هناء فهود..تجربة واعدة تتسلق الخيال وصولا إلى سعادة منتظرة

حمص-سانا

في ظل ظروف أسرية بالغة الصعوبة كان الشعر هو الطريق الوحيد أمام الشابة هناء ياسين فهود نحو عوالم خيالية مترفة بالراحة والسكينة فالواقع المعيشي والظروف الحالية في سورية كانت جميعها عوامل محفزة لموهبة مكنونة امتلكتها الشابة مبحرة عبرها من قريتها السنديانة في ريف حمص الغربي إلى يم أدبي براق استقت منه وأضافت إليه عبر مجموعة من الكتابات الشعرية المتميزة والتي فاقت في تصويرها المبدع ما يمكن توقعه من شابة لم تتجاوز السادسة والعشرين من عمرها.

أخرجت فهود ما يمور في داخلها أدبا وفنا لأن الشعر حسب وصفها لنشرة سانا الشبابية هو متعة الحياة الوحيدة مؤكدة أن الشعر هو ثوبها المفضل الذي يقيها برد الحياة و قسوتها وأضافت “عندما اكتب أشعر بوجودي الحقيقي فأنا اكتب عن الناس والوطن والطبيعة واستقي صوري وأفكاري من نبض الناس الذين يعيشون حولي فأنقل مشاعرهم وتصوراتهم دون أن اتخلى عن ملكة التخيل التي يملكها الشاعر والتي لا تتنافى بطبيعة الحال مع التواصل الإنساني على أرض الواقع فهي تساعدني على تصوير الأشياء بأبهى ما يمكن”.

ويحتل الوطن حيزا واسعا من كتابات فهود وخاصة خلال الأزمة الحالية فهي تنظر حسب تعبيرها إلى الناس والحياة بكثير من الألم لما حل بهم لكنها في الوقت نفسه تكتب عن سعادة منتظرة يستحقها الإنسان بعد سفر من الألم والمعاناة وهو دور الشاعر في مزج الحقيقة بالخيال والحاضر بالمستقبل المنظور.

تعلمت فهود من الشعر أن تتأمل أكثر فالتأمل كما ذكرت هو علاج للروح ورحلة في المعرفة و ربما هو ما جعل من أشعارها الوجدانية اشبه بتراتيل صلاة تدعو خلالها الله أن يمن بالعافية والأمن على وطنها بعد قرابين من الشهداء قدمها ليبقى منيعا عزيزا في وجه الإرهاب الكافر.

ولفتت الشاعرة الشابة إلى أنها تسعى دائما إلى المشاركة في الفعاليات الأدبية والثقافية التي تقام في حمص ولاسيما في المراكز الثقافية المنتشرة في الريف حيث توفر لها هذه اللقاءات كثيرا من الفرص لاكتساب خبرة أكبر ورصد تقييم الجمهور لكتاباتها والتواصل مع الأسماء الشعرية البارزة للاستفادة من تجاربها الطويلة كما أنها تنشر قصائدها في جريدة العروبة بشكل منتظم.

فاتن خلوف