الشريط الإخباري

دي ميستورا على خُطا أسلافه-صحيفة البعث

لم تفاجئنا زيارة دي ميستورا إلى دمشق بقدر ما فاجأتنا أسباب الزيارة التي انحصرت كما قال: بـ”الوقوف على مدى جدية الحكومة السورية في إيصال المساعدات إلى المناطق (المحاصرة)، وخاصة مضايا”.

ولأن كل ما يتعلق بسورية يتمّ التعامل معه من قبل المجتمع الدولي بطريقة لم نألفها سابقاً، علينا التذكير بأن مهمّة المبعوث الأممي أكبر بكثير من ذلك، رغم أهمية معالجة الوضع الإنساني، لأن ما حمله لا يقع في صلب المهمّة الموكلة إليه، وما كان ينتظره السوريون منه، في ضوء الحديث عن مقاربات دولية لحل الأزمة، فقد كان منتظراً منه حمل قائمة بأسماء التنظيمات الإرهابية، وأخرى لوفد المعارضات التي ستتحاور مع وفد الجمهورية العربية السورية في جنيف.

ورغم ذلك فقد شاهد دي ميستورا بأم العين أن المساعدات لم تدخل إلى مضايا فحسب، بل إلى كل المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية، وهذا ليس بجديد، فالحكومة السورية منذ بداية الحرب أخذت على عاتقها إيصال كل المستلزمات الأساسية للمواطنين كلما سمحت الفرصة لذلك، أو تمّ تطهيرها من الإرهاب.. فماذا بعد أن رأى ما رآه؟ هل سيكون بمقدوره مطالبة الغرب برفع العقوبات الظالمة عن الشعب السوري، والتي جعلت معظمه يكابد للحصول على لقمة عيشه؟ وهل سيقول للسعودية وتركيا “أوقفوا دعمكم وتمويلكم للتكفيريين”، وفق القرارات الدولية ذات الصلة، والتي من المفترض أن تكون في صلب مهمّته؟

المقدّمات لا تشي بذلك، فبعض الأوروبيين انضم إلى جوقة أردوغان للعزف على وتر المناطق الآمنة، ولم نسمع كلمة إدانة للقصف التركي على الأراضي السورية، ولم يستنكر أحد إرسال أردوغان نحو ألفين من المرتزقة إلى الداخل السوري خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط لمساعدة الإرهابيين في إعاقة تقدّم الجيش السوري وقوات الحماية الشعبية، فأين السيد دي ميستورا من ذلك؟!، فكما هو معلوم، عندما يجري البحث عن تسويات، يجب أولاً إلزام الخارج بوقف تدخلاته. ولأنه -كما جرت العادة -عندما يجري النقاش حول سورية تتمّ قراءة المشهد بالمقلوب، لم نسمع من واشنطن إلا الامتعاض من تقدّم الجيش العربي السوري في المناطق التي تسلل إليها الإرهاب، رغم أن إدارة أوباما شكّلت تحالفاً، طبّلت وزمّرت له، لمحاربته، فيما يجهّز نظام آل سعود جيشاً من المرتزقة للتدخل البري في سورية، فعن أي تهدئة يتحدّثون وهل مثل هؤلاء جادون بالعمل على إيجاد مخرجات للأزمة!؟.

اليوم يُعقد اجتماع في ميونيخ من المفترض أن يبحث في تنفيذ قرارات الاجتماع الذي عُقد في نفس المكان قبل أسبوع، ونجاحه مرتبط بوضع آلية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن 2253 و2254، وبالتالي على المبعوث الأممي وفريقه أن يقدّما تصوراً واضحاً لقاعدة الحل على هذا الأساس، أما استمرار البحث في قضايا ثانوية فمن شأنه تسعير النار، خاصة أن نظامي آل سعود وأردوغان قد فقدا صوابهما بعد الانهيارات الكبيرة التي حلّت بإرهابييهم، وباتا يبحثان عن سيناريوهات بديلة، ولا نستبعد أن يقوما بمغامرة يضعوا العالم برمته على فوهة بركان لا تستثني ارتداداتها أحداً.. الكرة في ملعب الدول الكبرى والمنظمات الأممية.

عماد سالم

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

عصر التحولات الكبرى الجديدة بقلم: بسام هاشم

.. للمفارقة، فقد توجت “نهاية التاريخ” بتدمير نظام القطبية الأحادية نفسه، ليدخل عالم اليوم مرحلة …