دعوة للقادم: الحوار.. ومكافحة الإرهاب-صحيفة تشرين

ما تشهده سورية في الوقت الحالي، يترك للزمن التاريخي فسحة الحديث عن مقطع من الحياة، ليس ككل مقاطعها، يتجلّى في القدرة الفائقة التي أبدتها سورية، شعباً وجيشاً وقيادةً، من وقوف راسخ في وجه عاصفة إرهابية حاولت وسعت إلى اقتلاع كينونتها الحياتية المجتمعية المقاومة، وإدخالها في نفق الظلام والتقسيم السياسي عبر مشروع خبيث يعيدها إلى عصور ماقبل التاريخ، بما حمل هذا المشروع من مفاهيم التجهيل والتكفير والظلامية الوهابية، وبما اتبع منفّذوه من سلوك إجرامي تغذيه مطامع وهابية وإقليمية وغربية استعمارية، لم يعرف له التاريخ مثيلاً.

إقبال سورية اليوم على إنجاز استحقاق دستوري، هو من الواجب والحق، له معان كثيرة، ويبرهن على أن بنيان الدولة السورية ما زال متماسكاً وقادراً على الوقوف والعمل، لم يقوَ على هدمه كل ما مرّ على هذه الدولة من تهجير وقتل لشعبها، وتدمير لبنيتها ومحاولة محو ملامح حضارتها، على مدى خمسة أعوام من الحرب المستعرة والضارية بغية هدم مؤسسات هذه الدولة، والمسّ بسيادتها، وكسر خطّها المقاوم الصامد والممانع في وجه هذا المشروع الخطير: الوهابي التكفيري- الغربي الشرس.

ومن هنا، كان التحدي الأكبر للأبناء في هذا البلد الصامد، أن يثبتوا مرةً أخرى للعالم أجمع، أن سورية مازالت، ببسالة وإقدام جيشها وإيمانه بعقيدته وإنجازاته العسكرية، وبالتعاون مع الحلفاء المدافعين عن حقوقها.. مازالت قادرةً على الانتصار وتثبيت دعائم أركان الدولة مهما بلغت شراسة وقوة ووحشية الهجمة الإرهابية عليها.

وأبناء سورية اليوم أيضاً، مدعووّن أكثر من أي وقت مضى، في هذه المرحلة الحساسة من الحضور التاريخي، إلى أن يقولوا إننا كنا، وما زلنا، وسنبقى صخراً في مواجهة النصال المعادية، مهما كان مشروع أصحابها، ومهما استعرت نار إرهابهم… نبني ونعمّر، ونمدّ يداً للحوار، ونحارب باليد الأخرى الإرهاب الذي طالت دمويته الشعب السوري، بل طالت حتى داعميه في الغرب.

أما كيف..؟ فإنه بلا شك يكون باختيار أصحاب الكفاءات والقدرات لبناء مؤسسة تشريعية تكون على قدر المواجهة، بما تمتلك من قدرات على ردّ الهجمة، وتلبية حاجات الشعب، وتجسيد المعاني التي يتطلع إليها، مثلما جسّد الجيش العربي السوري وقيادته الحكيمة الآمال بالصمود والانتصار، ودحر كل من حاول النيل من هذا البلد.

أما الشعب الذي يستحق كلّ التقدير، بممثلين قادرين على حمل تطلّعاته، وتطلعات الدولة، فهو يستحق الكثير الذي يجب أن يرتفع لمستوى عظمته وصبره وصموده وتضحياته وثباته على أرضه وقت الشدائد، داحراً كل الأقاويل والمشروعات التي حيكت لسورية، واضعاً نصب عينيه القادم في الإعمار، والقادم في المصالحة، والقادم في الحوار، والقادم الأهّم في مكافحة الإرهاب، يداً بيد مع جيشه الضامن لأمنه وحقه في الوجود والكرامة.

سورية كلّها، مدعوّة للتعبير، وإبداء الرأي، والانتخاب، والصناديق تنتظر من يمدّ لها أوراقه، بالقوائم والأفراد، أصحاب التمثيل الصادق والحقيقي، بعيداً عن مال السياسة، والمحسوبيات، والشعارات الرنانة، لأن الميدان الفصل هو الصوت المرتفع الصادق تحت قبة مجلس الشعب، والمعبّر خير تعبير عن أهمية أن يكون الواحد منا عضواً فعالاً له برنامجه الأمين لصمود هذا الشعب ودماء شهدائه، ويقدّر صوت منتخبيه ويحترمه.. عندها تبدأ المرحلة الانتقالية الحقيقية للمواطن السوري من داخل بيته سورية.. من دون إملاءات الخارج وتنظيراته.

وفي 13/4/2016، كلنا على موعدٍ مع صناديق الانتقال على وقع أجراس النصر والوطنية الصادقة.

بقلم: رغداء مارديني

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency