انتصارات تتحقق رغما عن المتآمرين-الوطن العمانية

يبدو أن خريطة الميدانين السوري والعراقي وجبهاتهما المفتوحة على رؤوس الإرهاب المسماة «داعش والنصرة وجيشي الفتح والإسلام وأحرار الشام وغيرها»، وخريطة الحل السياسي اللتين تتكئان على قراري مجلس الأمن الدولي (2253 و2254) باتتا تفرضان واقعهما وتأثيرهما على سير الأحداث ميدانيّا وسياسيّا، في الوقت الذي لا يزال يتوه المراهنون على الإرهاب ويرتبكون، محاولين عبثا إعادة ضبط محاورهم واستراتيجياتهم وتحالفاتهم، خاصة بعد أن استشعر الأميركي أنه بدا يقترب من فقد السيطرة على قطبيته الأحادية حين أحالت تطورات الميدان في سورية مخططاته في المنطقة إلى بؤر محاصرة بأخطاء استراتيجياته.

اليوم وبقوة الإرادة والصمود الأسطوري للشعب السوري وجيشه الباسل وحكمة قيادته، ترفض الأرض السورية أن تنطق إلا بلسان عربي مبين، وبلسان سوري وطني صادق يستمد طهارته من طهارة الأرض التي رفضت منذ أول شرارة أطلقت لتفجير المؤامرة ضد سورية.. وفيما تفاوتت أساليب الحرب على الإرهاب بين الأطراف الأصيلة والوكيلة عبر تبادلية الأدوار لإدارة الإرهاب وتدوير زواياه، بين محاربة للإرهاب بالإعلانات والدعايات، وبين محاربة عبر الإنترنت، وبين محاربة بتدمير البنية التحتية من طرق وجسور ومحطات كهرباء وآبار نفط ومصافٍ ومزارع ومصانع، واستهداف للمواقع العسكرية السورية واستهداف جنود الجيش العربي السوري، وفيما تتفاوت تلك الأساليب كانت سورية ـ وحدها ـ تحارب الإرهاب في الميدان والسياسة، وتقدم الأدلة على ذلك سياسيّا وعمليّا، حيث تتكشف الحقائق خلف كرة تتدحرج، ومن دون توقف وهي تميط اللثام عمَّا تبقى من نتف كانت تستر تلك الأساليب الدعائية وبخاصة للتحالف الأميركي الستيني الذي صممه صانعوه ومعدو سيناريوهاته وفق مقاس سياساتهم القائمة على النفاق وتسويق الأوهام والأحلام المريضة، وتشويه الحقائق واصطياد العوام من الرأي العام وغسل أدمغتهم.

واليوم تتقدم سورية خطوة إلى الأمام في إطار محاربتها الإرهاب بالتعاون مع حلفائها الصادقين والمخلصين وبدعمهم المكين، باتجاه تنظيف القلب وسائر الجسد السوري من دنس الإرهاب، ولن تعدم الحكومة السورية والجيش العربي السوري ومن ورائهما الشعب السوري وسيلة في سبيل تحقيق ذلك، وجلب الاستقرار والأمان الاطمئنان لسورية والحفاظ على ترابها وصيانة سيادتها واستقلالها، انطلاقا من المسؤولية الدستورية والشرعية. فإجلاء أكثر من 450 مسلحا ومدنيّا من الزبداني والفوعة وكفريا يوم أمس بموجب اتفاق بين الحكومة السورية مع التنظيمات الإرهابية المسلحة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى الفوعة وكفريا ومضايا، هو أمر يحسب للحكومة السورية، ويؤكد دفاعها عن الشعب السوري وحرصها على تجنيبه الشرور، وينفي عنها ما يحاول المغرضون والمتآمرون أن يسوقوه من اتهامات باطلة بأنها تمارس العنف وهي المتسبب في ما حل بالشعب السوري من مآسٍ وآلام. كما أن هذا الاتفاق ـ بلا شك ـ سوف تكون له آثاره الإيجابية على الأرض من حيث إمكانية عودة المهجرين من قراهم، والقضاء على الممارسات الإرهابية التي كانت تقوم بها التنظيمات الإرهابية ضد المدنيين في العاصمة دمشق وريفها وحمص وريفها.

قوة الإرادة والصمود وقوة الإيمان بقيمة الوطن هما ذاتهما يقودان اليوم معارك التحرير والسيادة والاستقلال والكرامة في العراق، وبسيفهما وسيف وحدة الصف والكلمة سيقطع بهما الشعب العراقي مخططات تقسيم بلاده، وضرب الإرهاب وبؤره. وإذا كان العراقيون قد تمكنوا بذلك من رفع علم بلادهم فوق الرمادي بعد دحرهم عناصر داعش، فإنهم قادرون على رفعه فوق الموصل والفلوجة وفوق كل شبر من أرض بلاد الرافدين.

إذن، تمر الأحداث في سورية والعراق ميدانيّا في مسارها الصحيح، وترسم مسار الانتصار على الإرهاب وداعميه، ولكن مع ذلك، سيمضي المراهنون الدوليون والإقليميون على الإرهاب في محاولات فرض إرادتهم، وسيحاولون عبثا تعطيل مسار الانتصار والحل السياسي، وهذا بالتأكيد لن يتوافر لهم ما دامت قوة الإرادة والصمود ووحدة الصف والموقف هي الحاكمة وصاحبة الكلمة العليا.

رأي الوطن

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA)

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …