حمص-سانا
شكل المخيم البيئي التطوعي المركزي الذي أقامه فرع منظمة اتحاد شبيبة الثورة في حمص مؤخرا فرصة للمشاركين الشباب لاكتساب ثقافة العمل التطوعي وروح التعاون الجماعي حفاظا على المرافق العامة و تفعيلا للمشاركة الحقيقية في إعادة الإعمار وخاصة أن المخيم حفل بالعديد من الأنشطة والخدمات التنموية و الإنسانية التي تعزز الانتماء الوطني و بناء الشخصية.
وأكد شحادة مطر أمين فرع حمص لاتحاد شبيبة الثورة أن مشاركة الشباب الحمصي في فعاليات المخيم هي تعزيز لدوره التنموي وحشد لطاقاته المتوثبة و التي استثمرها في تنفيذ العديد من حملات النظافة وإعادة تأهيل عدد من المرافق العامة والمنشآت الأثرية التي طالما تميزت بها مدينة حمص كإرث تاريخي لأبنائها وشاهد على حضارة وتجدد أهلها بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والمحاضرات التوعوية في مختلف المجالات.
واوضح مطر أن نشاطات المخيم التي امتدت لأكثر من 10 أيام شملت مجموعة واسعة من الأنشطة التطوعية كزيارة الأفران وتأهيل الحدائق والساحات وبعض الشوارع وإقامة الأعمال الفنية البيئية وعدد من الندوات الفكرية الحوارية لافتا إلى الدعم الكبير الذي لاقاه المخيم من قبل المؤسسات الرسمية و الفعاليات الاهلية لإنجاح فعالياته في الكثير من المناطق.
وقال “إن المخيم البيئي التطوعي المركزي هو تجربة رائدة في العمل التطوعي الواسع الذي يؤكد على دور الشبيبة في إعادة الإعمار وإعادة الحياة الى أغلب المناطق التي عانت من الإرهاب وخاصة أنه بدأ يتحطم تحت أقدام الجيش العربي السوري” .
من جانبه أوضح مرعي الزغبي عضو قيادة الفرع رئيس مكتب العمل التطوعي والبيئي أن أكثر من 500 شاب وشابة ممن اشتركوا في المخيم توزعوا إلى مجموعات عمل تضمن كل منها ما يقارب 50 شابا وشابة انتشروا في عدد من المناطق و المدن بينها مدينة القصير وحديقة الدبابير وساحة الساعة القديمة بحمص ودوار باب تدمر وطريق حمص دمشق بالاضافة الى حضورهم في عدد من الأفران للمشاركة في إنتاج الرغيف منوها بالحماسة العالية التي تمتع بها المشاركون اثناء تنفيذ هذه الأنشطة و التي كانت تبدأ في الساعة الثامنة صباحا وتمتد إلى الرابعة عصرا من كل يوم.
وأكدت نهاد طهماز عضو قيادة الفرع رئيسة مكتب الإعداد وتنمية المهارات الشبابية على اهمية الندوات الفكرية التي حفل بها المخيم البيئي و النقاشات التي دارت في ختام كل منها حيث عكست الحوارات المفتوحة مستوى الوعي الشبابي و سعة ادراك هذه الشريحة للكثير من المخاطر التي يتعرض لها الشباب في ظل الحرب الارهابية على سورية مؤءكدة أن الحالة الفكرية والثقافية التي اسس لها المخيم لا تقل أهمية عن العمل التطوعي الذي قام به المشاركون وخاصة ان هذه الندوات وفرت مساحة للشباب للالتقاء ببعض الشخصيات الفكرية والثقافية و محاورتهم وجها لوجه.
وفي السياق نفسه أكد الشاب المشارك جعفر طالب أن المخيم هو فرصة مميزة للتعرف على أقران يحملون الأهداف نفسها و الرؤى العامة و هو ما خلق جوا ايجابيا وحماسيا بين الشباب المشارك الذي اندفع بحماسة لتنفيذ اعمال اعادة التأهيل والتنظيف ودهن الأرصفة.
ودعا الشاب جهاد عثمان إلى تكرار مثل هذه المخميات كل صيف بهدف تعبئة أوقات الفراغ بأنشطة هادفة تشرف عليها فرق تربوية متخصصة تحمل على عاتقها مسؤءولية تحصين جيل الشباب واستثمار طاقاتهم و جهودهم على نحو مثمر.
ونوهت الشابة حنين قدور إلى أهمية الأعمال التي نفذت في تعزيز دور الشباب وخاصة أنها شملت أعمال اعادة تأهيل في مناطق يتم العمل فيها لأول مرة ومنها حديقة باب الدريب حيث كان المشاركون في المخيم سباقين الى تنظيفها واعادة تأهيلها تأكيدا على ثقافة الحياة في مواجهة ثقافة القتل و التدمير.
وكانت فعاليات المخيم قد شملت حملات اعادة تأهيل و تنظيف و دهن ارصفة بالاضافة الى افتتاح دورتي اسعاف أولي ودفاع عن النفس واعادة تأهيل قصر الزهراوي وكنيسة أم الزنار بحي الحميدية اما حفل الاختتام فقد أقيم في ثانوية الباسل للمتفوقين و قدم خلاله عدد من العروض الفنية والفلكلورية الى جانب معرض بيئي تضمن عددا من اللوحات البيئية التي رسمت وشكلت خلال أيام المخيم .
هنادي ديوب ورشا المحرز