مدريد-سانا
ذكرت تقارير الأجهزة الإستخباراتية ومكتب أمن المعلومات في إسبانيا أن عدد الإرهابيين الإسبان المنضمين إلى تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق يقارب 150 إرهابيا مشيرة إلى تنامي ظاهرة وجود النساء والأطفال من بين الذين تم تجنيدهم في إسبانيا.
ونقلت صحيفة /ا ب ث/ الإسبانية اليوم عن مصادر امنية قولها إن هؤلاء يجندون للإلتحاق بالتنظيم الإرهابي ليصبحوا إرهابيين انتحاريين وعبدات ورقيقات مشيرة إلى أنه لا ادلة حتى الآن تثبت وجود إرهابيين إسبان ضمن المجموعات الإرهابية والتنظيمات الإرهابية في مالي وليبيا بالرغم من إنتشار مجموعات وعصابات تنظيم “داعش” الإرهابي التي تستفيد من حالة الفوضى وإنعدام السلطة والدولة هناك.
ولفتت الصحيفة إلى أن التقارير الاستخباراتية تؤكد استمرار تدفق إرهابيين من إسبانيا إلى سورية والعراق ولكن بشكل بطيء جدا ومنخفض بحيث لا تزال إسبانيا حتى الآن الأقل من بين دول الاتحاد الأوروبي من حيث إنتشار وانخراط مواطنيها في التنظيمات الإرهابية.
كما أشارت الصحيفة إلى حالة التأهب والحذر والقلق الذي تغلغل في عقول وأذهان وقلوب الدول الغربية منذ سنتين تقريبا نتيجة تزايد وتنامي الأخطار من عودة الإرهابيين إلى بلدانهم الغربية الأصلية بعد مشاركتهم في القتال ضمن المجموعات والتنظيمات الإرهابية لفترات زمنية مختلفة وإكتسابهم وإشباعهم بثقافة التطرف والقتل والخبرة في الحروب والصراعات وإستخدام الأسلحة المختلفة وبالتالي استعدادهم الكامل لشن هجمات إرهابية إجرامية في قلب بلادهم عند عودتهم إليها.
واعتبرت الصحيفة أن ما قام به الإرهابي أيوب القعزاني خير دليل على ذلك مع العلم أن وجود التعاون والتنيسق ما بين الأجهزة الاستخباراتية والمؤسسات الأمنية الأخرى يساعد بشكل كبير في معرفة وتحديد هوية الإرهابي الذي سافر من بلد ما إلى تلك المناطق من أجل الانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي وضبط تحركاته في حالة محاولته العودة إلى بلاده وهذا ما حدث فعلا في إسبانيا حيث تم اعتقال العديد من الارهابيين العائدين بعد مشاركتهم في الأعمال الإرهابية في سورية والعراق.
ونبهت الصحيفة استنادا إلى المصادر الأمنية الى أن ما يزيد من تفاقم المشكلة وتعقيدها هي الرسائل التي يقوم بنشرها الإرهابيون في سورية والعراق عبر شبكات التواصل الاجتماعي وإرسالها إلى أقرانهم المقيمين على الأراضي الإسبانية والتي تتضمن أنه ليس من الضروري الانتقال والسفر إلى تلك المناطق بل يمكن أن يفعلوا ذلك في إسبانيا من خلال شن وإرتكاب هجمات إرهابية بالوسائل المتاحة لديهم مثل إستخدام السكاكين أو تسميم خزانات المياه إلا أن الأخطر من ذلك كله يكمن في أن كل إرهابي إسباني موجود في سورية والعراق لديه على الأقل كحد وسطي اثنان أو أكثر من أهل الثقة القصوى ضمن الأراضي الإسبانية.
ونوهت الصحيفة بأن وزارة الداخلية الإسبانية رفعت مستوى حالة التأهب ضد أي هجوم إرهابي إلى درجة 4 من أصل 5 أي القصوى وذلك في أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة في تونس وفرنسا.
وكانت وزارة الداخلية الإسبانية أعلنت اليوم أن إسبانيا والمغرب اعتقلتا 14 شخصا يعملون على تجنيد ارهابيين للانضمام إلى تنظيم “داعش” في سورية والعراق وأن هذه الاعتقالات تاتى في إطار عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا وجرت على أطراف مدريد وفي أنحاء متفرقة بالمغرب.
يذكر أن السلطات الاسبانية اعتقلت هذا العام 46 شخصا بتهم تتعلق بالإرهاب معلنة أنها تعمل على منع الأشخاص الذين يحملون أفكارا متطرفة من مواطنيها من الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فى العراق أو سورية أو مهاجمة أهداف معينة في إسبانيا في حين تشير تقديرات الاستخبارات إلى أن 70 إسبانيا غادروا البلاد للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق.