بهاء الأحمد.. اهتم بالأثر الإنساني أكثر من الصور المجردة للأشخاص

حمص-سانا

تضج معظم صوره بالألوان وتمجيد الحياة فالتصوير الضوئي بالنسبة للشاب بهاء الأحمد يتجاوز كونه فنا من الفنون طالما أنه يوثق للحظة نابضة بالحياة محتفظا بها إلى الأبد وفي هذا مزيج ساحر يجمع في متنه البصري حقيقة واقعية ما بالرؤية الفنية للمصور بصرف النظر عن الأداة المستخدمة في التقاطها سواء أكانت كاميرا هاتف محمول أم كاميرا احترافية.

عن بداياته مع التصوير الضوئي أوضح المصور الشاب في حديثه لنشرة سانا الشبابية أنه بدأ التصوير الضوئي في العام 2003 مستخدما كاميرا رقمية بتقنيات بسيطة أما الكاميرا الاحترافية فقد بدأ باستخدامها منذ نحو 4 سنوات وكان لتشجيع الأصدقاء وملاحظاتهم دور مهم في صقل موهبته بالإضافة إلى ما سعى لاكتسابه من المواقع الالكترونية المتخصصة بالتصوير الضوئي.

وقال إن جاز لي التصنيف فأنا من الأشخاص الذين يبرعون في تصوير الطبيعة وعناصرها حيث احاول روءية الأشياء من منظور مختلف عن المألوف ولا يعد ذلك بالأمر المستغرب كوني نشأت في الريف في أحضان طبيعة جميلة تعلقت بها وألهمتني الكثير كما ساعدتني دراستي للهندسة الزراعية فيما بعد في معرفة تفاصيل الأزهار والنباتات ومواسمها والنظر إليها بصورة مختلفة الأمر الذي جعل “تصوير الماكرو” من أنواع التصوير المفضلة لدي إذ أحاول أن أجعل التفاصيل الصغيرة وغير المألوفة للعين تحتل الساحة البصرية لدى المتلقي وتبهره بجمالها وتناغمها.

ورغم عشقه للتصوير بالأبيض والأسود إلا أنه كما يقول لا يستخدم هذا الأسلوب إلا في الحالات التي يسعى فيها لجعل الصورة تحمل رسالة عميقة وحادة وتخلق عند المتلقي تساوءلات عدة مبينا أنه يفضل تصوير النشاط البشري والأثر الإنساني لهذا النشاط أكثر من تصوير الأشخاص بشكل مجرد فالبشر بالنسبة له هم مجموعة نشاطات وانطباعات لا عناصر جامدة مؤكدا أن تخليد ابتسامة طفل في لحظة فرح عابرة هي مصدر للسعادة والشعور بالإنجاز بالنسبة له لا سيما ضمن الظروف الحالية.

وذكر الاحمد أنه يصور كثيرا وينشر قليلا مختارا ما يريد نشره بعناية فائقة بعد عرضها على بعض الأصدقاء المقربين من المصورين الضوئيين والذواقين حيث يصغي إلى آرائهم مراقبا ردات فعلهم الأولى تجاه الصورة مضيفا انه ربما كان التصوير الضوئي من أكثر الفنون انتشارا خصوصا مع انتشار الهواتف المحمولة الذكية وسهولة قيام أي شخص بالتقاط صورة في أي زمان ومكان لكنه لا يزال يتمتع بخصوصية السهل الممتنع وهنا تظهر الموهبة والمعرفة بقواعد هذا الفن.

واشار المصور الشاب الى ان هناك العديد من المصورين السوريين الموهوبين داخل سورية وخارجها ممن يتابع أعمالهم بشكل دائم ويتعلم منها باستمرار محاولا التواصل معهم لتبادل الخبرات والآراء الفنية اذ انه لا يعتبر نفسه مصورا ضوئيا محترفا انما ما زال في مرحلة التعلم والتطوير وسيبقى كذلك موءكدا انه يتقبل جميع الملاحظات بصدر رحب ويتعلم من الجميع ومن أخطائه ايضا فمرحلة أفول المصور الضوئي تبدأ حسب تعبيره من لحظة الغرور والشعور بالتفوق على الآخرين.

يذكر ان المصور الشاب بهاء سليم أحمد من مواليد جبلة العام 1981 وهو يحمل بكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة تشرين عام 2003 وشارك هذا العام في معرض خوابي في جامعة البعث.

صبا خيربيك