محللون روس للسفير اللبنانية:زيارة الرئيس الأسد لموسكو تمثل تأكيدا على أن روسيا لن تساوم على مواقفها تجاه سورية

بيروت-سانا

وصف عدد من الخبراء والمحللين الروس زيارة الرئيس بشار الأسد إلى موسكو يوم الثلاثاء الماضي ب”التاريخية”معتبرين أنها تمثل تأكيدا على أن روسيا لن تساوم على مواقفها تجاه سورية.

وقال المحلل السياسي ديمتري بوليكانوف في حديث لصحيفة السفير اللبنانية نشرته اليوم إن الزيارة التي قام بها الرئيس الأسد تحمل في طياتها عاملين أساسيين الأول يتعلق باعتباره الرئيس الشرعي والمنتخب شعبيا وهذا يدل على تواصله مع العالم حيث جاء إلى الكرملين باحثا عن حل لازمة بلده ولم يذهب إلى واشنطن أو جنيف وثانيا التذكير أنه من دون روسيا والرئيس الأسد لا يمكن أن يمر أي حل للأزمة في سورية.

وأضاف بوليكانوف إنه “إذا كان الرئيس الأميركي باراك أوباما يهدد بتقديم صواريخ ستينغر إلى المسلحين الإرهابيين فإنه بذلك يصب الزيت على النار ويدفع باتجاه تأجيج الحرب لا وقفها”.

بدوره اعتبر نائب المتحدث باسم مجلس الدوما الروسي نيكولاي ليفيتشيف أن المحادثات بين الرئيسين فلاديمير بوتين والأسد هي إعلان على الملأ أن موسكو ماضية في دعمها لدمشق في محاربة الإرهاب وأن التعاون سيستمر على كل الصعد لافتا إلى أن المجموعات الإرهابية بدأت بالتقهقر على الأرض بعد الدعم الروسي لسورية.

من جهته أشار المحلل السياسي في معهد الدراسات التاريخية ميخائيل ميخائيلوفتش شيتوإلى أن “الموقف الروسي واضح على صعيد العلاقة مع الرئيس الأسد وما الاستقبال العلني إلا دليل على أن الحديث عن رحيله مجرد هراء مؤكدا أن روسيا ماضية في خياراتها في مواجهة الإرهاب على الأراضي السورية وغيرها من الدول وهي دعت إلى تشكيل جبهة دولية لمواجهته ولكن واشنطن لم تتجاوب بل على العكس كانت تمول وتساعد التنظيمات الإرهابية من أجل تدمير سورية وتاريخها.

من جهته قال نائب وزير الخارجية الروسي السابق ومدير مركز الأبحاث السياسية أندريه فيودوروف “إنه كان يمكن عدم الحديث عن زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو ولكن الإعلان عنها يحمل معاني ورسائل كثيرة بأن روسيا وضعت أوراقها على الطاولة”.

كما اعتبر كبير الباحثين في مركز السياسات المقارنة ديمتري ابزالوف أن الزيارة تؤكد مجددا “أن الرئيس الأسد رئيس شرعي على الصعيد العالمي وشريك أساسي في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية” مشيرا إلى أن حصول اللقاء في الكرملين يعني أن “الرئيس بوتين اتخذ قرارا الدعم الكامل للرئيس الشرعي بشار الأسد ولا مساومة حول مكانته”.

وأضاف ابزالوف إن اقتصاد سورية تعرض للتدمير بسبب الحرب التي تشن عليها منذ خمس سنوات وهو بحاجة إلى النهوض السريع من دون شك ويجري الآن نقاش حول تقديم المساعدة وخاصة مع الشركات الروسية الكبرى.

من جانبه قال مدير معهد مركز التطوير من مدرسة الاقتصاد العليا فاليري ميرونوف إن الزيارة التي قام بها الرئيس الأسد لروسيا كانت “محسوبة بشكل دقيق وليس بهدف الاستعراض”.

من ناحيتها أكدت صحيفة السفير أن زيارة الرئيس الأسد إلى الكرملين كان لها صداها الكبير وشكلت صدمة كبيرة للولايات المتحدة وحلفائها حيث أوضحت من جديد أن الرئيس بوتين يتمسك بالشرعية في سورية أكثر من أي وقت مضى وأن روسيا لن تألو جهدا في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية وهذا ما كانت تدعو إليه منذ بداية الأزمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة الرئيس الأسد كانت قصيرة وخاطفة ولكنها بالمعنى السياسي لا تحسب بطول الوقت لافتة إلى أن الأعداء الذين راهنوا على عزله عن المشهد السياسي الدولي راهنوا على حسابات جيوسياسية ضيقة.

واعتبرت الصحيفة أنه “ليس من السهولة بالنسبة لأعداء سورية هضم اللقاء في الكرملين والجو العائلي الذي توج بعشاء ساده الود” وأضافت إن “لائحة الطعام ربما تكون بسيطة ولكن الدسم فيها يترجم مساعدات عسكرية واتفاقات طويلة الأجل ودعما لسورية وقيادتها وشعبها في المحافل الدولية”.

ورأت الصحيفة أن “اللقاء الذي حصل إنما يؤشر إلى أن روسيا بدأت بالهجوم الدبلوماسي الجاد على اعتبار أن مواقفها من الأزمة في سورية معروفة ولكنها اليوم باتت مدموغة بصواريخ من قزوين ومطاردة الإرهابيين على الأراضي السورية والقرار تم اتخاذه ولا عودة عنه أي الدعم السياسي والعسكري المباشر لسورية وقيادتها والحديث عن رحيل الأسد أصبح بلا معنى ولا جدوى”.

ولفتت الصحيفة إلى أن “روسيا اعتمدت طريقة الصدمة والرعب التي فاجأت فيها الدول الغربية والإقليمية على السواء عبر إطلاقها صواريخ من بحر قزوين وشن غارات جوية على أوكار الإرهابيين استنادا إلى بنك أهداف عسكري محدد وخطة عسكرية محكمة وبذلك تكشف عن جزء من أوراق اللعبة على طاولة الصراع ليبقى أن يقال الأمور في خواتيمها”.