كشوفات.. وحسابات-صحيفة تشرين

بات الجميع يعرف معرفةً تامةً أنها هجمة سعودية ـ إسرائيلية مسعورة على المقاومة، والأمر لا يقف عند هذه الحدود من الإعلان الصريح عن علاقة بني سعود بـ«إسرائيل»، التي تجلّت، وتعرّت تماماً في عدوان تموز 2006، وما حملت التصريحات السعودية آنذاك من معطيات ودلائل، تنبئ بالارتماء السعودي كلياً في أحضان الكيان الصهيوني الذي تعده السعودية الصديق والحليف والحامي، ومحاولة إرضائه بشتى الأشكال والسبل.. وفي قرار الأسبوع الماضي الذي يعدّ المقاومة ممثلةً بحزب الله «تنظيماً إرهابياً»، بدا مكنون النفوس، وما تحمل من حقد أعمى، بما جسد من ضغط سعودي ـ خليجي ـ إسرائيلي كامل، على مَنْ استمرؤوا الخيانة، ولبسوا عباءة الصهيونية، المطأطئي الرؤوس في حضرة «إسرائيل» والمدافعين الشرسين عنها، على حساب الأمة العربية جمعاء، وعلى حساب خط المقاومة الذي يسعى إلى حفظ كرامة الأمة وصونها، الكرامة التي لا يعرف بنو سعود وحلفاؤهم وأدواتهم لها طعماً، ولا يعرفون لها طريقاً، عندما كسر حزب الله شوكة الكيان الإسرائيلي حين امتدت أصابعه الاحتلالية إلى لبنان في بداية مؤامرة خبيثة سقطت حينها سقوطاً مدوّياً على أعتاب المقاومة اللبنانية وحلفائها الشرفاء المساندين لها.

واستناداً إلى هذه المعطيات التي لم تعد نتائج قراراتها ترقى للشك، بما امتلكت من يقين استثنائي بقباحة الدور السعودي وحلفائه فإن معظم دول الخليج التي قدمت الدعم والتمويل لكل مرتزقة الأرض، ودعمت الإرهاب المنبثقة جذور فكره من بني سعود، لم تأتِ بجديد، عندما كشفت عن وجهها المرتهن للصهيونية العالمية، ودورها المشبوه والرئيس في سيناريو مؤامرة التقسيم والشرذمة والتفتيت الصهيو ـ أمريكية المبيّتة للمنطقة، وفي المقدمة سورية، لحساب تفوق «الأمن» الإسرائيلي الذي يسعى الغرب وعلى رأسه أمريكا لضمانه بكل ما أوتي من قوة ولو فنيت أمة العرب.

وإذا كانت الصحف العبرية ـ وتحديداً صحيفة «معاريف» ـ قد أشارت إلى أن «إسرائيل» قد اقتنصت اللحظة المناسبة للحصول على تعويضات كبيرة من أمريكا، بعد الاتفاق النووي مع إيران، فإنها حالياً تقتنص اللحظة الأهمّ لما سعت إليه مراراً وتكراراً من تصنيف حزب الله المقاوم «تنظيماً إرهابياً»، ضمن ما حلمت به «إسرائيل» بل أكثر من ذلك.. ولاسيما في ظل زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى «إسرائيل» زيارة الوداع، وما يحمله من «بشائر جيدة» بشأن المساعدات الأمنية الجديدة المقدّمة من الولايات المتحدة، أما لماذا نفذ الآن الطلب الإسرائيلي من دول ما يسمى «مجلس التعاون الخليجي» وعلى رأسها الأمّ السعودية في تصنيف حزب الله، في قائمة التنظيمات الإرهابية؟ وما الهدف المرتجى والقابع وراء ذلك؟

فهذا ما يحدده التوقيت الخاص لخلق الاضطرابات في لبنان، ولاسيما بعد أن أعلنت السعودية عدم تقديم المساعدة للجيش اللبناني في خضّم معاناتها الاقتصادية بسبب حروبها الإرهابية ضد سورية واليمن وغيرهما التي صارت معها تستجدي –كما تبين المؤشرات- الاقتراض من مصارف غربية وبسرية تامة، وتبغي من وراء ذلك الاستثمار السياسي في لبنان في ظل فراغ كرسي الرئاسة، وما يعنيه ذلك من فوضى.

وقبله، والأهّم منه انتصارات الميدان السوري، وما أبرزه من تفوق وقدرة، فاقتا التصور الإرهابي السعودي الذي جمع مرتزقة الأرض وإرهابييها، وزجّهم في معركة تدمير الدولة السورية، وعندما لم يفلح، وفشل، سار في اتجاه حلفاء سورية.. وهو اتجاه طالما تمنّاه، وعمل للوصول له، إضافة إلى استغلال ورقة دعم بايدن الديمقراطي، في حرب الانتخابات الأمريكية القادمة، واستجداء دعم اليهود واللوبي الصهيوني في أمريكا، لترجيح كفّة الانتخابات لمصلحة السيدة كلينتون التي طالما وصفت أمن «إسرائيل» بأنه «مقدس».

ولعل المتابع والعارف لحجم المبلغ السنوي من المساعدات الأمريكية لـ«إسرائيل» خلال العقد القادم، ونوعية السلاح الذي ستحصل عليه «إسرائيل» من باب المنظومات العسكرية السرّية والسرّية جداً، يدرك، ماذا تعني الاستجابة السريعة من «مجلس التعاون الخليجي»، والمسارعة إلى الكشف عن عوراتها، وعلاقاتها الوثيقة «بإسرائيل» بتسمية حزب الله «تنظيماً إرهابياً»، خدمةً «للأمن» الإسرائيلي «المقدس» الذي لطالما تحدثت عنه السيدة هيلاري كلينتون المرشحة للبيت الأبيض الأمريكي.

بقلم: رغداء مارديني

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency