الشريط الإخباري

بمساعدة شباب طرطوس المتطوع..مشغل أمهات شهداء حلب يقود مبادرات إنسانية ووطنية مشرفة

طرطوس-سانا

بات مشغل أمهات شهداء حلب في محافظة طرطوس نواة للعديد من المبادرات الوطنية والإنسانية وسبيلا لتعزيز العزائم وبث الصبر والايمان في نفوس ذوي الشهداء والجرحى بعد ان انبرت امهات وزوجات واخوات الشهداء بانفسهن إلى قيادة العمل الإنساني فيه متجاوزات أحزانهن العميقة ليبدأن رحلة حياة جديدة تستكمل في مراحلها ما بدأه الأبناء الشهداء من عمل مقدس في سبيل عزة الوطن وصموده .

واقع العمل الذي بدا واضحا من خلال زيارة نشرة سانا الشبابية إلى موقع المشغل كان كافيا ليؤكد أهمية هذا المشروع الانساني الذي وصفته فاديا حموي أم الشهيد احمد عبد القادر بني بأنه جاء ليؤكد ان أسر الشهداء لن يقفوا مكتوفي الأيدي وإنما سيكملون درب ابنائهم فداء للوطن مبينة أنها “بعد شهادة ولدها بخمسة اشهر قررت ان تستكمل ما بدأه ولدها الشهيد من عمل وطني وتحارب إلى جانب الجيش العربي السوري انما بأسلوبها الخاص معتمدة على الإبرة والدبوس”.

وقالت “قررت بمساعدة عدد من الشباب التطوعي في محافظة طرطوس افتتاح مشغل للخياطة لتشغيل امهات شهداء حلب اللواتي وفدن الى المحافظة مهجرات بفعل الإرهاب ويرغبن بمشاركتي الأهداف الوطنية نفسها وسميت المشغل تيمنا بهن ليتحول هذا الموقع إلى منطلق للعديد من المبادرات الوطنية التي اقمتها بمساعدة الشباب الطرطوسي الفاعل على الأرض ومنها تكريم أسر الشهداء ومساعدة جرحى الجيش العربي السوري”.

وأوضحت حموي أن هذا المشغل يأتي ضمن مشروع يهدف لدعم أمهات الشهداء واقامة مجموعة من الأعمال الإنسانية والواجبات الوطنية التي تؤكد أن عطاءات أمهات الشهداء لا تقل عن عطاءات أبنائهن مشيرة إلى قيامهم بنشاطات متعددة تهدف لدعم أبطال الجيش العربي السوري وأسر الشهداء.

وبينت أنه سيتم قريبا افتتاح فرع ثان للمشغل يعود ريعه إلى جرحى الجيش العربي السوري مشيرة إلى أن كل جريح “هو ابن لنا ومن هنا نحاول مساعدتهم بأقصى إمكانياتنا عبر جمع التبرعات أو شراء الدواء لهم إضافة إلى تنظيم زيارات لبيوتهم لكي نعطيهم القوة ونستمد منهم العزيمة كما نحاول مساعدة الجريح المقدم على الخطبة أو الزواج” لافتة إلى أن أجور المشغل رمزية جدا وهو ما يدفعها الى مناشدة الجهات المعنية بدعم المشغل بالمواد الأولية نظرا للأسعار المرتفعة للأقمشة.

بدورها أكدت كميله كامل أرنب وهي زوجة شهيد وأم لشهيدين ان المشروع ساعدها على تجاوز احزانها من خلال تقديم الدعم لجرحى الجيش العربي السوري وقالت “من هذا المشغل بدأت رحلة العودة الى الحياة وبت امد الجرحى وأمهات الشهداء بالصبر والقوة والإيمان والعزيمة بعد أن كنت بحاجة إلى من يمدني بها وكلي ايمان بأننا كسوريين قادرون على مواجهة كل ما يتعرض له بلدنا من خلال تلاحمنا ومساعدة بعضنا فنحن نفتخر بشهادة أبنائنا التي من خلالها زرعنا الصبر فحصدنا النصر”.

وعبرت عن سعادتها بالمبادرات الإنسانية التي تقوم بها بمشاركة أبناء محافظة طرطوس الذين فتحوا بيوتهم للوافدين ليوثقوا بذلك عرى الترابط بين السوريين جميعا.

وبين الجريح احمد طرابلسي أنه أثناء زيارة أمهات الشهداء له قمن بتشجيعه على متابعة حياته والتغلب على حزنه من خلال العمل في المشغل في مهنة الخياطة التي يتقنها بالإضافة إلى مساعدته في متابعة علاجه حيث استطعن اعادة بث روح الأمل والتفاؤل لديه.

أما ميرنا إبراهيم زوجة وأخت شهيد فقالت “أنها من خلال هذا المشغل والقائمين عليه استطاعت أن تشعر بأنها ليست لوحدها وبأن هناك من يقف إلى جانبها ويساندها ويدعمها في كل الظروف فباتت الزيارة اليومية للمشغل والجلوس مع هؤلاء الأمهات تمدها بالقوة والصبر على متابعة حياتها وتربية أولادها الثلاثة”.

ديمة الشيخ / ثورة الصموعة