دمشق- سانا
انطلقت اليوم أعمال الندوة الفكرية السياسية التي ينظمها مكتب الاعداد والثقافة والاعلام في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي تحت عنوان دور المواطن فى مواجهة العدوان على سورية وتستمر حتى يوم غد الاثنين فى مكتبة الأسد الوطنية.
وفي محور المبادرات السياسية والرؤية الوطنية لحل الأزمة في سورية بين الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن سورية تعاملت بشكل ايجابي مع كل ما يخدم قضية الحرب على الارهاب ولا سيما بعد تسلل آلاف الإرهابيين اليها مجددا التأكيد على أن أى حل للازمة فى سورية يكون عبر الحوار بين السوريين دون تدخل خارجي.
وأكد المقداد أهمية تكاتف جميع الجهود الاقليمية والدولية لمكافحة الارهاب لتحقيق النتائج المرجوة وإلزام دول الجوار بتنفيذ قرارات مجلس الامن المتعلقة بمحاربة الارهاب وخاصة القرارات 2170 و2178 و2199 لافتا إلى ان مجمل هذه القرارات لا يتم تداولها في مجلس الامن لأنها لا تتوافق مع مصالح بعض الدول لأن المقصود هو التغطية على التقصير الذي وقع به المجلس في التعامل مع الازمة في سورية وخاصة أن الأخيرة حذرت مرارا من أن الارهاب سوف ينتشر في كل أنحاء العالم واعتداءاته التي نراها في الكثير من دول العالم هي انعكاس للتحليل الدقيق والرؤية التي قدمتها سورية في وقت سابق.
وذكر المقداد أن الحملات التي قامت بها الدول الغربية واللغة السياسية والاعلامية التي استخدمت لتبرير الارهاب على سورية كانت الدافع الاساسي لكل من أتى لمحاربة الشعب السوري محملا تلك الدول وإعلامها النتائج الكارثية للحرب الارهابية والجرائم والمجازر التي ارتكبت بحق السوريين متسائلا كيف يمكن ان يأتي آلاف الإرهابيين الى سورية دون علم حكوماتهم وأجهزتهم وبالتالي على المجتمع الدولي محاسبة الحكومات التي تورطت في الحرب على سورية.
وأكد المقداد أن سورية مع جميع الجهود والمبادرات الخاصة بحل الأزمة في سورية.
وأوضح المقداد أن حل الأزمة في سورية يرتكز على عدة محاور تبدأ من أولوية محاربة التنظيمات الارهابية بمختلف مسمياتها من خلال منع تمويل وتدريب وإيواء وتسهيل تسلل الارهابيين إلى سورية والالتزام بقرارات مجلس الامن المتعلقة بهذا الشأن وخاصة التي تهم سورية والعراق مبينا ضرورة قيام ائتلاف اقليمي ودولي لمحاربة الارهاب يستند بشكل أساسي الى المبادرة الروسية.
وأضاف المقداد أن برنامج الحل السياسي للأزمة في سورية يؤكد ضرورة تشكيل لجنة وطنية عليا مهمتها صياغة ميثاق وطني يرتكز على عدة محددات تتمثل بمبادىء التمسك بسيادة سورية ووحدتها ورفض التدخلات الخارجية بشؤونها الداخلية والتمسك بمدنية الدولة وسيادة القانون والتأكيد على المساواة وحرية الرأي.
وأشار المقداد إلى أن الكيان الاسرائيلي هو العدو الاساسي لنا فهو يريد احكام سيطرته على المنطقة من خلال الدعم المباشر للإرهابيين ومعالجتهم ليعودوا من جديد الى الاراضي السورية وارتكاب المزيد من العمليات الاجرامية.
وردا على مداخلات الحضور بين المقداد أن “هناك تحولا ملحوظا في الأوضاع الداخلية والاقليمية والدولية بسبب ما حققه صمود الشعب وتضحيات الجيش السوري خلال خمس سنوات من الحرب الشرسة عليه” لافتا إلى أن هذا الصمود اقنع الدول المتامرة على سورية بأنها لن تصل إلى نتيجة.
وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن سياسات نظام أردوغان ودعمه للإرهاب لم تجلب الاذى والضرر للشعب السوري فقط وإنما لتركيا أيضا.
وفي محور “العامل الاقتصادي ودوره في تعزيز الصمود” أشار وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور همام جزائري إلى أن الاقتصاد بات اليوم مكونا أساسيا من مكونات الدفاع الوطني ورفد الجيش والقوات المسلحة بمقومات الصمود لافتا إلى ما حققته سورية عام /2010/ من الوقوف على عتبة الاقتصاديات سريعة النمو غير المرتهنة للموءسسات المالية الدولية الى جانب التطور الكبير الذي حققته بمجال الصناعة ولاسيما بعد دخولها السوق الاوروبي من الصادرات.
وتابع الدكتور جزائري.. إن الحرب على سورية جاءت للنيل من استقلال قرارها الاقتصادي من بنى تحتية وصناعية وخدمات عامة ما أدى إلى تراجع الناتج المحلي الاجمالي مبينا أن الاصلاح الاقتصادي ممكن في حال ادراك مقوماتنا الانتاجية وحماية الانتاج الوطني وتسهيل إدخال المواد الأولية التي بلغت نسبة استيرادها 70 بالمئة من واردات وزارة الاقتصاد.
وأوضح جزائري أن الدولة السورية استطاعت عام 2014 العودة للاستثمار في القطاع العام مشيرا الى ضرورة تعزيز امكانيات التنمية لتحسين المستوى المعيشي.
وفي محور دور الإعلام في تعزيز الوعي الوطني لفت رئيس تحرير صحيفة البعث محمد كنايسي الى دور الاعلام كونه أحد أهم أدوات تحصين الأوطان ودفعها إلى التطور والازدهار لافتا إلى أن الاعلام بتطوره التقني أصبح يستخدم للسيطرة على عقل الخصم ووعيه كما يستخدم بالتصدي للحروب النفسية وذلك من خلال تحصين العقل والوعي.
ورأى كنايسي أن دور الاعلام الوطني أظهر مناعة واضحة في وجه الحملة الاعلامية التي تتعرض لها سورية ما جعل الكوادر الاعلامية مستهدفة من قبل التنظيمات الارهابية وداعميها.
وأشار إلى أن أهمية الاعلام في توعية المواطن وانتقاد أي تقصير أو تقاعس واظهار الصورة الحقيقية للحدث.
وفي محور “جيل الشباب في دائرتي الفعل والاستهداف” استعرض نائب رئيس منظمة اتحاد شبيبة الثورة الياس شحود “مخاطر استهداف الشباب السوري ومنها مسائل الهجرة ونشر المخدرات وتجنيد الأطفال واستغلال الغرائز والعواطف من خلال وسائل الاعلام المعادية”.
ودعا شحود إلى “إقامة مشاريع تشغيل للشباب والعمل على عودة المهجرين وتنفيذ حملات توعوية توضح خطورة الهجرة والمخدرات”.
وتركزت مداخلات الحضور على ضرورة إعداد برامج تساعد المواطنين وترشدهم للقيام بدورهم في التصدي للعدوان وتفعيل عنوان الندوة والعمل عليه في كل المؤسسات وضرورة تعزيز عمل منظمة الشبيبة وضرورة أن يأخذ الاعلام دوره على الوجه الأكمل للمرحلة القادمة التي تتضمن إعادة البناء والإعمار.
ويبحث المشاركون في اليوم الثاني أربعة محاور تتضمن دور المنظمات الشعبية والنقابات المهنية في دعم الجيش العربي السوري.. وسورية وحدة التنوع والتفاعل والمصير.. وأولويات الميدان والتعبئة ومقومات الانتصار إضافة إلى فلسفة الانتماء الوطني.
حضر افتتاح الندوة الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس هلال الهلال وعدد من أمناء الأحزاب الوطنية وعدد من أعضاء القيادة القطرية ووزير الثقافة عصام خليل وأمناء فروع دمشق وريف دمشق والقنيطرة لحزب البعث ورئيس اتحاد الصحفيين وفعاليات دينية واجتماعية وشعبية.