الشريط الإخباري

غزل البنات لاتزال تنتشر في أحياء دمشق وأسواقها

دمشق-سانا

غزل البنات تلك الحلوى البيضاء التي تشبه الشعر الناعم المنفوش لا تزال تحتل صدارة عربات الباعة الجوالين وتجذب إليها الكبار قبل الصغار فيسارعون لشرائها ليتلذذوا بطعمها ويضحكون من انتشار شعرها على أفواههم.

سانا المنوعة التقت أحد حرفيي صناعة الغزلة عبد الله اسماعيل الذي قال إن الغزلة حلوى شعبية بامتياز وقد اخذها الدمشقيون عن الأرمن الأتراك وأجادوا صنعها وأحبها الدمشقيون حيث انتشرت في مدينتهم منذ نحو مئة عام وإن والده أخبره عن أجداده الذين عملوا في صناعتها إن أول معمل للغزلة تم إنشاؤه في حي الشاغور الدمشقي وإن المعمل لم يتوقف عن إنتاجها حتى يومنا هذا ومازال يشكل المصدر الوحيد الذي ينشر الغزلة في كل أنحاء دمشق.

وأضاف اسماعيل أن غزل البنات المكون من تلك الخيوط الدقيقة التي تشبه الحرير تحتاج إلى جهد كبير لتحضيرها فنحن نأتي بالسكر ونغليه في قدر نحاسي كبير حتى يصبح معقودا ونعقده بحرارة تتعدى المئة درجة ثم نضعه على رخامة كبيرة وندلكه حتى لا يبرد ثم ننزله في هذه الأثناء ونحمص على النار الطحين مع السمنة ونضع السكر المعقود مع الطحين بعد أن نجعله كعكة كبيرة ثم يتولى أربعة رجال أشداء أو خمسة عملية الشد حيث تصبح الكعكة كعكتين ثم أربعة فثمانية إلى ما لا نهاية حتى يصبح المعقود عشرات آلاف الخيوط وهذه تعتبر اصعب مرحلة من صناعة الغزلة لأن الرجال يبذلون جهدا كبيرا أثناء عملية الشد لأنهم يتحملون شدة حرارة الكعكة التي يشدونها لتصبح في النهاية خيوطا ونستطيع القول إن الغزلة اشتق اسمها من طريقة صنعها حيث تشد كعكتها مئات المرات وهي بذلك تشبه الغزل وهي تدور بين أيدي صانعيها.

 وبعد ذلك تقسم كعكة الغزلة إلى أقسام حيث تنفش حينها وتصبح جاهزة ثم يتم توزيعها في أكياس نايلون أو علب بلاستيك.

وأردف اسماعيل إن غزل البنات الذي يحبه الصغار هو مبذول للجميع فلا غرابة لأن الغزلة لذيذة الطعم ولقد أحبها العديد من السوريين وهم يأتون إلينا من كل مكان في دمشق لشرائها طازجة ساخنة.

وأشار اسماعيل إلى أن حرفيي صناعة الغزلة يعانون من الحروق التي تصيب أيديهم نتيجة الحرارة العالية أثناء شد كعكة الغزلة الساخنة والكثير من الناس يجهلون هذا الجانب من صناعتها لأن كثيرا منهم يعتقدون أن الغزلة البيضاء تغزل على مكنات تشبه الغزلة الملونة.

ولفت اسماعيل إلى أنهم تعلموا أصول الصنعة من آبائهم وعن أجدادهم وحافظوا عليها وطورها بما يتناسب مع هذا العصر واليوم يبيعونها بعلب أنيقة تزين بالفستق الحلبي واللوز ويحرصون على أناقة تغليفها وضمان وصولها إلى المستهلك دون أن تفسد بتأثير عوامل الجو.

وختم اسماعيل إن الغزلة السورية تصدر إلى العديد من الدول والكثير من السوريين يصطحبونها معهم إلى أصدقائهم في دول الاغتراب بناء على طلبهم الذين اشتاقوا إلى طعم الغزلة السورية التي تذوقوها عندما كانوا اطفالا واشتقاقوا لطعمها عندما أصبحوا رجالا.

روهلات شيخو