سورية تدعو لمواجهة الخطر الإرهابي الذي تتعرض له مع العراق بكل السبل الممكنة

طهران-سانا

بدأت اليوم في العاصمة الإيرانية طهران أعمال اللجنة الدائمة المتعلقة بالقضايا الاجتماعية والثقافية التابعة للجمعية البرلمانية الآسيوية بمشاركة وفد من مجلس الشعب برئاسة الدكتور يوسف محمود أسعد عضو المجلس.

ودعا أسعد في كلمة له أمام اللجنة الى مواجهة الخطر الارهابي الذي تتعرض له سورية والعراق بكل السبل الممكنة محذرا من أن “التنظيمات الإرهابية المسلحة تمارس جرائم بحق الشعب السوري والعراقي ترتقي للوصف بأنها تطهير عرقي”.

وأشار أسعد إلى أن سورية تتعرض إلى مؤامرة إسرائيلية تكفيرية تهدف الى تدمير مكوناتها وحضارتها تراثها بتحالف إسرائيلي تكفيري لا يخفى على أحد.10

وقال أسعد إن ” ما يجري في سورية والعراق من استهداف للنسيج الاجتماعي ومكوناته عبر جماعات تكفيرية ارهابية متطرفة ترتكب الجرائم وتمارس ابشع أنواع التطهير العرقي ضد المكونات الاجتماعية الاخرى يعد جريمة بحق الإنسانية جمعاء” مشيرا الى ان هذا الجماعات الإرهابية تحظى بدعم وتمويل وتسليح غربي.

وأكد أسعد أن “سورية تعاني الإرهاب الذي يرتدي ثوب الاسلام ويقوم بتدمير المساجد والكنائس والمتاحف حيث يسرقون الآثار السورية ويتم بيعها في الاسواق الاوروبية” موضحا ان سورية ارسلت مئات الرسائل الى المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونيسكو” حول تهريب الآثار السورية من قبل التنظيمات الإرهابية وبيعها في أوروبا إلا أنه لم يتم التحرك الجدي في هذا المجال وقال “إننا نطالب هذا الاجتماع بتوجيه رسالة قوية لمحاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية”.

وأضاف ان الارهاب الناتج عن التحالف بين إسرائيل وحماتها والتكفيريين في سورية والعراق ولبنان وبقية دول العالم يهدف إلى تدمير شعوب المنطقة تمهيدا لعودة الاستعمار بشكله الجديد وإقامة ما يسمى إسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الجديد لحمايتها.

وحذر أسعد من الأعمال الإرهابية التي ترتكبها التنظيمات الارهابية في سورية وخاصة ضد المسيحيين الذين يشكلون مكونا أصيلا في المشرق وعنصرا حضاريا شارك في صناعة تاريخ المنطقة وحاضرها معتبرا ان حماية التنوع الثقافي تشكل أولوية بالنسبة للحكومة السورية لما تتعرض له المنطقة بشكل عام من انتهاك لهذا التنوع وتدمير ممنهج من قبل تنظيمات إرهابية تكفيرية تطلق على نفسها مسميات مختلفة من تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإرهابي إلى جبهة النصرة و جيش الإسلام وغيرها من المسميات الكثيرة.

ودعا أسعد الى الوقوف معا في وجه القوى الظلامية التكفيرية التي تمارس الإرهاب ضد كل من يختلف معها فكريا أو دينيا أو عرقيا حيث تفرض عليه فكرها وتذبح وتقتل من يرفض وتهجر من تبقى بطريقة لم يسبقها اليها سوى كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح عضو مجلس الشعب أن كيان الاحتلال الإسرائيلي قام طيلة عقود من احتلال فلسطين على تهجير أهلها وطمس معالمها الثقافية والحضارية وفرض لغته و فكره على أبناء الشعب الفلسطيني وعلى أهلنا في الجولان السوري المحتل دون أي تحرك من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية.

وقال أسعد إن التراث الحضاري في منطقتنا ولاسيما في سورية والعراق لم ينج من استهداف وتدمير مخطط له من قبل التنظيمات الإرهابية التكفيرية حيث لم تكتف باستهداف الإنسان والمجتمع وتنوعه بل ان المجموعات الإرهابية عمدت الى تدمير الأضرحة الدينية و تخريب المناطق الاثرية و تهريب الآثار وبيعها في الأسواق الأوروبية والغربية تمهيدا لإفراغ المنطقة من حضارتها الإنسانية التي ثبت للعالم تناغم مكوناتها وتعاضدهم في بناء حضارتهم على مدى قرون.

وأضاف أسعد أن الهجوم الذي تتعرض له مجتمعاتنا من الحرب الارهابية حاليا والحرب التقنية التي تفرضها العولمة مع ما تحمله من فرض ايديولوجيات وافكار وقيم غريبة عن مجتمعاتنا يشكل تهديدا مزدوجا تشترك فيه التقنيات الحديثة والأفكار الرجعية الظلامية.
ودعا اسعد لمواجهة كل القوى التي تعمل وتخطط للنيل من التنوع الثقافي في العالم والمنطقة لما تشكله من خطر داهم على مستقبل البشرية جمعاء.

وأكد أسعد في ختام كلمته أن سورية تتطلع الى مواقف مسؤولة وخطوات عملية تسهم فعليا في وقف المد السرطاني الإرهابي القاتل الذي لن تتوقف تداعياته في الشرق الأوسط بل ستمتد الى مناطق أبعد في حال لم يتم التحرك في هذا المجال اليوم قبل الغد معربا عن الشكر لإيران شعبا وحكومة وقيادة على دعمها لنضال الشعوب لتحقيق العدل والاستقلال ومنها نضال الشعب السوري في مواجهة التطرف والارهاب والتكفير الوارد الى سورية من اكثر من ثمانين دولة إضافة لدعمهم نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي بحق أطفال ونساء وشيوخ أهل غزة كما قدم تعازي مجلس الشعب الحارة الى مجلس الشورى الإيراني وأهالي ضحايا الطائرة الإيرانية التي تحطمت أمس وهي في رحلة داخلية.

من جانبه أكد نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد حسن ابوترابي في الجلسة الافتتاحية ان محاربة التنظيمات الارهابية وكسر الالة الجهنمية للإرهابيين في المنطقة يتطلب عملا جديا اضافة لعدم التسويف والمماطلة من قبل المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة ما يؤدي الى انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة اضافة للآثار الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي لا يمكن التنبؤ بها.

وأشار أبو ترابي إلى هجمات الإرهابيين المنظمة على المدن العراقية وارتكابهم لمجازر وحشية بحق بعض مكونات الشعب العراقي وتشريدهم الى الجبال وتدمير الأماكن المقدسة والمساجد والكنائس داعيا مكونات الشعب العراقي الى الوحدة والتضامن وتشكيل الحكومة العراقية بشكل عاجل ودعم المجتمع الدولي للسلم الإقليمي والدولي والأمن في العراق كبلد موحد لمواجهة التنظيمات الارهابية.

وقال أبو ترابي إن ” منطقة الشرق الأوسط تمر بآلام عصيبة جدا نظرا لما تواجهه من ارهاب التنظيمات الارهابية بحق شعوب المنطقة وإرهاب الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني المظلوم مؤكدا أن العدوان الوحشي من قبل الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني إبادة جماعية وجريمة حرب ضد الإنسانية كما يعد انتهاكا للاتفاقية الدولية في زمن الحرب وإعلان حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وخاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأوضح أبو ترابي انه من حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه وعن حقوقه وهذا ما تكفله جميع التعاليم الدينية والأخلاقية والفكرية والمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة داعيا المجتمع الدولي ومن خلال الأمم المتحدة واستنادا إلى معايير القانون الدولي الى محاكمة قادة كيان الاحتلال كمجرمي حرب لارتكابهم جرائم وحشية بحق الشعب الفلسطيني الاعزل في غزة مطالبا برلمانات الدول الآسيوية بتقديم المساعدات الانسانية والضرورية للشعب الفلسطيني والمساهمة في اعادة بناء ما دمره العدوان الهمجي للكيان الصهيوني في غزة.

وأشار أبو ترابي إلى ضرورة تعاون أعضاء الجمعية البرلمانية الآسيوية المكثف في تحقيق الأهداف الأساسية لمختلف المواضيع والتوسع في أنشطة البرلمانات الآسيوية واعتماد مزيد من الشفافية في الممارسة وتعزيز آليات زيادة مسؤولية البرلمانات.

وأكد أبو ترابي أن حفظ وصيانة التراث الثقافي والنهوض بالتنوع الثقافي هو حجر الزاوية في قارة آسيا وقال إن “الأزمات التي تمر بها سورية والعراق وأفغانستان وفلسطين ألحقت الضرر الكبير بالتراث الأدبي والثقافي لهذه الدول حيث قامت التنظيمات الإرهابية والكيان الصهيوني بتدمير الأماكن المقدسة والمساجد والكنائس وغيرها من المعالم الأثرية”.

ودعا نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني الأمانة العامة “للجمعية البرلمانية الآسيوية” الى تقديم تقارير مفصلة ووثائق عن المناطق المتضررة والمواقع التاريخية المدمرة اضافة الى التعريف بالجوانب الثقافية والتاريخية لهذه الكارثة والطلب والمساعدة من البلدان والمنظمات الدولية وخاصة منظمة /اليونيسكو/ والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع الأهلي لإصلاح التراث التاريخي والثقافي.

وتناقش اللجنة الدائمة المتعلقة بالقضايا الاجتماعية والثقافية على مدى يومين قضايا الاتجار بالمخدرات في اسيا وتعزيز وحماية حقوق العمال في آسيا والاجتماع التنسيقي للنساء البرلمانيات في الجمعية البرلمانية الاسيوية ومحاربة الفساد وحماية واحترام التنوع الثقافي وتحديات وفرص العولمة وتحقيق العدالة الصحية وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ومحاربة تهريب العناصر الثقافية في آسيا.

حضر افتتاح أعمال اللجنة السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود وعضوا مجلس الشعب هناء السيد وأحمد الحميدي.