نحو وثيقة مبادئ ملزمة لمواجهة التطرف و الإرهاب- صحيفة الثورة

من مفارقات الزمن المؤلمة أن يصير الإعلام جزءاً من المشكلة وشريكاً أساسيا في القتل و الإرهاب بعد أن بيع رخيصا و أقلامه للمال النفطي وللديوان الوهابي التكفيري، ومن نكد الزمان ومصائبه أن يتحول بعض المفكرين وكثير من وجوه الإعلام الى مروجين للفكر التكفيري الالغائي .‏

ومن مفارقات الزمن أيضاً وأيضاً أن ترضخ سلطات حكومية وغير حكومية لسطوة البترودوﻻر، فتمتنع عن القيام بواجبها الأخلاقي والقانوني والمهني لجهة العمل على وقف الإعلام الفتنوي الذي يحرض على القتل، ويقدم للإرهاب، ويدافع عنه تحت عناوين ﻻعلاقة لها بالرأي و الرأي الآخر.‏

مؤسف ومؤلم أن تقف إدارات الإعلام العربي والإسلامي والعالمي موقف العاجز عن محاكمة منابر إعلامية متخصصة بالفتنة والإرهاب معروفة بذاتها وبمن يقف خلفها، ﻻسيما ثالوث الإرهاب قطر تركيا والسعودية، المدعوم أميركيا والمتحالف مع كيان الإرهاب الأول إسرائيل.‏

ومؤسف ومؤلم أن تتخلف إدارات الاقمار العربية وغير العربية عن القيام بما يجب ان تقوم به لناحية حجب المساحات الفضائية عن عشرات المحطات الاخوانية الوهابية التي تكفر الاخر وتلغيه وتحرض على قتله،بذريعة عدم القدرة على متابعة كل ما تبثه هذه المحطات من مواد ثقيلة مدمرة حتى للفضاء ذاته وليس للفكر والمجتمعات فقط .‏

اغلبية دول العالم صار لديها قوانين لمكافحة الإرهاب، وباعتبار ان الاعلام صار اداة مؤثرة تعمل في الاتجاهين، فان الاصل في مهامه ان يكون وطنيا ، واﻻ يكون مرتهنا، وان يقوم بدوره في مواجهة التطرف و الإرهاب، ﻻ ان يكون شريكا بصناعتهما والترويج لهما.‏

سورية منذ قرابة ثلاثة عقود دعت العالم من خلال الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لعقد مؤتمر لتعريف الإرهاب، غير أن أميركا والغرب الذي فقد الحد الأدنى من الاخلاق اجهض الدعوة والمشروع ليحمي ارهاب الدولة العنصري الذي يمارسه الكيان الصهيوني، وليمنح الوقت الكافي لنمو الارهاب الوهابي التكفيري تحقيقا لمصالحه .‏

وسورية التي تعقد اليوم المؤتمر الاعلامي الدولي لمواجهة الارهاب التكفيري، الذي يشارك فيه اكثر من 130 شخصية مهمة تمثل طيفا واسعا من دول العالم، تجدد دعوتها العالم لعقد مؤتمر دولي لتعريف الارهاب و اجتثاثه وتجفيف منابعه و مصادر دعمه و تمويله، وتتطلع لتعزيز علاقات التعاون الاعلامي والثقافي بين الحكومات والمؤسسات، ولاصدار وثيقة مبادئ ملزمة تكون دليل عمل سياسي وامني واعلامي وثقافي لمواجهة الارهاب التكفيري والارهاب الصهيوني المنظم اللذين تمارسهما السعودية واسرائيل، وقد امتلأت سلة ادانتهما بالادلة القاطعة التي لا يجوز للعالم بحال من الأحوال أن يتجاهلها.‏

بقلم: علي نصرالله