حمص -سانا
قدمت سالي ريمون نسطه في محاضرة استضافها المركز الثقافي بحمص تحت عنوان “نفحات حلبية” لمحة عن مدينة حلب كإحدى أقدم المدن المأهولة في العالم من بداية الألفية السادسة قبل الميلاد.
واستعرضت نسطه وهي مصممة معمارية الأهمية الاستراتيجية والتجارية لمدينة حلب التي بقيت لقرون أكبر المدن السورية كما أنها تشكل مركزا للمناطق الزراعية في سورية وخاصة زراعة القطن الضرورية لمعامل النسيج المزدهرة في المدينة حيث كانت تعطي معظم الناتج الاجمالي السوري حتى نهاية الخمسينيات.
أما من حيث أهميتها التاريخية فأوضحت المحاضرة أن المدينة القديمة في حلب تعد من أهم مواقع التراث العالمي كما صنفتها منظمة اليونيسكو عام 1986 لتنال في عام 2006 لقب عاصمة الثقافة الإسلامية عن الوطن العربي وجراء الحرب على سورية تضررت حلب بشكل كبير إنسانياً واقتصاديا بفعل الإرهاب وسرقة معاملها ونقلها إلى تركيا وتعرض الكثير من معالمها الأثرية للدمار مثل قلعة حلب.
وعن تفسير اسم حلب بينت نسطه أن المؤرخين توصلوا إلى أنها تعني موضع التجمع أما الشهباء ففسرها البعض بأنها من الشهب وهو البياض يتخلله السواد حيث لقبت بهذا اللقب لبياض تربتها وحجارتها ومن الشواهد على ذيوع صيت حلب في تلك الفترة ذكرها مرتين في مسرحيات شكسبير ولا سيما ماكبث.
ومن الناحية المعمارية لفتت المحاضرة إلى أن مدينة حلب تتميز بتعدد الطرز المعمارية الموجودة فيها حيث تحوي العديد من المباني القديمة العائدة للقرنين الثالث والرابع عشر الميلاديين مثل الخانات والمدارس الدينية والحمامات إضافة للمباني الدينية كالجوامع والكنائس وأبواب المدينة القديمة باب الحديد وباب انطاكية وباب النصر وباب قنسرين وباب الفرج وباب المقام وباب الأحمر وباب النيرب وباب الجنان وأهم ما يميز هذه المدينة قوة بنائها وحجارتها فعلى الرغم من الهزات الأرضية التي تعرضت لها قديماً ظلت صامدة فضلا عن بيوتها القديمة وقيمتها الأثرية الكبيرة ومنها بيت وكيل وبيت سيسي وبيت زمريا وبيت غزالة.
وانتهت المحاضرة إلى ما آلت إليه المدينة اليوم جراء الإرهاب مؤكدة أن أهلها أبوا إلا أن يظلوا صامدين متمسكين بمدينتهم العريقة مستبشرين بانتصار قريب لهذه المدينة وكل المدن السورية.
حنان سويد