اللاذقية-سانا
بجهد وإخلاص ملحوظين ينفذ أعضاء مجموعة بادر مبادرتهم المستمرة للسنة الثالثة على التوالي تحت عنوان “علمهم بمحبة” و التي تركز على تقوية الأطفال الوافدين إلى اللاذقية من الناحية التعليمية من خلال مدرسة صيفية تنشط حاليا في مركز الإقامة المؤقتة جهاد ماشي في منطقة الدعتور حيث يشرف على الصفوف المختلفة قرابة عشرة متطوعين من مختلف الاختصاصات العلمية ممن يمتلكون خبرة طويلة في العمل التربوي والتعاطي مع الأطفال من
مختلف المراحل الدراسية.
وكانت المبادرة قد انطلقت عمليا في العام 2013 من مركز إيواء الجنديرية حيث اقتصرت نشاطاتها انذاك على الدعم النفسي لتتطور لاحقا متحولة الى مبادرة تعليمية واسعة تركز على مواد علمية لاحظ المتطوعون وجود ضعف فيها لدى الاطفال لينطلق العمل ضمن حملة يؤمن أعضاؤها بالعلم كغاية وسلاح فاعل في الحياة.
كما أوضحت المتطوعة ابتسام فرحات في حديث لنشرة سانا الشبابية موضحة أن هذا العمل يمكن له ان يكون داعما مهما للأطفال الذين يتلقون علومهم في المدارس حتى الآن لكن انتقالهم من بيئة إلى أخرى وصعوبة تقبلهم الوضع والحالة التعليمية الجديدة تحتم انخراطهم بعملية تعليمية داعمة تحتاج وقتا وجهدا مضاعفا لتصل الى غاياتها المرجوة.
وتابعت.. لا يمكن الاكتفاء بدعم التعليم وحده لذا كان لا بد من تقديم دعم نفسي وانشطة تفاعلية خاصة بالطفل ضمن المبادرة بالإضافة الى توفير الأدوات التعليمية التي يحتاجها من ملابس وحاجات شخصية الى جانب تركيزنا على عملية تحفيز الاطفال من خلال خلق منافسة فيما بينهم وتخصيص جوائز للمتميزين منهم ما يدفعهم للتجاوب مع مبادرتنا بشكل سلس وفعال.
ولفتت فرحات إلى أن الاهتمام الرئيسي للمبادرة ينصب على اللغة الام كونها مفتاح العلوم الاخرى بالإضافة الى المواد الاساسية كالرياضيات واللغات الحية حيث ينطلق العمل مع الاطفال من الصف الاول وحتى شهادة التعليم الاساسي وقد استفاد من المبادرة ستة طلاب من الصف التاسع نجح اربعة منهم بعلامات مميزة و هو ما يعتبره القائمون على هذا المشروع مكافأة ثمينة للجهد الذي يبذله الفريق المتطوع و الذي يحاول دعم هوءلاء الاطفال باعتبارهم نواة جيدة تحتاج للدعم بمحبة كشعار و اسم و منهج عمل لهذه المبادرة.
ويستفيد من المبادرة حاليا اكثر من خمسين طالبا وطالبة تطورت اساليب التعاطي معهم منذ العام الأول حتى الآن من خلال الاستعانة بشكل اكبر بمهارات التعليم عن طريق الصوت والصورة والعمل بنضج ووعي اكبر حيث يأمل الفريق بتوسيع المبادرة لتشمل اكبر عدد ممكن من مراكز الاقامة الموءقتة حيث ان اقتصارهم على مركز جهاد ماشي يأتي جراء اعتبارات تتصل بمحدودية إمكاناتهم المادية واللوجستية إلا أنهم ثابتون على العمل تحت شعار “سنستمر في العمل طالما هناك حاجة لوجودنا”.
من جهتها أشارت منى عوض و هي مدرسة رياضيات متطوعة في الفريق إلى أنها تركز في صفوفها على دعم طلابها وتوجيههم تربويا ونفسيا لمساعدتهم على تجاوز مشكلة الخجل فالتركيز على المجال النفسي كان دافعا للوصول الى نتائج علمية متميزة مؤكدة أنها تعتمد على إعطاء كم جيد من المعلومات التي تلمس استيعاب الطلاب لها بشكل مقبول و هي تشعر بالسعادة عندما تلاحظ تحسن شخصية الاطفال وتقدمهم العلمي من عام إلى آخر ولا سيما ثقتهم بأنفسهم وتجاوز الخجل الذي كان سائدا في صفوفها يوم انطلاق المبادرة.
أما سهى كيوان وهي مدرسة لغة عربية فلفتت الى الجهد الكبير الذي بذلته لتحفيز الاطفال على طرح الاسئلة التي تدور في بالهم مباشرة دون مواربة او تردد مشيرة الى تركيزها على تطوير عملية التواصل بينها وبين الطلاب الى جانب دعم اساسيات اللغة العربية من خلال امثلة رديفة من خارج المنهاج.
واختتمت بالقول “إن الطفل يتخرج من المدرسة الصيفية كما أردنا له تماما مؤمنين أن الهدف الذي وضعناه لمبادرتنا سنصل إليه تدريجيا وإن استغرق فائضا من الوقت”.
ياسمين كروم