بين ورود الربيع والتراث الشعبى السورى علاقة حب وجدل قديم

اللاذقية-سانا

تستعير الأزهار والورود ونباتات الزينة الكثير من أسمائها من حياتنا الإجتماعية بما يرتبط بتكويناتها أو لونها أو أماكن جودها فى علاقة تفاعلية حميمة والتى إن دلت على شىء فهى تدل على حس السوريين الجمالى المرهف وحبهم للحياة إذ لا تزال الزهرة لغة يعبر العاشقون بها عما يجول فى قلوبهم ولا تزال أحواض الزهر تزين شرفات المنازل وتتصدر واجهات البيوت الريفية على تواضعها.

وأطلق السوريون على ورود الربيع وأزهاره المتفتحة أسماء متعددة فمنها تم السمكة التى تشبه بتلاتها فم السمكة عندما يفتح ويغلق وكف الدب وهى نبتة زينة تشبه يد الدب المفتوحة وضفائر البنات والشاب الظريف ورأس العبد وغيرها حيث يسقط السوريون جمال واقعهم على الزهرة .

ويستعين السوريون كما يقول الباحث بالتراث الشعبى نبيل عجمية بحياتهم الإجتماعية ويومياتهم ليطلقوا أسماء على الزهور فيسمون الوردة الرائعة الأماريللس الضراير حيث تحمل ساقها أربع وردات متفتحة تدير كل واحدة ظهرها للأخرى وهى كناية عن الرجل الذى يتزوج أربع نساء بينما نبتة لسان الحماية التى يمتد من داخل زهرتها ورقة كبيرة مشوكة تعبر عن بعض حالات تدخل الأم بين الأزواج من أبنائها وبناتها كما عرفت العديد من الزهور بمسميات طريفة كعرف الديك و الساعة التى تشبه أوراقها عقارب الساعة وكذلك نجد زهرة الفتنة والعطرة والمستحية والجهنمية.

ويشيرعجمية إلى أنه مع إشراقة الربيع فى شهر نيسان يخرج الناس من بيوتهم إلى الطبيعة التى تكتسى فى مثل هذا الوقت من كل عام بمزيج لا مثيل له من الألوان والشذى والعبق فيحتفون بالخضرة والزهر والشمس والهواء اللطيف كل على طريقته فتعقد جلسات الطرب والرقص وتقطف الزهور فى باقات كبيرة يحملونها معهم فى طريق العودة.

ويلفت إلى أن الأزهار ارتبطت أيضا بمعان إنسانية فالفل الأبيض يرمزللطهارة والنقاء والرغبة فى الوصال والشاب الظريف بألوانه المختلفة المتوهجة وبسحره وجاذبيته يشبه الشاب المنفتح للتو على الحياة والقرنفل يعتبر من أزهار الحب وتتزين به النساء والرجال بينما النرجس يرتبط بالأسطورة أسطورة نرسيس المعروفة ويحمل الصفاء والروعة ويقدم للمحبين كما ينقش على الأزياء الشعبية.

ويستعرض عجمية ما ورد فى التراث الشعبى عن الورود فيشير الى زهرة الشكرية أو شكرية خانم الزهرة الربيعية التى يبدأ تفتحها أواسط آذار وتستمر طوال الصيف حتى أواخر الخريف ولها ألوان كثيرة ورائحتها ناعمة ومنعشة لافتا إلى أنها وردت فى الكثير من الأغنيات الشعبية ومنها “يا ريتنى شكرية وبشباك العلية ولما بيمرق محبوبى يرمى السلام عليى”.

صبا العلي

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency