حمص-سانا
شارك عدد من الشعراء في ملتقى الثلاثاء الثقافي بمدرسة قتيبة بن مسلم الباهلي في حمص بعدد من قصائدهم الفصحى والمحكية الممزوجة بحب الوطن والمشبعة بالحنين إلى الأيام الخوالي من ذكريات طفولتهم والاشتياق إلى الأحبة الذين ابتعدوا عنهم في غمار الأحداث الأليمة التي ألمت بالوطن.
وقدم الشاعر عبد اللطيف حسن مجموعة من القصائد صور فيها حب الوطن وعظمة الشهادة حيث قال في قصيدته “أحلى خبر” يصف أم الشهيد وهي تنتظر عودته مكفنا بعلم الوطن “كانت على الشرفة تستقصي الخبر .. فوليدها منذ الصباح في بابا عمر.. كانت تواسي النفس فيما يفعلوا.. فغيابه ينبئ بالاف الصور.. تختال ترقص عرسه ات هذا إلهي قد أمر ..تختال ترقص تلتفت بدأت تزغرد يا إلهي انهم اتون في احلى خبر”.
وأطلقت الشاعرة عبير ديب العنان لأشعارها تنبض حبا بالوطن لجنود الجيش العربي السوري البواسل حيث خاطبتهم في قصيدة شعبية جاء فيها “حوطك بباقة ورد.. وبحرز قطعة من السما الزرقا .. رمح الخضر زنار مريم ياعطر .. انت وشباب هالوطن حراس الشمس .. لولا زنودهم فينا الموت يشهق”.
وأما الشاعر أيمن موسى فلا يرى وجه حبيبته الا بلون القمح والجرح إذ يقول في قصيدته لا تكذبي “لا تكذبي سيدتي انت لست حبيبتي .. وجه حبيبتي بلون القمح والجرح … افتحي عينيك ليستأذن النور طريقه إلى خديك افتحي عينيك لينعم فنجان القهوة بلمسة من شفتيك .. افتحي عينيك لتنتحر المرايا غيظا من غرور
وجنتيك”.
وسرد الشاعر موسى أيضا مقامة قصيرة لا تخلو من المرح على طريقة المقامة البغدادية تناول فيها الواقع المرير للخيانة بحق السوريين من قبل أنظمة عربية رجعية وإقليمية.
وفي قصيدتها حلق تحدثت الشاعرة الدكتورة مادلين طنوس عن ضرورة التمسك بالهوية الوطنية وتلبية الواجب ورد الجميل للوطن المعطاء إذ تقول “أكبر أكبر أنت هون .. انت حسدك كل الكون.. عرقك حبك لون جبينك ..نظرة عينك ببلادك بتكبر اكتر وبتتوقى وبتتحلا”.
وللشام عبق الكلمات دائما في الملتقيات الشعرية حيث ألقى الشاعر إبراهيم هاشم قصيدة وطنية بعنوان يا شام جاء فيها “هذي دمشق فلا يطال جبينها..مهما تطاول حولها الاقزام ..هذي دمشق اذا تبدل وجهها .. فعلى العروبة والديار سلام”.
أما الشاعرة رحاب رمضان من درعا فغازلت الوطن في قصيدة بعنوان حبيبي جاء فيها “ارى في عينيك السمو وعلى جبينك سكن الفداء.. سأغازلك متى اشاء في ليالي الحي والصفاء.. في التعب والشقاء وحتى في الضياع”.
ومن الجولان الحبيب يشعل الشاعر حسن قنص وهج القصيدة بالرجوع إلى ذكريات طفولته في إحدى قرى الجولان السوري المحتل مبينا أن أرض الجولان ستعود لأنه حق يطالب به شعب لا يرتضي عن الهوية السورية بديلا.
وألقى الشاعر سامي الاسعد مجموعة من القصائد حول الوطن والأم والفراق.
يذكر أن ملتقى الثلاثاء الثقافي الأدبي بحمص انطلق في 14 شباط العام الماضي وهو منبر لجميع الشعراء المخضرمين والشباب ويقيم فعالياته في عدد من مدارس حمص كل يوم ثلاثاء.