الشريط الإخباري

“أنسام شام..طهر الأزمنة” مجموعة مقالات للدكتور إسماعيل مروة يغلب عليها الجانب الإنساني والهم الوطني

دمشق-سانا

“أنسام شام .. طهر الأزمنة” كتاب يذهب فيه الكاتب الدكتور اسماعيل مروة إلى ولوج عالم فلسفة التحولات الإنسانية ليدعو عبر ذلك إلى منظومة اجتماعية متوافقة مهما تباينت أطيافها تقوم على التوافق والمحبة واحترام الإنسان للإنسان.

ويتجه مروة عبر نصوص الكتاب إلى الدعوة من أجل عدالة إنسانية يتساوى فيها البشر كما ذهب إلى ذلك كثير من المفكرين والكتاب والفلاسفة القدماء معتبرا أن الإنسان الذي لا يفضل أخاه الإنسان عليه ليس جديرا بالوجود والحياة كما فعل أبو العلاء المعري الذي قال في بيت من الشعر .. فلا هطلت علي ولا بأرضي.. سحائب ليس تنتظم البلادا.

وفي كتابه الذي يضم سلسلة من المقالات يبحث في احداها التي حملت عنوان “خطورة الاعتقاد” كيفية الاعتقاد واتجاهاته المتوافقة والمختلفة من أجل أن يقتنع الإنسان بأن الحياة لا يمكن أن تسير باتجاه واحد فيقول “أليس منا من يؤمن بالحب فيغني أجمل قصائده وعندما ينهار هذا الحب يصبح ماكرا له شاتما له ولمعتنقه والداعي اليه”.

وفي مقاله “البحث عن منصف” يرى مروة أن الحق هو أهم مقومات الأخلاق الإنسانية وأكثرها صقلا لجوهر الإنسان وتهذيبا لحضوره واقدامه من أجل بناء مجتمع قوي قادر على الاستمرار مهما كانت نائبات الزمن صعبة وقوية داعيا الضعيف ليعيد النظر في لوازمه ومكوناته بأسلوب ساخر يستطرد على المقالة ليكون نصا أدبيا محيرا في انتزاع تسميته فيقول ” من ينصف الضعيف وكيف ينتصر القوي للضعيف وهل من يأخذ حق الضعيف من القوي .. القوي هو القادر على سن القانون وتحديده وكتابة التاريخ وتزيينه”.

ويبقى الوطن في كتاب مروة ذا أولوية قصوى يعبر عن حبه له بدلالات معنوية تدل على عمق الجذر الانتمائي الذي يأخذ الكاتب إلى سمو الوطن الحقيقي ورقيه فيرفع مستوى الخط البياني الذي يمضي إلى حب كبير يقول في مقاله الذي جاء بعنوان “بتوقيت الوطن”.. “حين تلامس جبهة العاشق جبهة الوطن المقدس يذوب احساسا ويتلاشى احساسه ليصبح جزءا من ذرات تراب نادرة الوجود يتعشق ماء الوطن يحمل حمرة الحياء التي ليست إلا في قداسة الوطن الجميل”.

وفي مقاله “حب وعيد” يعتبر أن الوطن يتسامى بين أبنائه في جغرافيته وفي غده المشرق ومستقبل أطفاله ليبقوا نجوما تضيء سماءه رغم الآلام والأحزان فيقول.. “افرح يا هذا سأمتطي أنا الوطن في عينيك أرجوحة الاطفال لأفرح لعل صدى الضحكة يصل أبعد مدى فيوقظ فيك ما لا ينام لتكتب في تراتيل عشقك التي أحبها”.

وسورية بنظر الكاتب معشوقة أبنائها عاهدوها بالوفاء والذود عن حماها لتبقى منارة حضارة وحب وعطاء فيقول في مقالته “سورية .. حمامة سلام.. تحيا بتضحيات أبنائها”..”سورية المجنحة بالمحبة والسلام تحلق في سماء الإنسانية والمنيعة بعزيمة أبنائها وتضحياتهم العظيمة..انا أبدا لن أموت سأكون حيا بضحكات أبنائها بأمانها .. سأكون لؤلؤ الفرح في عيني هذه الحمامة سورية وهل هناك أجمل من الحياة بعيون من نحب”.

يشار إلى أن إسماعيل مروة حاصل على إجازة في الآداب من جامعة دمشق ودبلوم الدراسات العليا اللغوية وشهادة الماجستير من الجامعة اللبنانية وعلى شهادة الدكتوراه من جامعة جوميلوف الأوراسية القومية في كازاخستان وهو أديب وصحفي محقق له كتب ودراسات ومقالات متنوعة من أعماله ..”تداعيات في مقهى الشرق” و”البحيري موقف ورسالة” و”دليل الأخطاء الشائعة في الكتابة والنطق” وغيرها.

يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 296 صفحة من القطع الكبير.

محمد الخضر