ريف دمشق-سانا
يواجه السوريون في ظل الأزمة تحديات وصعوبات تطال أبسط تفاصيل حياتهم لعل أبرزها التنقل بين المدن والمحافظات الذي كان متاحا ومتوفرا بكل الأوقات وبتكلفة تناسب الشريحة الأوسع من المجتمع لكنه تحول في السنوات الثلاث الاخيرة إلى عبء مادي يتطلب وقتا وجهدا كبيرين من المواطنين والسائقين معا.
وتبرز مشكلة التنقل بوضوح في منطقة القلمون بريف دمشق لتباعد المسافات بين قراها وبلداتها واضطرار شريحة كبيرة من سكانها للسفر يوميا إلى دمشق حيث تتركز قطاعات العمل الرسمية والخاصة باعتبارها العاصمة.
وتأتي مشكلة توفر مادة المازوت وارتفاع سعرها في مقدمة تحديات قطاع النقل ويقول محمود سائق بين قارة ودمشق “حركة السرافيس بين قارة ودمشق منظمة كما كانت قبل الأزمة حيث ينطلق سرفيس يتسع 14 راكبا من قارة لدمشق كل ساعة لكن التحدي الذي يواجهنا اليوم تأمين مادة المازوت فالحصول عليها في حال توفرها يتطلب تفرغ السائق يوماً كاملاً وإذا لم يتمكن من الحصول عليها يضطر لشرائها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جدا”.
ويضيف محمود: “رغم تأمين المادة من احدى المحطات لكن الكميات لا تكفي للذهاب إلى دمشق والعودة لقارة مرتين يوميا الامر الذي أثر على عدد الرحلات فضلا عن الاضطرار لتأمينها بأسعار مرتفعة وبالتالي زيادة التعرفة لنتمكن من تدبر أمورنا والاستمرار بالعمل” ويشكو محمد السحلي الذي يضطر يوميا بحكم عمله التنقل بين قارة ودمشق من أن رفع قيمة التعرفة إلى 250 ليرة سورية أصبح يكلف المواطن 500 ليرة ذهابا وإيابا يوميا عدا المواصلات داخل دمشق والرواتب لا تتحمل كل هذه النفقات.
ويبين أنه وفي حال لم يتمكن السائقون من تأمين المازوت تتوقف الرحلات ومعها سبل الذهاب للعمل مشيرا إلى وجود مشكلة دائمة يوم الخميس حيث لا تتوفر السرافيس ويضطر البعض على ركوب الباصات المتوجهة بين حمص ودمشق وبالتالي تعرفة أكبر.
ويطالب محمود بوجود باصات كبيرة لخط قارة دمشق تستوعب عددا أكبر من المواطنين وبتعرفة أقل من السرافيس.
ويعزو السائق محمد القليح عدم وجود سرافيس على خط قارة دمشق يوم الخميس نتيجة زيادة عدد الركاب وتشغيل أكثر من سرفيس في أوقات متقاربة نظرا لامتلائهم مما يسبب نقصا في بعض الفترات ولاسيما بعد الظهر مؤكدا أن المشكلة مرتبطة بالخميس فقط فيما الخط مؤمن بقية الأيام ولا نقص أبدا.
ويذكر سائق سرفيس على خط النبك ديرعطية قارة أن الخط قريب لا تتجاوز مسافته 15 كم ذهابا والتعرفة 25 ليرة سورية لكنها مع بداية الأزمة ارتفعت إلى 50 ليرة بعد ارتفاع سعر المازوت وتكلفة كل ما يحتاجه السرفيس من زيت إلى دواليب إلى قطع غيار وغيرها.
ويقول أحمد حديد موظف في مدينة النبك “اضطر للمجيء إلى النبك كل يوم حيث مكان عملي وارتفاع سعر التعرفة إلى 50 ليرة سورية أي 100 ليرة في اليوم ذهابا وإيابا بات أمر مرهقا معتبرا أن ارتفاع سعر المازت لم يرفع أجور التنقل فقط بل كل مستلزمات المعيشة”.
ومن قرية الحميرة يشكو محمد معاد من أن المواصلات في هذه القرية غير مؤمنة بما يكفي فلا يوجد سوى باصين على خط الحميرة ديرعطية النبك ويسيرون في ساعة محددة ما يضطر المواطنين إلى الانتظار طويلاً على مفرق القرية لركوب باصات مهين والحفر أو قد يضطرون للطلب من أي سيارة تمر أن توصلهم إلى قرية الحميرة.
ويبين محمد رشيد أحد سكان مدينة البنك أن المضطر للذهاب إلى دمشق أو العودة إلى النبك بعد المغرب لا يجد أي سرفيس نتيجة الأوضاع الأمنية على الطرقات داعيا لإعادة النظر بالرواتب لتتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة.
وفي وقت لا يجد فيه حسين اسماعيل من قرية السحل مشكلة في التنقل بين قريته والنبك لتوفر المواصلات من الصباح حتى وقت المغرب يشير إلى معاناة السفر إلى دمشق حيث لا يوجد خط مباشر السحل دمشق مما يضطر سكانه للذهاب إلى النبك ومنها إلى دمشق أو الوقوف على الاوتستراد واستقلال الحافلات القادمة من المحافظات الشمالية الأمر الذي ينطبق أيضا على أهالي قرية المشرفة.
وهموم ارتفاع أجور النقل لا تقتصر على الموظفين فقط بل تشمل كل من يضطر للتنقل يوميا بين المدن وأولهم بائعو الخضراوات ويقول أحد البائعين في سوق النبك “كنا نذهب إلى دمشق لشراء الخضراوات من سوق الهال وندفع أجرة السيارة 1800 ليرة سورية لكن بعد بدء الأزمة بدأت أجور النقل ترتفع حتى وصلت إلى 15 ألف ليرة لتذرع السائق بحجج مختلفة أولها الوضع الأمني وارتفاع سعر المازوت الذي قد يصل في السوق السوداء إلى 90 ليرة ما يضطر البائعين لرفع أسعار الخضراوات والفواكه لتغطية أجور النقل”.
ويشير إلى أنه وبعد تحسن الوضع الأمني في حمص عادت كمصدر أساسي للحصول على الخضراوات بعد اضطرارنا في السنتين الماضيتين للتوجه إلى دمشق مبينا أن العودة لحمص أسهمت بانخفاض أسعار الخضراوات إلى حد مقبول مقارنة مع نفس الفترة للعام الماضي.
وحول تعرفة النقل بين القلمون ودمشق يذكر مسؤول في دائرة الأسعار بريف دمشق موسى جرادات أن تعرفة الركوب حسب قرار محافظ ريف دمشق 110 تاريخ 24/6/2014 بالنسبة لخطوط دمشق قارة ودمشق النبك ودمشق ديرعطية متقاربة وهي بالتسلسل 148 ليرة سورية و136 ليرة و138 ليرة أما قارة ديرعطية النبك 30 ليرة.
وفيما يخص توفر مادة المازوت أشار عضو المكتب التنفيذي بالمحافظة مسوءول عن قطاع المحروقات محمد هلال منذ إعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة النبك وما حولها بدأت بعض المحطات بتوزيع مادة المحروقات خاصة في مدينة دير عطية وبالسعر الرسمي كما افتتحت مؤخرا محطة في قارة لتتبعها محطات أخرى في حال قدم كل صاحب محطة جاهزية محطته للعمل.
ويبين أن لجنة المحروقات في قارة تخصص كمية من مادة المازوت لسيارات النقل المتوجهة إلى دمشق أو التي تنقل بين مدن المنطقة و”لا يوجد نقص في المادة على السيارات أبدا”.
تقرير ..زياد ميمان