حمص -سانا
آمنت بأن المسرح هو رسالة يمكن من خلالها إيصال نبض الناس وطرح همومهم وتساؤلاتهم كما أنه متنفس للشباب سواء لجهة معالجة قضاياهم أو التعبير عن جملة الطاقات الابداعية الكامنة فيهم وهو ما جعل الشابة رزان نيساني تتوجه إلى التمثيل المسرحي منذ نعومة موهبتها التي لم توفر أي فرصة لتنميتها و تشذيبها وصقلها بما يلزم من معرفة و مهارات تزيد من سعة تجربتها وتكسبها الحضور المسرحي البراق على الخشبة.
وعن بداياتها أوضحت نيساني في حديث لنشرة سانا الشبابية أنها انطلقت من المسرح الشبيبي الذي يعتبر صاحب الفضل الأول في اكتشاف موهبتها في وقت مبكر كما أنه الحاضنة الخصبة التي وفرت لها العديد من المشاركات والأعمال مطورة من أدائها وأدواتها ليزيدها إصرارا وتصميما على المتابعة في هذه الطريق المعبدة بالتعب والبحث والجهد المتواصل.
وأضافت نيساني إن “الأجواء المسرحية الغنية التي كانت سائدة في محافظة حمص قبل الأزمة شكلت حافزا مضافا لها للانخراط في ذاك العالم الابداعي المتلألئ بالعروض والمهرجانات والمواهب الحمصية المتقدة وهو ما لم يخفت رغم تراجع هذا النشاط الفني خلال السنوات الأخيرة إذ بقيت الذاكرة المسرحية مشتعلة بما لا يمكن له أن يزول من الوجدان” منوهة بأنها كانت آنذاك لا تفوت أي فرصة لاستثمار ذلك المشهد الملون بإبداعات لا تنتهي.
و رغم أن الممثلة الشابة اتجهت في المرحلة الجامعية لدراسة اللغة الفارسية إلا أنها لم تبتعد عن أجواء الفن المسرحي إيمانا منها بأن الموهبة لا تموت وأن احتدمت الظروف والصعوبات من حولها فهي تخلق مع الإنسان وتموت معه لافتة إلى أنه رغم انشغالها بالتحصيل العلمي إلا أنها تمكنت في خضم الظروف القاسية التي مرت على مدينة حمص وحدت كثيرا من الأنشطة الثقافية المشاركة في عملين مسرحيين هما المارون و بيت بلا شرفات.
وقالت اسعى حاليا لتقديم المزيد من الأعمال بالتزامن مع عودة النشاط المسرحي تدريجيا إلى المدينة و ذلك من خلال انضمامها إلى فرقة اتحاد الطلبة في الجامعة و التي تحفل بوجود طاقات شبابية مبدعة و إمكانات تقنية مناسبة بالإضافة إلى الكثير من الأفكار والطروحات المتميزة فلا يحتاج الأمر مني إلا إلى القليل من تنظيم الوقت للمواءمة بين الفن و الدراسة.
وأشادت الشابة بما توفره الجامعة من مناخ ابداعي لافت لكل شاب موهوب حيث توفر للممثلين والفرق الشبابية صالات للتدريب والعرض وهو أمر على قدر عال من الأهمية إذ أنه يختصر أمام الشاب الكثير من الجهد والوقت كما تحفزه على التزام الدراسة والعمل الفني في آن معا دون قلق من أن يؤثر أحدهما على الآخر.
وتتنوع مشاريع نيساني القادمة إذ تحضر حاليا كما تقول للمشاركة بعمل مسرحي مع فرقة اتحاد الطلبة سيعرض خلال شهر آب القادم على مسرح دار الثقافة بحمص في إطار مهرجان مسرحي يجري الأعداد له بالإضافة إلى مشاركتها قريبا في برنامج إذاعي مع مجموعة من الشباب لمناقشة هواجس هذه الشريحة و هواياتها وتصوراتها المستقبلية فهي على حد قولها تهوى العمل الصحفي والإعلامي إلى جانب العمل المسرحي و قد مارسته سابقا عبر تقديم العديد من الحفلات في الجامعة و في المركز الثقافي في المدينة.
صبا خيربك