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب على أساس مبادرة الرئيس بوتين التي تدعو إلى تشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة الإرهاب وذلك بالتنسيق الوثيق مع الدول التي تتحمل الأعباء الأساسية في مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد شويغو أن أي محاولات للتعامل مع إرهابيين وتقسيمهم إلى أخيار وأشرار وخاصة تسليحهم من أجل تحقيق أهداف سياسية خاصة ليست فقط قصيرة النظر بل إجرامية.

وقال شويغو: “إن القوات الروسية في سورية تركز حالياً على التسوية السياسية وتقديم المساعدات الإنسانية إلا أنها ستواصل تدمير القاعدة الاقتصادية للإرهاب”، مشيراً إلى أن أكثر من 700 طن من الأغذية والأدوية والمستلزمات الأولية قد وصلت إلى سورية من روسيا.

وأضاف شويغو: “إن الإرهاب في سورية تلقى ضربة قوية ولحقت أضرار كبيرة بالبنى التحتية العسكرية والمالية والمادية التقنية للإرهابيين وتم تدمير العديد من معسكرات التدريب ومخازن الأسلحة العائدة لهم”.

وأشار شويغو إلى أن الجيش السوري تمكن بدعم من القوات الروسية من تحرير 500 بلدة وأكثر من 10 آلاف كيلومتر مربع من أراضي سورية من الإرهابيين وهو ما سمح بتهيئة الظروف لإطلاق عملية التسوية السياسية.

وبين شويغو أن استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية كانت بمثابة نقطة انعطاف في مواجهة الإرهابيين في سورية، مذكراً بأن مجموعة من المهندسين العسكريين الروس تمكنوا من إزالة الألغام في المنطقة التاريخية من تدمر بشكل كامل.

باتروشيف: على جميع الدول الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي بالتوقف عن تمويل الإرهاب

بينما دعا رئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف جميع الدول للامتثال إلى قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمكافحة الإرهاب وقطع موارد تمويله وغيرها من أشكال الدعم، وعدم السماح للإرهابيين باستخدام أي موارد وخاصة التجارة غير المشروعة للنفط والآثار والأسلحة.

وشدد باتروشيف على ضرورة أن تتم عمليات مكافحة الإرهاب مع مراعاة احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية كما ينص ميثاق الأمم المتحدة.

ورأى باتروشيف أن توحيد الجهود الدولية في مواجهة تنامي تهديد الإرهاب هو في مصلحة جميع الدول من دون استثناء، معتبراً أن التعاون بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية يثبت أن التعاون بين الدول في مكافحة الإرهاب الدولي ليس ممكناً وحسب ولكنه فعال أيضاً.

وأوضح باتروشيف أن تحقيق هذه المهمة يتطلب إرادة سياسية جدية وتنحية الخلافات القائمة بين الدول إلى مراتب ثانوية، داعياً المجتمع الدولي للعمل من أجل الحد من انتشار الأفكار الإرهابية والمتطرفة من خلال شبكات الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وحذر باتروشيف من أن العديد من الدول تتعرض لضغوط خارجية بهدف التخطيط لتنفيذ “ثورات ملونة” فيها والمساس باستقلالها وهو ما يؤدي إلى فقدان القدرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل وايجاد الظروف لانتشار الفوضى وانعدام الأمن.

في حين أكد رئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف أن النظام التركي يعرقل جهود مكافحة الإرهاب من خلال استمراره بدعم الإرهابيين في سورية بالأسلحة والذخائر والمخدرات كما أنه يلعب دوراً سلبياً في عملية التسوية السياسية والمصالحة في سورية.

وقال غيراسيموف: “بغض النظر عن مواصلة تركيا لأعمالها الداعمة للإرهاب فنحن نواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة”.

وأشار غيراسيموف إلى أن القوات الروسية في سورية تحارب الإرهاب الدولي ولا تتدخل في الشؤون السورية كما أنها تقوم بعملها على أساس قانوني بعكس التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الذي يعمل بشكل مخالف لقواعد القانون الدولي ومن دون الحصول على موافقة الحكومة السورية.

ورأى غيراسيموف أن تجربة محاربة الإرهاب في القوقاز في التسعينيات من القرن الماضي تؤكد أنه يجب محاربته بشكل استباقي إلا أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي.

وزير الدفاع الإيراني: الإرهاب حول دول المنطقة إلى ساحة لارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية

إلى ذلك اعتبر وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان أن الإرهاب حول العديد من الدول في المنطقة إلى ساحة ترتكب فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية.

وقال العميد دهقان في كلمته اليوم خلال الملتقى الدولي الخامس للأمن في موسكو.. “نعتقد أن العالم بأكمله بات اليوم معرضا لانعدام الأمن نتيجة الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الجماعات التكفيرية والصهيونية المدعومة من أمريكا واسرائيل وعدد من دول المنطقة ولا سيما نظام بني سعود” موضحا أن التحالفات الشكلية التي تضم الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية لا تسهم في التصدي للإرهاب بل تعمل على إعادة تنظيم هذه التنظيمات و تزويدها بالسلاح ورفع معنوياتها و ذلك من خلال طرح شعارات “طنانة”.

وأعرب دهقان عن الأسف للدعم المالي واللوجيستي والعسكري والسياسي الذي يقدمه البعض سواء من داخل المنطقة أو خارجها للتنظيمات الإرهابية.

وبين دهقان أن منطق بلاده تجاه عناصر التهديد قائم على التصدي الحازم لها و تصعيد العمل بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في إطار الالتزام بالحد الأقصى من التعاون مشيراً إلى أولوية استراتيجية بلاده الدفاعية.

ولفت وزير الدفاع الإيراني إلى أن بلاده تعتبر أن إنتاج وتخزين أسلحة الدمار الشامل ومنها الأسلحة النووية يتعارض مع مبادئها وتؤكد إزالة هذه الأسلحة بشكل كامل وبشكل خاص نزع أسلحة الكيان الصهيوني الذي يهدد أمن المنطقة ويعد نموذجا لاتخاذ سياسات مزدوجة في النظام الدولي.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

سانا توثق عودة بعض العائلات إلى منازلهم وقراهم التي هُجروا منها بفعل إجرام النظام البائد

وثقت كاميرا سانا عودة بعض العائلات إلى منازلهم وقراهم التي هُجروا منها بفعل إجرام النظام …