دمشق – سانا
أقام المركز الثقافي في دمر أمسية شعرية تألق فيها الشعراء صالح هواري و خالد أبو خالد وهيام منور حيث تباينت مواضيع الشعر ونما الحس الاجتماعي والإنساني في مجمل القصائد التي غلب عليها الطابع الأصيل.
وألقى الشاعر صالح هواري مجموعة من القصائد التي امتازت بارتقاء شعري يصل إلى مقدمة الشعر الحديث لما يملك من مقومات وإحساس وعاطفة وتعادل موضوعي في حركة الحدث الشعرية حيث قال في قصيدة “المقامة الحمصية” التي كتبها إلى زوجته “وليلكة ظفرت بها .. وياما كنت أنظرها .. إلى حمص لها نسب .. يا نعم جوهرها ..اضايقها تسب علي مازحة فاعذرها.. كأنا طائران معا تضايقني فانقرها ..فتنزل دمعة على قلبي تقطرها”.
كما ألقى هواري قصيدة بعنوان “لحزنك طعم الغيوم” تصدى فيها للمؤامرة على سورية وفلسطين مشيرا الى ان المتآمرين ما هم إلا عبارة عن أدوات في يد الصهاينة وتميز الشاعر صالح هواري بأسلوب شعري يشد المتلقي ويبعث فيه حب المتابعة فقال.. “ألا يا أيها اللاهثون وراء الحلول … لقد زادنا العار عارا .. طواحنكم في فراغ الفراغ .. تدور مع الماء حيث استدارا “
في حين جاءت القصيدة التي ألقاها الشاعر خالد أبو خالد بعنوان للسيدة الكنعانية أرفع هذا النخب محملة بعشق فلسطين وبشدة الانتماء والقانعة الكاملة بالعودة مستخدماً الموسيقا الداخلية التي تنوعت في تفعيلاتها الرقيقة لتكون قصيدة الشاعر متقدمة كعادته لمكانها الأمامي يقول.. “انتفض الطلاب .. العمال .. العلم يرفرف .. في وجه الرشاش .. الصبيان .. الفتيات .. الشجر .. ولا وطن يكبر في العرب ويعبرها .. إن فلسطين الوطن الأقرب تجمع بينكما الغربة .. يا وطن الحب أغثنا”.
كما ألقت الشاعرة هيام منور قصيدة بعنوان “يا شام” رأت فيها أن الشام هي أجمل ما في الأرض وهي رمز الحب والهوى والعزة والكبرياء بأسلوب رقيق يتراوح بين المباشرة والعاطفة لتطغى عليه الرؤية الأنثوية في الوصف فقالت .. يظل جرحك يا فيحاء يوجعني .. وتاج مجدك فوق الجرح يعليني ما بعد ليلك إلا الفجر مبتسماً .. كالعطر يبزغ من جرح الرياحين حماك ربي يا فيحاء فاكتملي .. مجداً تزيدي من حين إلى حين.
ورات رئيسة المجمع الثقافي في دمر سوسن رجب إن الكوكبة التي شاركت في هذه الأمسية تألقت في قراءاتها الشعرية وقدمت شعراً متلائماً مع أحاسيس الحضور فهم معروفون بحضورهم الشعري وانتمائهم الشعبي ومواهبهم الأخاذة .
كما أشار الطبيب الشاعر محمد العتيق إلى أهمية القصيدة عند الشاعر صالح هواري وقدرته على الحضور في كل المواضيع والجوانب الإنسانية التي تخوله أن يكون في طليعة الشعراء العرب نظراً لتاريخه الشعري العريق ومواقفه الوطنية والإنسانية والاجتماعية.
ولفت العتيق إلى تفرد الشاعر خالد أبو خالد بأسلوب رمزي يغلب عليه طابع الدلالة إلا أنه يظل منتمياً إلى وطنه فلسطين ومدافعاً عن قدسية ترابها وفي الوقت عينه ظلت قصيدته تدور في فلك المواجهة والدفاع عن حق العودة إلى الأراضي المحتلة.
وتميز أسلوب هيام منور في العفوية والتعامل مع الحب بأسلوب أنثوي تدعمه الموهبة والبساطة .
محمد خالد الخضر ، ايناس سفان