دمشق-سانا
جاء الانتاج الدرامي السوري لهذا الموسم جيدا من حيث الكم سواء ما صور من اعمال داخل سورية او خارجها ومتفاوتا بشكل واضح من ناحية النوعية الفنية عموما مع تنوع في المواضيع بين المعاصر الاجتماعي الذي قدم منعكسات الازمة التي نعيشها و الاعمال الاجتماعية دون التركيز على الازمة ودراما البيئة الشامية ومسلسلات كوميدية مع مجموعة من الاعمال المشتركة مع جهات عربية في الجانب الانتاجي والفني والمأخوذة من نصوص اجنبية.
وكما هو الحال في كل عام تفاوتت آراء المشاهدين حول ما قدم خلال شهر رمضان من أعمال درامية فكل شريحة وجدت ما يعجبها من بين هذه الاعمال وتابعتها مع شبه اجماع على نجاح عدد من الاعمال ومنها مسلسل دنيا 2 حيث تقول الشابة آية سعيد في المرحلة الثانوية لسانا إن الجزء الثاني من مسلسل دنيا جاء قريبا من الواقع الذي نعيشه ولكنه طرح هذا الواقع بطريقة خففت من أوجاعنا .
ويوافقها فايز عبدو مدرس ابتدائي ويقول اننا بحاجة اليوم الى مثل هذه الاعمال الكوميدية المشغولة بحرفية فنية كبيرة فالنجمة امل عرفة ابدعت في هذا المسلسل الى جانب تميز النجمة شكران مرتجى ما ذكرنا بالثنائي دريد ونهاد وطبعا ما زال الجزء الاول من دنيا متابعا حتى اليوم رغم انه قدم قبل خمسة عشر عاما.
اما المهندسة علا اسطون فأكدت انها تابعت بكثير من الانتباه كل حلقات مسلسل عناية مشددة الذي رأت فيه دخولا جريئا الى بقع مظلمة في الواقع الاجتماعي لدينا في ظل الازمة التي تعتصر كل جميل في بلدنا مبينة ان هذا العمل جاء متكاملا من حيث النص والاخراج والتمثيل وخاصة من قبل النجوم عباس النوري ومهيار خضور وامانة والي والشابة حلا رجب.
والموظف سعد الترامسي وزوجته الموظفة عروبة احمد تابعا مسلسل في ظروف غامضة الذي رأيا فيه مسلسلا لطيفا وفيه من التشويق ما يستحق المتابعة الى جانب ابتعاده عن مشاهد الالم والحزن والدم ما شكل مساحة للمتابعة دون ضغوط الواقع المؤلم .
فردوس البائعة في محل ضمن مجمع تجاري رأت ان هناك تخبطا كبيرا في الدراما هذا العام فالكثير من الاعمال قدمت قصص افلام او روايات اجنبية حتى ان بعضها كرر القصة ذاتها كمسلسلي العراب مستغربة من هذا التوجه غير المبرر وغير المألوف مبينة ان النتيجة ايضا لم تكن مرضية من الناحية الفنية ولم تستطع هذه الاعمال جذب الجمهور لكونها غريبة في كل تفاصيلها عنه كمسلسل تشيللو الذي قدم فكرة غير مقبولة لدينا.
الطبيب امجد الناعم لم يستطع متابعة اعمال درامية خلال شهر رمضان الا انه قرأ عن تميز مسلسل غدا نلتقي فقام بتنزيل حلقاته من موقع اليوتيوب على شبكة الانترنت وعنه يقول إن هذا المسلسل يصور بكثير من الشفافية حال المهجرين السوريين في الخارج واوضاعهم الصعبة وطريقة عيشهم وعلاقاتهم ببعضهم وبأسلوب اقترب من التصوير والحس السينمائي ما شكل نجاحا فنيا واعتقد انه حقق متابعة كبيرة.
سحر المصري فنانة تشكيلية تابعت مسلسل امرأة من رماد كاملا وقالت ان هذا المسلسل احتوى عدة عناصر ساعدت على نجاحه اولها اعتماده على خط انساني مرتبط بعلاقة الام بابنها مع وجود عنصر الواقع الراهن الذي نعيشه بطريقة منطقية دون الاغراق بالعنف والدم مع وجود حوار هادف ويتناول عدة قضايا نحن بحاجة لالقاء الضوء عليها واخراجها من الاماكن المظلمة لتكون تحت الشمس وقابلة للنقاش.
اما مسلسل بقعة ضوء فكان له نصيب من المتابعة لدى الكثيرين ممن تعودوا عليه كعمل درامي حاضر في كل موسم رمضاني منذ عدة سنوات ويقول وسام طالب جامعي ..ان مسلسل بقعة ضوء صار من طقوس الدراما السورية الثابتة وفي هذا العام جاء بمستوى مقبول وكما تعودنا عليه مع قليل من التكرار في الافكار الا انه عمل متكامل اجمالا ووجوده ضروري من ناحية النقد الايجابي الذي يطرحه والحس الساخر الذي يساعد على رؤية الواقع بطريقة مختلفة.
وعبر عدد من الموظفات في القطاع العام عن إعجابهن بمسلسل حرائر الذي وجدن فيه نصرة للمرأة واظهارا لدورها الريادي في نهضة الوطن معتمدا على احداث واقعية في مطلع القرن العشرين وتقول فدوى الصالح..إن مسلسل حرائر قدم عدة شخصيات نسائية واقعية لا يزال ذكرهن حتى اليوم باقيا بيننا كنازك العابد وماري عجمي وطرح هذا الموضوع اليوم أمرا في غاية الاهمية لتذكير الاجيال الجديدة بسيدات وطنيات ورائدات في العمل الاجتماعي والتحرري التنويري كي لا ننسى اننا شعب حضاري ومتنور رغم كل ما يحاك ضدنا.
ونوه عدد من الذين تم استطلاع رأيهم عن الاعمال الدرامية التي تابعوها ومنها الى جانب التي ذكرت بمسلسلات شهر زمان ودامسكو والغربال وبنت الشهبندر مع تمنيهم على صانعي الدراما التريث في انتاج اي عمل ليكون على مستوى فني وفكري مقبول وعدم العبث فيما يقدم للناس او استسهال الانتاج لمجرد الربح المادي وخاصة أننا في هذا الوقت بحاجة الى أعمال فنية حقيقية تحفز على التقارب والحوار ومعالجة الاخطاء للنهوض بالمجتمع من جديد وبناء بلدنا المتجدد بسواعد ابنائه المحبين وذلك يتطلب الجدية وتفانيا في العمل من صانعي الدراما السورية.
محمد سمير طحان