الشريط الإخباري

مديرية الآثار والمتاحف تقوم بأعمال ترميم في عدد من المواقع الأثرية

دمشق-سانا

تواصل المديرية العامة للآثار والمتاحف أعمال الترميم لبعض الأماكن الأثرية والتاريخية المهمة التي تعرضت للأضرار خلال الأزمة نتيجة استهدافها من قبل التنظيمات الإرهابية التي تسعى الى تدمير الحضارة والتراث السوري.

وذكر مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم في تصريح لـ سانا “أن أعمال الترميم والصيانة التي تمت خلال العام الجاري شملت عددا من المواقع الاثرية والقلاع في عدد من المحافظات السورية” مشيرا إلى أن تكلفة هذه الاعمال بلغت نحو “خمسين مليون ليرة سورية”.

وتابع عبد الكريم “إن أعمال الترميم المتواصلة تهدف الى الحفاظ على التراث والاثار في سورية وحمايتها وتوثيق الاضرار التي ألحقت بها من قبل التنظيمات الارهابية كما تتضمن رسالة الى العالم والمنظمات الدولية توءكد ان العمل مستمر من قبل موءسسات الدولة السورية في مجال الاثار وحمايتها رغم الظروف التي نمر بها والاعتداءات المستمرة من قبل الارهاب على الاثار السورية وسرقتها والعبث بها” مؤكدا أن مديرية الآثار والمتاحف تتابع برامجها في الترميم المعتاد للمباني التاريخية والمواقع الأثرية حسب خططها السنوية.

وأوضح عبد الكريم أن أعمال الترميم تضمنت اعمال ترميم إنشائية في عدد من القلاع ففي مدينة دمشق تمت أعمال الترميم والحقن في البرجين 8 و18 من قلعة دمشق مع وضع شدادات معدنية لبعض الأجزاء وتعويض للحجارة المتهدمة أو ذات الوضع الفيزيائي السيئ.

وفي قلعة المهالبة في اللاذقية بحسب مدير الاثار جرت عدة اعمال منها تنظيف وترحيل وفرز للحجارة المتساقطة إضافة إلى إعادة بناء بعض الأقواس الخطرة بعد فكها مع تعويض في بعض الأقواس.

وحول أعمال الترميم التي جرت في محافظة حمص وريفها بين عبد الكريم أن الاعمال شملت عدة مواقع اثرية منها قلعة الحصن حيث انتهت من تنظيف الواجهات الرئيسية لقاعة الفرسان والتي تعرضت للتخريب على يد الارهابيين إضافة لإنهاء أعمال التثبيت الإنشائي لبعض الأقواس المجاورة للقاعة وتنظيف الممرات وتأهيلها مع ترحيل للكثير من الأنقاض وفرز الحجارة المتهدمة وإعادة ترتيبها بشكل منهجي كما قامت بتدعيم القوس والركيزة في القلعة وتنظيف أنقاض في الساحة الداخلية فيها وتنظيف جدار الرواق فيها.

وأوضح مدير الاثار أن اعمال الترميم التي تمت في قصر الزهراوي في حمص الواقع بحي باب تدمر والذي يضم عمارة أيوبية ومملوكية وعثمانية تضمنت إزالة الردميات وترميم القوس المركزي المنهار في القاعة الرئيسية إضافة إلى أعمال تكليس القبب من الداخل والخارج وبناء الأجزاء المتهدمة منها وإعادة تأهيل الأسقف الخشبية.

وأشار الى أنه تتم الآن متابعة الإشراف على أعمال الترميم للجدران الخارجية والمئذنة لجامع خالد بن الوليد بالتعاون مع وزارة الأوقاف ومحافظة حمص كما جرى فك الأجزاء الخطرة من مئذنة جامع الأوزاعي وأعيد بناوءها إضافة إلى أعمال صيانة وتأهيل لمتحف حمص الوطني شملت القاعات المتحفية لإعادة عرض القطع الأثرية فيها.

وفي مدينة طرطوس لفت عبد الكريم إلى أنه تم تخصيص قلعة الخوابي الواقعة على بعد 20 كم إلى الشمال من المدينة بمبلغ مالي لإنجاز أعمال ترميم في الجرف الصخري الحامل للقلعة عند المدخل حيث ستجري أعمال تثبيت للكتل الصخرية الخطرة بإشراف فريق فني وطني إضافة إلى أعمال أخرى داخل القلعة بهدف حمايتها وصيانتها.

وحول الآثار في مدينة الحسكة أوضح عبد الكريم انه يتم بشكل دوري صيانة وترميم موقع تل موزان ضد اخطار الطبيعة بسبب فصل الشتاء بإشراف المديرية العامة وبالتعاون مع البروفيسور جورجيو بوتشلاتي رئيس بعثة تل موزان في القامشلي وبدعم من الفعاليات الشعبية.

من جانب آخر تحدث مدير عام الاثار والمتاحف عن ورشات العمل ودورات التدريب المستمرة للكوادر العاملة في المديرية وطلاب كلية الاثار في جامعة دمشق حيث اقيمت مؤخرا دورة تدريبية شارك بها 24 طالبا وطالبة من الجامعة بهدف تأهيل كوادر بشرية مختصة في الاثار.

وأضاف إن مديرية تقانة المعلومات في مديرية الاثار اقامت خلال الشهر الجاري دورات تدريبية لتطوير مهارات الكوادر فيها وتبادل الخبرات لنقل المعرفة وتسهيل العمل وديمومته وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع قواعد البيانات والتوثيق الإلكتروني للقطع الأثرية كما ستقوم مديرية تقانة المعلومات بإقامة دورات داخلية مشابهة في كل مديريات المباني التاريخية وإدارة المواقع من أجل إنشاء مخابر عمل فيهما.

وأشار عبد الكريم إلى أن مديرية الاثار بحاجة ماسة لآثاريين جامعيين لذلك يجب اعطاء اولوية وخاصة لتعيين خريجي قسم الاثار أسوة بالمهندسين بحيث يكون تعيينهم بشكل مباشر وخاصة في مجالات الترميم والاستثمار والحماية وتوعية المجتمع المحلي ومكافحة تهريب الاثار.

وختم عبد الكريم حديثه بأنه يجب اعطاء مجال علم الأثار قيمة علمية مضافة وخاصة أن سورية جنة الاثار على مستوى العالم لذلك يجب تأهيل كوادر علمية مختصة تعمل على ارض الواقع لحماية الاثار السورية والحفاظ عليها.

وتتعرض الأثار السورية لأعمال تخريب وتدمير ونهب وتهريب ممنهجة على يد التنظيمات الإرهابية المسلحة ولا سيما في تدمر وفي المناطق الشرقية والجنوبية حيث أعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونيسكو” مرات عديدة عن تنديدها بهذه الأعمال واعتبرت مكافحة تهريب القطع الأثرية السورية أهم أولوياتها.

انظر ايضاً

ما قصة سقف التوتياء في سوق الحميدية؟

دمشق-سانا من شارع النصر إلى ساحة المسجد الأموي وفي مسافة تقدر بنحو 600 متر يأخذ …