الشعر مرآة صمود السوريين.. محاضرة في ثقافي حمص

حمص-سانا

الشعر مرآة صمود السوريين كان عنوان المحاضرة التي استضافها المركز الثقافي العربي بحمص أمس للاديب والاعلامي عيسى اسماعيل والتي بين فيها أن الشعر كان وسيبقى مرآة الواقع وصورة الحياة حيث غدا شعراؤنا صوت مواطنيهم وضمير بلدهم من خلال قصائدهم التي تبرز صمود الشعب السوري بكل فئاته أمام الإرهابيين.

ورأى اسماعيل في المحاضرة أن شعراء سورية انبروا في كل مناسبة يعبرون بكلماتهم الصادقة عن واقعهم خلال الأزمة حيث برزت في اشعارهم موضوعات متعددة منها التنديد بالإرهاب والمؤامرة على سورية وهو ماعبر عنه الشاعر معروف ابراهيم حيث قال في قصيدته غربان العربان مخاطباً الدول العربية الداعمة للإرهاب

وجندوا كل ماتحوي خزائنهم ..

واستجلبوا الشر والعدوان ..

وسلحوا شر خلق الله من تتر ..

ومن مغول ومن بلدانهم.

وأضاف المحاضر أن الشعراء صوروا بشاعة القتل والدمار الذي يرتكبه الإرهابيون ومن يدعمهم واستشهد بقول الشاعرة فاديا غيبور:

أهذي ويوقظني انفجار ..

أحتار في القتلى ..

فأرى ملامحنا جميعاً ..

أصغي لأنات الجريح ..

وأروح أبحث في الجراح ..

علني أرقي النزيف ..

وأضيع بين وجوهنا ..

قتلى وجرحى وسط بحر من دماء.

ولفت اسماعيل إلى أن موضوع الشهادة والشهداء تسطر في قصائد شعرائنا بأروع صور البطولة والفداء ومكانة الشهيد وعظمته مستذكراً القصائد التي تمجد الشهيد ومنها قصيدة الشاعرة غادة اليوسف التي تقول فيها:

فاضت بلاغة دمه والفجر لاح..

وهو الأريج وأعراس الملاح..

وله العيون الحارسات مساكب ..

أصافح قدس خطوتكم ..

فتخرج راحتي من غير سوء حجة بيضاء ..

وتضحك بين أصابعي شمس الصباح.

ومن الموضوعات التي برزت في الشعر خلال الأزمة يضيف اسماعيل موضوع الاعتزاز بانتصارات الجيش العربي السوري وبطولاته التي تعد صفحة مشرقة في تاريخ العرب الحديث والايمان بالانتصار وهو ما يعبر عنه الشاعر غدير ملحم حيث يقول مثمناً هذه الانتصارات جيش العروبة والأخلاق قطرته
حب الشهادة في أخلاقه قيم ..

أبسط جناحيك غط العرب قاطبة..

يا أشجع الناس يامعطاء ياكرم ..

جيش غضنفر لم يخش منازلة..

مع العدو وتسعى ضده اللؤم.

كما يشير اسماعيل الى قصيدة الشاعر تاج الدين سعيد التي يصف فيها زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الى جنودنا البواسل الذين يتصدون للإرهابيين على خطوط المواجهة الامامية حيث قال على لسان جندي سوري:

في زيارتي في خندقي وديرتي ..

يطمئن عني وعن صحتي ..

ويسألني عن أسرتي..

عن بندقيتي ومدفعي وعن دبابتي..

فقلت يا قائدي ..

أهديك نصري وشهادتي..

سألني عن سر قوتي ..

فقلت ياسيدي إنها في سوريتي وفي ولادتي.

ويلفت اسماعيل إلى أن الياسمين بفوحه وجماله الذي يرمز إلى جمال الشام منذ الاف السنين كان في صلب قصائد شعرائنا خلال الأزمة فدمشق عندهم كانت وستبقى عصية على الأعداء وهو ما تؤكده الشاعرة سناء هايل الصباغ حيث تقول في إحدى قصائدها:

“علميهم ياشام..

درساً بلغة الياسمين..

مجوداً في كتاب الله محفوظاً كرقم إلهي..

قبل خلق الخلق بالأف السنين”.

كما أن الحديث عن صمود دمشق ونصرها المؤزر الأكيد برز في اشعار كثير من الشعراء ومنهم الشاعرة أسيل الأزعط حيث تقول:

“هذي الشام التي اهوى ولاعجب..

وحبها في فؤادي ليس بالعجب ..

جمالها لاأرى ندا له أبدا..

إذا أعجز الوصف الرسام في الكتب”.

وختم اسماعيل محاضرته بقصيدة “عودة الناي” للشاعرة خديجة بدور التي تعبر فيها عن واقع الأزمة والمجازر التي ارتكبها الإرهابيون وتتحدث عن صمود سورية فتقول فيها:

أانا قصبة ثقبتها الهموم فأصبحت نايا..

وبجسدها تكاثرت الثقوب..

وصار صوتي نشازاً كعزيف جان تعربد بالفصول..

وتطعن الصيف والشتاء..

أتقمص دور الضحية..

في رواياتي المنسية وربيعي المسروق..

ومازال الجلاد يمعن بثقب الباقي من جسدي..

بخريف أحمر سقطت فيه الدمى.

تجدر الإشارة إلى أن اسماعيل روائي وأديب وإعلامي وصدرت له ثلاث مجموعات قصصية هي الإنسان والأفعى و”حدث ذلك اليوم” وعلى الشاطئ الآخر وله كتاب توثيقي نقدي هو “إعلام القصة والرواية في حمص”.

حنان سويد