تزداد في الحروب والأزمات.. اضطرابات ما بعد الصدمة أشد تأثيرا على الأطفال وكبار السن

السويداء-سانا

تزداد اضطرابات ما بعد الصدمة في اوقات الحروب والأزمات وتترك تأثيرات أكبر على الاطفال والأشخاص المستعدين وراثيا أو ممن يشكون حالات نفسية سابقة ويحذر الخبراء من إهمالها لانعكاسها على حياة الشخص والمجتمع بأسره.

ويقول اختصاصي الأمراض العصبية والنفسية وعضو الجمعية الأمريكية لجراحي الأعصاب الدكتور نضال حسين مسعود “إن حالة ما بعد الصدمة النفسية تصيب نحو 10 بالمئة من الناس لكنها تزداد في أوقات الحروب بنسبة تصل إلى 75 بالمئة” ولا سيما بين الأشخاص المعزولين اجتماعيا أو المهيئين وراثيا لتطوير حالات نفسية مثل الاكتئاب والقلق.

ويعزو الدكتور مسعود حدوث اضطرابات ما بعد الصدمة للكرب الذي تسببه هذه الصدمة أو وجود صدمة نفسية سابقة خلال مرحلة الطفولة كانت كامنة تحت الوعي إضافة لأسباب فكرية سلوكية وبيولوجية.

ويلفت الاختصاصي إلى أن الحالات الحادة لا تستمر أكثر من ثلاثة أشهر فيما تستمر المزمنة لمدة طويلة مع وجود حالات تبدأ بعد ستة أشهر من الحدث المسبب لها وتتصف أعراضها بالخوف والنوم المتقطع ورؤية كوابيس ليلية تتخللها مشاهد من الحادثة.

ويشكو المصاب باضطراب ما بعد الصدمة حسب الدكتور مسعود من ضعف التركيز والخوف الشديد من أي صوت أو شيء يذكر بالحادثة وتبلد مشاعره العاطفية ويصبح أحيانا نزقا جدا في تعامله مع من حوله وخاصة عائلته.

ويشعر المريض كما يذكر الدكتور مسعود بانفصاله عن نفسه وينظر إلى ذاته وكأنه شخص آخر وقد يميل للعنف أحيانا مشيرا إلى أن الأطفال معرضون للإصابة بأعراض الصدمة النفسية أكثر من البالغين ويصبح لديهم أوهام بالانتقام ويميلون للانعزال وترك المدرسة وإهمال الواجبات المنزلية.

وفي وقت يذكر فيه الاختصاصي أن أعراض الرض والأذية الدماغية والإدمان الكحولي والمخدرات تشابه أحيانا أعراض الصدمة النفسية لافتا إلى أن الألم والقلق الذي تسببه أعراض ما بعد الصدمة قد يدفع المريض إلى الإدمان على الكحول والمخدرات للتخفيف من حالته لكن المريض عندها يزيد إلى مشكلته مشاكل أخرى تجعل العلاج أصعب وأكثر تعقيدا وكثير من هؤلاء المرضى ينهون حياتهم بالانتحار .

ويذكر الطبيب أن نحو 30 بالمئة ممن يتعرضون للصدمة النفسية يشفون ذاتيا و40 بالمئة تبقى لديهم أعراض خفيفة فيما يعاني الباقي من أعراض تتراوح بين المتوسطة و الشديدة وهم غالبا الأطفال وكبار السن لأن الأطفال ليس لديهم طرق واعية اجتماعية لمعرفة الأعراض وطلب العلاج والسيطرة عليها وكذلك كبار السن ليس لديهم المرونة اللازمة للتعامل مع الحدث كما أن أمراضهم الجسمية كضعف البصر والسمع والأمراض العصبية تزيد من حدة أعراض ما بعد الصدمة.

وفيما يخص العلاج يذكر الاختصاصي أنه نفسي وأسري ودوائي يتضمن استخدام مضادات الاكتئاب والاختلاج باستمرار لمدة سنة مع تقييم الحالة لافتا إلى وجود أيضا ما يعرف بعلاج المجموعات حيث يناقش كل أفراد المجموعة الحادث الذي تعرضوا له بإشراف طبيب مختص ويتلقون النصائح ويتبادلون التجارب.

ويؤكد الطبيب مسعود أنه عندما تسبب الصدمة النفسية العنف عند المريض تستوجب وضعه في المشفى أو مشفى الأمراض النفسية لمعالجته لتجنب إيذاء نفسه أو غيره.

عمر الطويل