باريس-سانا
أكد الصحفي الفرنسي رينو جيرار أن الجبن الغربي في مواجهة الانتهاكات التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق “ذنب لا يمكن أن يغتفر” وأن الغزو الأنكلو أمريكي للعراق في آذار عام 2003 أنشأ الفوضى التي تسببت بولادة هذه الهمجية الجديدة.
وقال جيرار في مقال نشرته صحيفة لو فيغارو الفرنسية اليوم بعنوان “بين السخط والعمل..المواقف الغربية ضد داعش” “جبن لا يغتفر من الغرب في مواجهة الانتهاكات التي ترتكبها تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق” مشيرا إلى تفجير تنظيم داعش الإرهابي في 23 آب الجاري لمعبد بعل شمين الهلنستي الرائع وعمليات القتل وقطع الرؤوس التي تجري على مسرح تدمر المصنف من أهم معالم التراث العالمي متسائلا..”ألا يكفي كل ذلك ليجعل القادة الغربيين قادرين على اتخاذ القرار”.
وأضاف جيرار.. “لمدة عام ونصف العام وهؤلاء المتطرفين يضاعفون انتهاكاتهم ببشاعة ويصورونها وينشرونها للعالم عبر الإنترنت …يحتلون أراضي بلاد ما بين النهرين ويسعون لمحو كل التراث الإنساني الاجتماعي للبشرية منذ القرن السابع الميلادي ويحرقون السجناء ويقتلون الأطفال ويفرضون الاستعباد الجنسي ويقذفون الأشخاص من المباني المرتفعة لإعدامهم …لقد دمروا كل أثر للزراعة كما دمروا الكتب والمنحوتات واللوحات التي لا تناسب عقيدتهم الخاصة وفي كل هذه المأساة لا يمكننا أن نرى مثيلا لهذه الهمجية إلا عندما نعود إلى النازية”.
وأشار جيرار إلى أنه عند النظر في النازية أو الأيديولوجيات المتطرفة هناك شبه يمكن أن أسميه “الشر السافر” وشر أكبر هو أننا كبشر لا يمكننا العثور على أي سبيل لمواجهة هذا الشر أو على الأقل التخفيف من ضرره موضحا أن لدى القوى الغربية التي تواجه تنظيم داعش الإرهابي اليوم عدم تطابق واضح بين السخط والعمل وكأن الغرب فأر نائم في مواجهة ثعبان “الشر السافر”.
وتساءل جيرار قائلا.. “ماذا ننتظر لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي هل ننتظره ليأخذ العواصم وهل ننتظره ليذبح جميع مكونات الشعب السوري وهل ننتظره لتدمير كل الكنائس وليحرق كل الكتب والمخطوطات القديمة وهل كل ما ارتكبه من جرائم ليس كافيا بالنسبة لنا وهل ننتظره ليحتل بيروت مثلا”0
وأوضح جيرار أنه في هذه المعركة التي بدأت للتو ضد البرابرة الجدد أذهله جبن القوى الغربية الكبرى مقابل شجاعة أظهرها بعض أفراد يصرخون بوجه “الشر السافر” الجديد ولنأخذ في اعتبارنا اسم خالد الأسعد هذا العالم البالغ 82 عاما الذي لم يتخل عن مدينته تدمر بعد أن كرس حياته في التعليم “ورفض أن يخبر الجلادين المتطرفين عن كنوز الآثار القديمة المخبأة” في موقف هو أكثر من رائع وقطعوا رأسه لموقفه البطولي النبيل.
وكان ارهابيو تنظيم داعش ارتكبوا جريمة بشعة بحق عالم الآثار السوري خالد الأسعد حيث تم قطع رأسه بعد أن رفض التعامل مع الإرهابيين كما قام إرهابيو التنظيم بتدمير معبد بعل الذي يعد من أبرز المعالم الأثرية في العالم.