الثعلبة.. مرض جلدي غير معد والحالة النفسية أبرز المتهمين

حماة-سانا

تصيب الثعلبة وهي مرض جلدي غير معد الأشخاص بين عمر العاشرة وحتى الأربعين وهو أكثر انتشارا بين الذكور ورغم أن أسبابه غير معروفة إلا أن الخبراء يرجحون وجود علاقة للعامل النفسي بظهور بعض الحالات إضافة الى الوراثة ونقص المناعة.

وتسبب الثعلبة تساقط الشعر في منطقة واحدة أو أكثر من الجسم كالرأس والذقن والشارب والحواجب والرموش والأطراف وتبدو وفق اختصاصي الأمراض الجلدية الدكتور مجد دقاق على شكل بقع دائرية أو بيضوية خالية من الشعر.

وفيما يخص أنواعها يشير الاختصاصي إلى وجود أربعة أنواع يبدأ الأول مبكراً في عمر 10 سنوات ويستمر لفترة طويلة من الزمن ويؤدي إلى حدوث صلع كلي في 75 بالمئة من الحالات بينما يبدأ الثاني بأواخر مرحلة الطفولة وبداية مرحلة البلوغ ويستمر لفترة زمنية أقل من 3 سنوات ويوءدي إلى حدوث الصلع الكلي في 6 بالمئة من الحالات.

أما النوع الثالث فيبدأ حسب الدكتور دقاق في مرحلة البلوغ المبكر حين يكون أحد الأبوين أو كلاهما مصاباً بارتفاع الضغط وهو سريع التطور ويوءدي إلى حدوث صلع كلي في 39 بالمئة من الحالات ويظهر الرابع بعد عمر الأربعين ويمتد لفترة زمنية طويلة ويؤدي إلى حدوث الصلع الكلي في عشرة بالمئة من الحالات.

وعن أسباب الإصابة بالمرض يبين الدكتور دقاق أن الأسباب الفعلية للثعلبة غير معروفة رغم وجود عوامل كثيرة تحرض على ظهورها من أهمها العامل النفسي والعامل المناعي حيث يرتبط ظهورها إلى حد كبير بوجود حساسية جلدية وحساسية الصدر والأنف عند المصاب.

ويضيف الدكتور دقاق أن هناك عوامل أخرى مسببة للمرض منها الوراثة التي تلعب دوراً مهما في 10 إلى 20 بالمئة من الحالات واضطرابات الغدد من منشأ مناعي كاضطراب الغدة الدرقية ومرض أديسون والداء السكري وفقر الدم الشديد وعوامل أخرى كأمراض العين والأسنان والبؤر الصديدية في مناطق الجسم المختلفة.

وتبدأ أعراض الثعلبة كما يوضح الدكتور دقاق غالباً في الرأس لكنها قد تظهر في أي منطقة شعرية أخرى من الجسم وتبدو على شكل دائرة محددة يكون الجلد فيها ناعماً أملس وأبيض كالعاج وخالياً من الشعر ويستمر هذا المظهر لعدة أسابيع ينمو بعدها الشعر خلال مدة تتراوح بين 4 و 10 اشهر.

ويسقط شعر الرأس كاملاً في نحو 5 إلى 10 بالمئة من الحالات ويسقط الشعر في أماكن أخرى كالرموش والحواجب والذقن وشعر العانة في 10 بالمئة من الحالات وقد تصاب الأظافر أحياناً ببعض التغيرات كالتنقيط والتشققات الطولانية.

ويشخص المرض حسب الدكتور دقاق بالاعتماد على ظهور الثعلبة المفاجئ لدى المصاب خلال أيام أو أسابيع عبر الفحص السريري وقد يطلب إجراء بعض الفحوص المخبرية لاستبعاد الحالات المرضية الأخرى كما يمكن تأكيد التشخيص باستجواب المصاب حيث تشكل الضغوط النفسية المختلفة دلالة على الإصابة بالثعلبة.

ويشير الاختصاصي إلى أن علاج الثعلبة كيميائياً غير كاف في حين يساعد استخدام الكورتيزون موضعياً أو فموياً المصاب كثيراً ويجعل الشعر ينمو من جديد وتفيد جلسات الأشعة فوق البنفسجية في بعض الحالات ومع ذلك قد يؤدي استخدامها إلى آثار ضارة على الجسم كما أنها قد لا تحقق النجاح عند جميع المصابين.

ويفضل الدكتور دقاق علاج الثعلبة باستخدام مخلوط متساو من مرهم الكبريت بتركيز 10 بالمئة ومرهم السالسليك وزيت الخروع حيث تدلك أماكن الإصابة لمدة 5 دقائق ويفضل القيام بذلك قبل النوم مباشرة وتكرر العملية مرتين يومياً ولمدة شهر كامل مع عدم توقف العلاج عند تحسن الحالة وظهور الشعر من جديد.

سالم الحسين