لندن-فيينا-سانا
وصفت منظمة العفو الدولية الاتفاق الأوروبي التركي بشأن اللاجئين بأنه “ضربة تاريخية” لحقوق الإنسان مشيرة إلى ازدواجية المعايير لدى القادة الأوروبيين ومحاولاتهم المستمرة للتنصل من معالجة مشكلة اللاجئين من خلال اتفاق مليء بالتناقضات والعيوب.
وينص الاتفاق الذي أقره قادة الاتحاد الأوروبي أمس على طرد اللاجئين الجدد وإعادتهم إلى تركيا بشرط أن تتقاضى أنقرة لقاء قبولها إعادة هؤلاء اللاجئين مليارات الدولارات وتنازلات سياسية بما فيها إلغاء تأشيرات دخول الأتراك إلى أوروبا والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأكدت منظمة العفو الدولية في بيان نشرته على موقعها الالكتروني أن الاتفاق “أخفق في التستر على تصميم الاتحاد الأوروبي الذي لا يلين في التنصل من أزمة اللاجئين العالمية”.
يذكر أن أهم أسباب اللجوء والهجرة هو الإرهاب المدعوم من عدد من الدول الغربية وممالك ومشيخات الخليج ونظام أردوغان والعقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضت على عدد من الدول.
وقال مدير شؤون أوروبا وآسيا الوسطى في المنظمة جون دالهويسن “إن الوعود التي أطلقها الاتحاد الأوروبي باحترام القوانين الدولية والأوروبية والتقيد بها تبدو كغلاف من السكر على حبة سم السيانيد الذي أجبر مبدأ حماية اللاجئين في أوروبا على اجتراعه”.
وأضاف “إن الضمانات بالاحترام الكامل للقانون الدولي لا تتماشى مع إعادة كل المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون إلى الجزر اليونانية إلى تركيا اعتبارا من يوم الأحد” مشيرا إلى أن “تركيا ليست بلدا آمنا للمهاجرين واللاجئين وأن أي اتفاق من شأنه إعادة المهاجرين مبني على هذه الفرضية سيكون معيبا وغير قانوني ولا أخلاقي”.
ويرى مراقبون أن الاتحاد الأوروبي خضع من خلال الاتفاق الجديد لابتزاز النظام التركي الذي يستغل أزمة المهجرين واللاجئين ويستخدمها كورقة ضغط مقابل الحصول على مساعدات مالية أوروبية بمليارات الدولارات ويفرض في هذا السياق شروطه على القادة الأوروبيين بما في ذلك استئناف المفاوضات حول انضمام تركيا إلى الاتحاد.
يذكر أن العديد من مسؤولي الدول الأوروبية أكدوا ضلوع نظام رجب أردوغان بطريقة أو بأخرى بالهجرات غير الشرعية وبالتدفق غير المسبوق للمهاجرين الذي تواجهه دول أوروبا حاليا حيث أكد الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولو مؤخرا تورط سلطات المرافئ في تركيا بدعم المهربين الذين ينظمون عبور مئات آلاف المهاجرين إلى الجزر اليونانية تمهيدا لانتقالهم إلى دول أوروبية أخرى.
صحيفة نمساوية: الاتفاق التركي الأوروبي بشأن قضية اللاجئين ابتزاز لدول الاتحاد وإضعاف لمبادئ وأسس القانون الأوروبي
إلى ذلك اعتبرت صحيفة دي بريسه النمساوية أن الاتفاق الذي توصل اليه زعماء دول الاتحاد الأوروبي والنظام التركي يوم أمس بشأن قضية اللاجئين “يمثل ابتزازا يضعف الاتحاد الأوروبي ويقوض أسسه القانونية”.
وأشارت الصحيفة في مقال نشر على موقعها الالكتروني إلى أن “أوروبا ومن خلال هذا الاتفاق أضرت بقيمها وأضعفت سياستها الخارجية وفتحت آفاقا جديدة لهجرة شرعية واسعة قد تخفي معها دخول آلاف الإرهابيين من جديد إلى دولها”.
وكان نظام رجب أردوغان ودول الاتحاد الأوروبي توصلا أمس إلى اتفاق بخصوص أزمة اللاجئين يبدأ تنفيذه يوم غد ويقضي بإعادة جميع اللاجئين إلى تركيا ممن سيصلون إلى اليونان أو إلى الحدود الخارجية لدول الاتحاد مقابل حصول أنقرة على ثلاثة مليارات يورو إضافة إلى تسهيل حرية التنقل ومنح تأشيرات دخول للمواطنين الأتراك إلى أوروبا والإسراع في ملف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاتفاق يضر باتفاقات أوروبية سابقة مع دول البلقان لمحاربة الفساد والجريمة المنظمة موضحة أنه “كان خطأ سياسيا وقد يشكل مستقبلا تهديدا لوحدة القارة الأوروبية ومبادئها وقيمها وايديولوجيتها وثقافتها وهو الأمر الذي يتحمل مسؤوليته وتبعاته الزعماء الأوروبيون بمجملهم”.
وبينت الصحيفة أن النظام التركي يزيد من تضييقه على الحريات العامة وحرية الإعلام ويقوم بتدمير مبادئ الدولة العلمانية وتهديد دولة القانون مقابل حصوله على امتيازات أوروبية منتقدة قبول الاتحاد الأوروبي إعادة النظر بطلب تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتسريع المفاوضات حول ذلك على الرغم من استمرارها بانتهاك الحريات وقمع الصحفيين.
وفي سياق متصل أعربت النمسا عن قلقها رغم قبول الاتفاق مع نظام أردوغان من توافد مهاجرين أتراك إلى النمسا للعمل بعد السماح لهم حسب الاتفاق بتسهيل حرية التنقل موضحة أن بعضهم ربما يلجأ للهجرة هربا من استمرار النظام التركي في قمع الحريات العامة والمدنية.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: