موسكو-سانا
أكد خبراء ومحللون من روسيا ثبات مواقف بلادهم تجاه سورية ودعم الحكومة الشرعية في دمشق بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
وقال ادغار كوتوف رئيس تحرير قضايا الاستراتيجية الوطنية.. إن روسيا لا تغير سياستها بتغير الأجواء الخارجية مضيفا ان لديها موقفا واحدا وثابتا من الأزمة في سورية بحيث لا تتخلى عن حلفائها ولا تتركهم أمام المخاطر التي تحيق بهم لذا على كل البلدان وكل الشعوب أن يطمئنوا ويثقوا بأن موقف موسكو هذا سيستمر في المستقبل أيضا.
وتابع كوتوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم.. إن المباحثات التي دارت بالأمس في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أكدت على هذا النهج حيث جدد الرئيس الروسي مرة أخرى دعم روسيا للحكومة الشرعية في دمشق بقيادة الرئيس الأسد وأن روسيا لن تتخلى عن هذا الموقف بالرغم من الضغوطات التي تبديها قوى دولية عليها لجهة أن تغير موسكو موقفها من الأزمة في سورية.
وأشار كوتوف إلى أن موسكو تسترشد في موقفها من سورية بالمبادئ الإنسانية وبمبدأ أن الازمة فيها يجب أن تحل بالطرق السلمية وبالدرجة الاولى عبر الحوار بين الممثلين السياسيين للشعب السوري وبرفض التدخل الخارجي السافر لتلك القوى التي تنوي تغيير الحكومة الشرعية في سورية واستبدالها بحكومة ميالة الى الغرب والولايات المتحدة الأمريكية أي بحكومة مرتزقة يمكن الهيمنة عليها وتوجيهها بسهولة.
من جهته أكد ديميتري بوروخ نائب رئيس معهد الدراسات الدفاعية الأوروأطلسية في المركز الروسي للدراسات الاستراتيجية أن الموقف الروسي من الأزمة في سورية واضح والرئيس بوتين أعلن عنه في مناسبات عدة ويتلخص في التمسك بمبادئء القانون الدولي وفي دعم حلفائنا ومحاولة إقناع منافسينا بأن الخطأ في مواقفهم أدى إلى تدهور الوضع في سورية موضحا انه انطلاقا من هذه المبادئ بالذات اتخذت روسيا موقفها الصريح والواضح في المحافل الدولية بدعم القيادة السورية.
وشدد بوروخ على أن أي دولة في العالم لن تتمكن بمفردها من مواجهة الإرهاب الدولي والقضاء عليه وقال.. نحن ندرك أن الإرهاب ليس ظاهرة قومية بل هو ظاهرة فوق القومية وعابر للحدود الوطنية لذا لا يمكن لأي دولة بمفردها أن تقضي عليه وهذا ينطبق على تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة وبوكو حرام” وغيرها من التنظيمات الإرهابية المنتشرة في العالم الإسلامي.
وفي مقابلة مماثلة قالت الباحثة في معهد اقتصادات الدول الأجنبية في المركز الروسي للدراسات الاستراتيجية يكاترينا شارلوفا.. كامرأة وأم أنظر إلى الحرب المفروضة على سورية بقلق شديد وأرجو أن نجد نهاية قريبة لها عبر محاولات المجتمع الدولي الذي ينبغي عليه أن يتخذ موقفا واضحا وموحدا في محاربة الإرهاب.
ونوهت شارلوفا بأهمية نجاح المحادثات التي جرت بالأمس بين الرئيس بوتين والوزير المعلم لأنها تصب في مصلحة شعبي البلدين وخاصة أن الشعب الروسي يأمل في أن مثل هذا الحوار سيسهم في النضال ضد خطر الإرهاب الذي يهدد فعلا روسيا والعالم برمته.
ودعت شارلوفا القوى العظمى في العالم إلى السعي لمحاربة الإرهاب عبر التخلي عن الأحقاد والخلافات والتناقضات الجيوسياسية فيما بينها لتوحد جهودها في حل مسألة الحرب على سورية موضحة ان الإرهاب الذي افتعلته دول مجاورة لسورية لا بد أن يصل إليها لأنها غير بعيدة عنها وهذا ما أثبتته الجرائم الإرهابية التي ارتكبت مؤخرا في العديد من المدن العربية التي ظن قادتها أنها نائية عن يد الإرهاب لذا لا بد من التعاون والتضامن معا لمحاربة التنظيمات الإرهابية ولا بد من توحيد الجهود للقضاء عليها لأنها تشكل تهديدا واقعيا للجميع.