دمشق-سانا
يضم معرض التشكيلي بشير بشير ستة وثلاثين عملا فنيا بتقنية جديدة غير مألوفة على الساحة التشكيلية السورية حيث اعتمد الاكريليك على الكرتون في ثلاثين لوحة والزيت على قماش في ست لوحات أخرى واختار لمعرضه عنوان ورق.. ورق.
الأعمال المتنوعة في حجومها جاءت ببصمة خاصة للفنان بشير كما اعتاد الجمهور السوري على أعماله التجريدية المليئة بالغنى اللوني من جهة وبالعمق الفكري من جهة أخرى فهي مساحة من الشطحات اللونية والتراكيب المنسجمة في التكوينات والتي يتداخل معها الحرف العربي بحالة صوفية تبتعد عن المألوف والواقع لتنحى بالمشاهد باتجاه آفاق من التأمل والتحليل الفلسفي وتعكس رؤية الفنان للمشاهد تاركة له حرية الغوص فيها لتتكامل الحالة الوجدانية بين اللوحة والمتلقي في مشهد فني واحد.
وعن هذه التجربة الجديدة يقول التشكيلي بشير لـ سانا إن هذه التقنية جديدة في تجربتي الفنية وهي غير مألوفة على الساحة التشكيلية السورية حيث اخترت أن ارسم على الكرتون ومن ثم افرغ الرسوم على مساحة بيضاء أخرى من الكرتون لذلك اعتمدت اسم ورق..ورق لهذا المعرض الذي يحمل رقم تسعة عشر في مسيرتي الفنية.
ويتابع بشير.. إن هذه التجربة التي اخذت مني عمل عام كامل هي محاولة لتطوير اسلوبيتي التي اعتمد فيها التداخل ما بين التكوين واللون والحرف واقامة علاقات متناغمة بينهم لتجسيد كتلة متجانسة ومندمجة ومتآلفة فيما بينها محققا في ذلك الراحة البصرية والفكرية ومقدما لطروحات في الأفكار لا يلبث المشاهد ان يتلمسها ويتفاعل معها وفقا لروءيته الخاصة ومخزونه الفكري والفني.
ويوضح بشير أنه عبر من خلال لوحاته عن عدة حالات انسانية ووجدانية فيها ما يلخص الألم الانساني الذي يعيشه الإنسان السوري في ظل الأزمة ومنها ما ينقل روح الأمكنة وخاصة مدينة دمشق ويلخص حضورها وحضارتها الطاغيين على كل ما يريد تلويثها وتشويشها أو يحاول النيل من جمالها وارثها الثقافي الضارب في التاريخ كما حملت بعض الأعمال الأمل بالغد والفرح الذي يليق بسورية وشعبها.
ويدعو بشير كل الفنانين التشكيليين لاقامة المعارض والاستمرار بالعمل والمشاركة في كل الفعاليات التي تقام في أي مكان من سورية لأن ذلك هو العامل الاساسي لنثبت قدرتنا على الحياة والانسجام والحوار مبينا ان الحضور الكبير الذي شهده المعرض مساء أمس في الافتتاح يعكس مدى تعطش الناس لكل فعل فني وثقافي وحضاري وينم عن قدرة الشعب السوري على مقاومة الموت والإرهاب بالحب والفن.
ويرى بشير الذي قدم نحو عشرين معرضا فرديا في أغلب الصالات أن السوق الفنية اليوم جامدة ولا تحقق المردود المادي المطلوب للفنانين.
التشكيلي أنور الرحبي أمين سر اتحاد التشكيليين السوريين كتب في بروشور المعرض الذي يستمر حتى الخامس عشر من الشهر القادم في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق..إن في اعمال معرض التشكيلي بشير بشير صيغ تجديد في القطوع والتكوين والمساحات اللونية مسيطر عليها من قبله بحرفية سعيا لترتيب صيغة حروفية وتجريدية معاصرة بالشكل والمضمون.
والتشكيلي بشير بشير من مواليد دمشق عام 1961 درس الفن على ايدي مجموعة من الفنانين الكبار عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وعضو في اتحاد التشكيليين العرب والاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي ولجنة التحكيم الدولية لطلائع البعث له عدد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وحاصل على عدد من شهادات التقدير يعمل في مجال التصميم ومتفرغ للفن وأعماله مقتناة لدى عدد من الجهات الرسمية والخاصة.
محمد سمير طحان