هيئة الكتاب تصدر كتبا حول المؤامرة على سورية لكتاب سوريين وأجانب

دمشق-سانا

أصدرت الهيئة العامة السورية للكتاب عددا من المؤلفات حول المؤامرة التي تتعرض لها سورية وتداعياتها وتنوعت المؤلفات بأشكالها وأجناسها وفق مستويات متباينة تعكس ما يمتلكه المفكر والكاتب المثقف ولا سيما السوري من نزوع إلى مواجهة الظلم الذي يطال وطنه والحفاظ على الكرامة ورفض التبعية.

وفي كتابه الذي جاء بعنوان “في الأبعاد الحقيقية للأزمة” استكشف الدكتور خلف المفتاح خيوط المؤامرة والوسائل التي استخدمها ناسجو هذه المؤامرة معتمدا أسلوبا منهجيا ارتكز على قراءة الواقع التاريخي والجغرافي للمنطقة.

واعتبر الدكتور المفتاح في كتابه أن أحلام الدولة العثمانية الأردوغانية ودورها بالتآمر على سورية منذ سنين طويلة سقطت بسب البنية الحضارية التي يتمتع بها هذا البلد ورفض الضيم تلك الصفة التي يتحلى بها السوريون رغم مشاركة كثير من الدول العربية بالمخطط الأردوغاني الذي يخدم مصلحة العدو الصهيوني والمحافظة على كيانه.

ومن أهم الكتب التي أصدرتها الهيئة كتاب المحنة السورية الذي ترجمه عدنان عزام للكاتب الفرنسي فريديرك بيشون والذي كشف في صفحاته عن تآمر الغرب وأخطائه حول الأزمة في سورية ودوره في اشعالها وتورطه في كل المؤامرات التي تواجهها سورية معتبرا أن فرنسا كانت الأسوأ في التعاطي مع هذه الحرب وفي ادراك خطورة هذا الأمر بسبب تورط قادتها وعدم تفكيرهم الصحيح بخطورة دعم الإرهابيين.

ورأى الكاتب الفرنسي أن بلاده ودول الغرب كافة كانت قاصرة عن معرفة ثقافة الشعب السوري وحضارته ما دفعها لدعم هذه المؤامرة التي يغذيها الفكر الصهيوني مستشهدا بقول برنار ليفي نحن “اليهود يحق لنا أن نقيم إمبراطوريتنا كما أقام العرب إمبراطوريتهم “.

أما كتاب طوفان الحرية الذي أصدرته هيئة الكتاب للدكتورة رغداء مارديني تميز بمقالات ذات طابع أدبي تابع الأحداث التي عاشها الشعب السوري منذ بداية مواجهته للمؤامرة بشكل علني إلى ساعة صدور الكتاب مستخدمة سرد الوقائع بأسلوب فني غلبت عليه الدلالات والإيحاءات ما قرب المقالات من أسلوب السرد القصصي الذي أدى إلى إثارة العواطف والتشويق في المتابعة.

وتناولت مارديني كثيرا من المواضيع التي تطرقت لحياة الشعب السوري في ظل المؤامرة ثم تعمقت في بعض التشعبات التاريخية التي كانت تشير إلى وجود مؤامرة كونية على العرب وبشكل خاص سورية كما جاء في مقاليها تطبيقات إرهابية وحيا وميتا يصوت لأوباما حيث عرجت أيضا على مستوى التحول الفوضوي العشوائي المدمر الذي حققته إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش وتحدثت عن تصريحات هيلاري كلينتون الداعمة للفوضى التي سببها ما سمي “الربيع العربي”.

وأصدرت الهيئة العامة السورية للكتاب مؤلفا بعنوان سورية القلب لفادية جبريل رصدت فيه مراحل مشروع الإدارات الأمريكية المتعاقبة بإيعاز من الكيان الصهيوني لإعادة تقسيم المنطقة العربية إلى مناطق نفوذ جديدة بما يلبي أمن هذا الكيان وأهدافه في التوسع باحتلال مناطق جديدة في محيطه الإقليمي.

ودلت جبريل على منهجية قولها من خلال الحرب العراقية الإيرانية واحتلال العراق والحرب الصهيونية على لبنان عام 2006 وصولا إلى ما نشهده اليوم من أحداث وتداعيات تعصف بالمنطقة إضافة إلى إشعال فتيل الفتنة والحروب المتنقلة تحت مسمى الربيع العربي الذي أغرق الوطن العربي بالوحشية وسقطت فيه كل المعايير الاخلاقية والدولية.

وبينت جبريل في كتابها أن سورية شكلت العقدة بوجه هذا المخطط بوقوفها في خط الدفاع الأول لمحاربة الإرهاب المصنع في المطابخ الأمريكية والمدعوم من الخزائن الخليجية الذي شكل العامود الفقري لمشروع الهيمنة والتقسيم.

وفي كتاب علي القاسم صفحات من دفاتر الأزمة ..الصمت ليس حياداً تجاوز الكاتب مهمة الرصد والتسجيل ليصل إلى دائرة التوثيق اليومي بغية تعريف الأجيال والتاريخ بخطورة المؤامرة نتيجة الطمع والحقد الذي دفع بالغادرين للعمل على تفتيت شخصية سورية الحضارية.

وحملت المقالات هموماً وأوجاعاً تحدثت عن متاعب ومخاطر ألمت بالوطن وبالوجود الإنساني وحاكت في معظمها هواجس ومخاوف ولم تتردد في مقاربة الأمنيات والتطلعات والحديث بإسهاب عن شواهد تتراكم على ضفتي الحدث.

وعن إصدارات هيئة الكتاب التي تناولت الأزمة رأى الناقد رضوان هلال فلاحة أنها قدمت أقلاما نهلت من الفكر الجدلي والتحليلي الممنهج لتؤكد ركائز القوة والصمود للسوريين في وجه الصهيونية والدول الاستعمارية وأذنابها ومخططاتها الرامية لتمزيق الجسد السوري معتبرا أن هذه الكتب عرت الباحثين والمثقفين العرب الذي التحقوا بالركاب الصهيوأمريكية وروجوا جهلا أو عمدا لمخططاته.

ورأت الكاتبة نبوغ أسعد أن الهيئة العامة السورية للكتاب تفردت في متابعة صمود الشعب السوري في وجه المؤامرة عبر أشكال مختلفة من الدراسات والقراءات في حس وطني هيأ لها استقطاب الكتاب الحقيقيين الذين يمتلكون حسا وطنيا ويرغبون بالدفاع عن كرامة وطنهم.

ويبدو أن وزارة الثقافة تفردت بشكل كامل في متابعة الكتاب الذين وقفوا ضد المؤامرة على سورية ورصدت تحولات أقلامهم إضافة إلى إصداراتها المنوعة والمتباينة مما يشي بوجود سابقة جديدة كسرت الأطر القديمة وجعلت اغلب الأقلام الموهوبة صاحبة حق في النشر.

محمد خالد الخضر

انظر ايضاً

وزارة الثقافة تكرم الفائزين بالجوائز الأدبية للهيئة العامة السورية للكتاب لعام 2024

دمشق-سانا بهدف التحفيز على الإبداع والمواظبة عليه، كرمت وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب