دمشق-سانا
يقدم الكاتب محمد خالد رمضان في كتابه الالوان في التراث الشعبي الشفاهي دراسة حول تجليات الالوان المعروفة في تراثنا الشعبي وتعبيراتها للبحث في عمق تلك التعابير وعلاقاتها مع الانسان وكيف تظهر فى حياته وبينه وبين غيره فى شتى المناسبات ومختلف الازمان والامكنة.
ويرى الكاتب أن العلاقة بين الانسان والالوان هى علاقة مركبة متبادلة بمعنى أنه يمارسها يوميا دون اهتمام مباشر فتأتى الالوان ضمن تلك المعانى فى تركيبها وتأثيراتها لتعمق معرفتنا بالامور الدقيقة التى تمر فى حياتنا اليومية لتلفتنا أكثر الى أشياء قد تغيب عنا أثناء مشاغلنا الحياتية مشيرا الى أن هذه المرة الاولى التى يشار فيها الى هذا الموضوع فى تراثنا الشعبى غير المادى والذى يبتعد عنه الباحثون فى التراث الشعبى لصعوبة البحث عن شواهده ومراجعه الشعبية.
ويتضمن الكتاب الصادر عن الهيئة السورية للكتاب والذى يحمل الرقم 56 فى سلسلة مشروع جمع وحفظ التراث الشعبى تسعة أبواب يضم الباب الاول منها تسعة فصول يتعلق كل منها بلون من الالوان وتجلياته فمثلا يقول فى اللون الاسمر انه مكون من مكونات حياتنا وفيه تدرجات متنوعة منها الاسمر الغامق والاسمر المائل الى الحنطى والسمرة الخفيفة والاسمر المائل الى البياض مشيرا الى الاغنيات الكثيرة التى تتحدث عن أصحاب اللون الاسمر والى الامثال والمصطلحات والكنايات والتعابير الشعبية والكلمات والاشعار الشعبية التراثية التى تتطرق الى هذا اللون.
وفى الباب الثانى يتناول الكتاب الواقع فى 263 صفحة موضوع الالوان فى الاغنية الشعبية كأغنيات الافراح مثل اه يا أسمر اللون أغانى الدلعونا سكابا وفى الباب الثالث يتناول الالوان فى الزغرودة الشعبية ويقسمها الى زغاريد البيض وزغاريد السمر وزغاريد اللون البنفسجى مثل
أنا البنفسج أنا المصبوغ بالنيلى على غزال شرد من مقابيلى
أما الباب الرابع فيتناول الالوان فى التنويحة الشعبية فيما خصص الباب الخامس للالوان فى الامثال الشعبية مثل لبست الاحمر وعم تتمختر خضرة ونضرة وضو قمر نفسو خضرا صفرة الليمون بهجة للعيون ياحلالى ويامالى أنا البيضا يادلالى.
فيما خصص الباب السادس للالوان فى التشابيه الشعبية أحمر متل الدم حمرا متل الورد حمرا متل التفاحة أخضر متل النعنع خضرا متل العوجا أصفر متل القاق.
الالوان فى الحزازير الشعبية هو عنوان الباب السابع والالوان فى المصطلحات الشعبية عنوان الباب الثامن مثل ياحمرا لوحى لوحى خضرا وعراسك نيشان أسود غطس بيضا شق اللفت فلان عضمو أزرق يابنفسج حاج تتغنج وخصص الكاتب الباب الاخير للالوان فى نداءات الباعة من ذاكرته ومشاهداته فى الاسواق الشعبية حمرا يابندورة اخضر يافول أصفر ياليمون أسود يابيتنجان حموية وبيضا ياجبنة يبرودية وسمرا هالبطاطا واختتم رمضان كتابه بالقول ان الالوان فى تراثنا الشعبى الفولكلورى باب واسع من أبواب التراث خاض فى بعض مفاصله وتعمق فيه ولكن لا يزال هناك الكثير من الابواب الفرعية المغلقة بانتظار من يفتحها ويظهر خلفياتها ودلالاتها المعرفية والفكرية وصلاتها مع من يعيش معها حاليا أو قديما وأشار الى بعض هذه الابواب مثل الالوان فى الكنايات الشعبية وفى الاسماء الشعبية وفى التقاليد الشعبية وفى المعتقدات والخرافات والحكايات والنوادر والعادات.
يذكر أن الباحث الاديب محمد خالد رمضان من مواليد الزبدانى سنة 1938 عضو اتحاد الكتاب العرب وركز جل اهتمامه فى التنقيب عن التراث الشعبى ولا سيما فى محافظة ريف دمشق صدر له 14مؤلفا فى الشعر والقصة والبحث منها زبدانيات ديوان بالشعر المحكى وحكايات شعبية من الزبدانى والمقاييس فى التراث الشعبى وغيرها الكثير.
سلوى صالح