الشريط الإخباري

«البناء بالإرهاب» يسقط.. روسيا: الحصان قبل العربة

البناء بالإرهاب.. والهيمنة بواسطة الرايات السوداء والسكين (الداعشية).. سياسة أميركا في المنطقة والعالم.. سياسة عمادها القوة العسكرية عبر دعم المجموعات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة.

تقرُّ مسودة سمح (البنتاغون) بنشرها وتتركز حول الاستراتيجية العسكرية الأميركية للعام 2015 بفشل تلك الاستراتيجية، وسقوط الرئيس الأميركي باراك أوباما في أوهام الهيمنة على المنطقة عبر (ديمقراطية الاعتدال الإرهابي).. فشل تلك الاستراتيجية انعكس انهياراً سريعاً في باقي أحجار الدومينو المرتبطة بالحجر الأميركي.. ليسقط رجب أردوغان في تركيا.. ويفشل العدوان السعودي في اليمن.. وعجز الأموال القطرية في إيجاد شريك يغير من معادلة الوضع على الأرض في سورية.‏

معادلة الميدان.. وموازين الأرض في المواجهة بين الجيش العربي السوري والمجموعات الإرهابية المسلحة ثابتة.. بل الكفة ترجح إلى مصلحة قواتنا المسلحة.. فالجنوب يروي أي منقلب حصل هناك على المجموعات الإرهابية.. وأي هزيمة لحقت بغرفة عمليات عمان.. كما هي تدمر تزيد إلى أعمدتها وشواهدها شاهداً آخر على انتصارات الجيش على القوى التكفيرية الظلامية.‏

الأمنيات تجارة الحمقى.. ومن يمنّي النفس بسقوط سورية وتقاسم تركتها.. كمن يمنّي النفس باصطياد سمكة من صحراء الربع الخالي.. حقيقة أعتقد أن أكثر المتفائلين بسقوط سورية بات يدرك مدى استحالة تحقيقها.. الأمر الذي دعا بأصحاب الشأن إلى دفع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى أن يسلك الطريق إلى الدوحة (خزينة الدعم الإرهابي).. لا لزيادة الرصيد بل ربما لإيصال رسالة غربية مفادها: أن جميع الأموال لم ولن تقدر على إسقاط سورية.. ولا بدَّ من تغيير قواعد (الاشتباك) أو التعامل.. فكما هناك قرار غربي أعرابي لإسقاط سورية.. هناك ثبات روسي إيراني ومحور مقاوم بأن ذلك الأمر مستحيل وخط أحمر لن يُسمح لأحد بتجاوزه.‏

لسنوات تحاول الولايات المتحدة الأميركية السير بقطار المنطقة.. والعربة قبل الحصان.. ليصحح الكلام الروسي الأمر، ويأخذ المبادرة، فيضع الحصان قبل العربة، ويؤكد أن محاربة الإرهاب قبل أي شيء.. ومعالجة أساس المرض أولوية وصولاً إلى التخلص من تداعياته الجانبية، بما يفضي إلى حل سياسي شامل في سورية.. ليطابق الموقف الروسي كما هو دائماً مع الدعوة السورية منذ بداية الازمة: أن الحل يكمن في محاربة الإرهاب ومنع تسلل الإرهابيين الأجانب من كل حدب وصوب عبر تركيا والأردن.. وباقي الأمور تفاصيل.‏

بقلم: منذر عيد