دمشق-سانا
شكل انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية في تموز عام 2006 خلال عدوان كيان الاحتلال الإسرائيلي على لبنان مفترقا استراتيجيا في معادلة الردع مع الاحتلال وأعاد رسم توازنات القوة وشكل مظلة حماية للبنان.
لقد أثبت انتصار تموز أن نهج المقاومة هو الخيار التاريخي الذي يمكن البناء عليه وأن الاحتضان الشعبي والسياسي لهذه المقاومة يمكن أن يصنع المعجزات لأن ما تحقق في العام 2006 من إنجاز كبير بقهر العدو الإسرائيلي وإفشال أهداف عدوانه بالقضاء على المقاومة هو انتصار حمل الكثير من المعاني الاستراتيجية وسيبقى يشكل أحد نماذج الصمود في أمتنا العربية لمواجهة المخطط الأميركي الصهيوني الذي يستهدفها.
ويشير مراقبون إلى أن انجازات المقاومة في تموز 2006 شكلت تحولا كبيرا حدث في طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي منذ النكبة عام 1948 حيث أظهر قدرة المقاومة على التحرير واعتبارها السبيل الوحيد للوصول إلى هذا الهدف بعد أن أسقطت كل الرهانات الأخرى التي كانت تروج في السابق حول استحالة هزيمة قوات الاحتلال حيث عرت انتصارات المقاومة المتلاحقة زيف ما يسمى أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
لقد أثبتت المقاومة الوطنية اللبنانية جدارتها في تحرير الأرض وصد العدوان وتكبيده الخسائر والهزائم المتلاحقة وإن ما حققته المقاومة عبر سنوات نضالها جعل الاحتلال الإسرائيلي وبعض أنظمة العمالة العربية والغربية الاستعمارية الحامية لها في قلق دائم من تنامي قوة المقاومة واستمرارها وقدرتها على لجم وحشية وهمجية الاحتلال الذي يحاول اليوم مجددا التضييق على نهج المقاومة في المنطقة من خلال محاولة إشغالها بالفتن الداخلية وإحداث الفوضى في ابرز الدول الداعمة لهذه المقاومة.. وما يجري في سورية منذ أربع سنوات ونيف من حرب إرهابية مدعومة من كل القوى المعادية لسورية وشعبها ما هو إلا محاولات من كيان الاحتلال وداعميه لضرب الدولة السورية التي كانت ولا تزال داعمة لحركات المقاومة في المنطقة والعالم.
ويدرك الجميع أن سورية تدفع اليوم ثمن وقوفها إلى جانب المقاومة وصمودها في وجه مشاريع ومخططات الاحتلال في المنطقة التي تريدها منطقة تابعة لسياسات الغرب الاستعماري إذ أن حلقات التآمر على سورية تشكل جزءا أساسيا من استهداف محور المقاومة في المنطقة والذي أثبت ومازال أنه قادر على التصدي لكل المخططات المشبوهة ومستمر في مواجهة ما يحاك للمنطقة من مشاريع تستهدف تفتيتها.
وفي المحصلة فإن انتصار المقاومة في تموز 2006 شكل منعطفا تاريخيا مهما حيث أضاف صفحة مشرقة للتاريخ ضد الظلم والاستكبار والاحتلال والعدوان سطرته أيدي المقاومين الشرفاء الذين كسروا شوكة الكيان الصهيوني وأثبت أن المقاومة كانت وستبقى الرد الوحيد على العدوانية الإسرائيلية والسلاح الأقوى لردعها ووضع حد لها.