موسكو-سانا
أكد أوليغ فومين الرئيس المشارك للجنة الروسية للتضامن مع سورية أن السيد الرئيس بشار الأسد قدم في خطابه بعد أدائه القسم الدستوري أمس “تحليلا مفصلا” للأحداث خلال أكثر من ثلاث سنوات مرت منذ فرض الحرب على سورية والتي تحاول وسائل الإعلام المغرضة تصويرها على أنها حرب أهلية.
وأشار فومين في تصريح لمراسل سانا في موسكو إلى أن الوقائع تؤكد أن سورية حاربت وتحارب الإرهاب الدولي الذي يعمل لإسقاط الدولة السورية والقضاء على نظامها العلماني “ما يدل على محاولة تنفيذ مهمة جيوسياسية وضعتها الولايات المتحدة وبلدان حلف الناتو أمام مرتزقتها من المنظمات المتطرفة الإرهابية”.
ولفت فومين إلى أن السوريين صمدوا أمام التحديات و”حققوا انتصارات كبيرة وصانوا استقلال بلدهم وعزتهم الوطنية وأسسوا لاستقرارهم المستقبلي وحافظوا على سورية دولة ذات شأن في المنطقة لأنه لو تمكنوا من إسقاط سورية لانهارت المنطقة بأكملها وعمت الفوضى في أرجائها الأمر الذي يحقق مصالح إسرائيل”.
وبين فومين أنه رغم الظروف الصعبة لم يترك الرئيس الأسد المسألة الفلسطينية دون أن يؤكد على ضرورة إدانة جرائم الآلة الحربية الإسرائيلية ضد شعب غزة وعلى أهمية التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني موضحا أن “العدوان الوحشي يستهدف سورية لأنها كانت دائما ومازالت تقف مع الحل العادل لقضية الشعب الفلسطيني”.
وأشار فومين إلى أن الدول الغربية منعت السوريين المغتربين لديها من ممارسة حقهم في الانتخابات الرئاسية السورية “لأنها كانت على علم تام بأن أغلبية المغتربين سيصوتون لمصلحة المرشح بشار الأسد” معربا عن ثقته بأن خطاب الرئيس الأسد سيكون لوقت طويل محل قراءات وتحليلات من قبل خبراء ومحللين دوليين للوقوف أمام تعابيره وصيغه والمفاهيم التي اعتمدها في استنتاجاته.
من جهته أشار إيغور موروزوف عضو لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي إلى أن الرئيس الأسد حصل على “تفويض جدي جديد” من الشعب السوري ليكمل مهامه على المستوى الدولي وهو اليوم مخول ليواصل تنفيذ برنامج مكافحة الإرهاب.
ولفت موروزوف إلى أهمية تخصيص الرئيس الأسد حيزا كبيرا من خطابه للأزمة الفلسطينية الناتجة اليوم عن العدوان الإسرائيلي على غزة حيث يجري قتل الناس الأبرياء وتشريد النساء والأطفال وخلق ظروف غير مقبولة إنسانيا مبينا أن العدوان الإسرائيلي “نتيجة مباشرة للسياسة العدوانية التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه الشعوب الأخرى”.
ورأى موروزوف أن جرائم الإرهابيين في الأراضي السورية وتمددهم إلى العراق “برهنت لكل دول العالم وخاصة الدول الغربية الداعمة للإرهاب في سورية ضرورة مكافحة جميع الدول لكل مظاهر الإرهاب أينما وجد دون تسييس إضافة إلى دعم ومساعدة سورية في القضاء على الإرهاب”.
بدوره لفت قسطنطين سيفكوف رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية في روسيا إلى أن “السوريين صمدوا بقيادة الرئيس الأسد أمام امتحان الزمن وتمكنوا من الذود عن استقلال بلادهم في خضم المعارك”.
وأضاف سيفكوف في تصريح لمراسل سانا في موسكو إن “الشعب السوري انتصر على العدوان الأجنبي المسلح ودحر العدوان مبينا أن الرئيس الأسد أبدى أرفع سمات المرونة السياسية والدبلوماسية وهذا ما أتاح تجنب وقوع عدوان مباشر من قبل بلدان حلف الناتو”.
وأعرب سيفكوف عن ثقته بأن السلام “سيحل قريبا في سورية بعد القضاء على آخر بؤر الإرهابيين والمرتزقة الذين يتغلغلون فيها من أراضي تركيا والأردن ساعين لخلق الفوضى وتقسيم البلاد متجهين نحو لقاء حتفهم على الأرض السورية”.
وأشار سيفكوف إلى أن تفجير الوضع في عدة بلدان معا خلال فترة زمنية وجيزة كما حدث في شمال أفريقيا والشرق الأوسط “يدل بصورة مؤكدة على وجود سيناريو واحد مسبق التخطيط والإعداد وضعته أجهزة مخابرات أجنبية وبالتحديد أجهزة المخابرات الأمريكية” مشيرا إلى اخفاق هذا المخطط في نهاية المطاف أمام صمود سورية بالدرجة الأولى.
وقال سيفكوف إن “السعودية تولت تمويل ورعاية المنظمات الإرهابية المتطرفة في حين أيدت تركيا ..الحالمة بإحياء ما يسمى الإمبراطورية العثمانية من أجل إرضاء غطرساتها هذه.. المجرمين والإرهابيين وسهلت دخولهم إلى سورية لإسقاط حكومتها ولكن كل محاولات السعودية وتركيا باءت بالفشل الذريع”.