دمشق-سانا
بلا خطيئة مجموعة قصصية لعادل أحمد شريفي تناول فيها جوانب مختلفة من الأشكال السلوكية المجتمعية وما فيها من تشوهات أخلاقية وأنماط حياتية بصورها الواقعية والمتخيلة.
ويحاول شريفي من خلال مجموعته فتح الستار عن مسرح الحياة ليبرز التحولات الاجتماعية وتقلباتها المتأثرة بالأيديولوجيات والتيارات السياسية كما يسلط الضوء على اشكالية الذكورة الأنوثة بين روءى ومشارب ثقافية متباينة في منطوقها ووجهات نظرها.
وفي قصة الرفيقة ميادة في المجموعة جاء مسار الحبكة الدرامي في خط زمني مشهدي توالت فيه الأحداث مبنية على السبب والنتيجة عن طريق ايضاح عواقب الأحداث والقرارات والاختيارات التي نتجت سبب العلاقات التفاعلية الصادقة بين الشخصيات لينمو الصراع ويتصاعد بمناخ عاطفي متناسب مع الحالة الانفعالية والنفسية للشخصيات.
ولم يهمل القاص عادل الشريفي المكونات العاطفية للقصة فيكثف الصراع الناشىء من نسق الأحداث بين الشخصية الرئيسة ميادة والعقبات الكبرى التي واجهتها والصدمات الثقافية والوجدانية النفسية التي تعرضت لها نتيجة الفجوة الحضارية بين بيئتها المتمثلة في الريف وعائلتها بمنظومتها المنغلقة والمتقوقعة على ذاتها وتطلعات الفتاة ميادة إلى الانطلاق في الحياة وتحقيق لذات في الوقت الذي أوجدت لها مدينة دمشق نوافذ وأوابا إلى حياة جديدة.
وفي أغلب قصص المجموعة يشتغل شريفي على الاضاءة حول الصراع الموجود بين الشخصيات وبنائها التربوي ومنظومتها الأخلاقية من خلال العادات الاجتماعية والتقاليد البالية ومواجهة التخلف الجهل كما اعتمد في أغلب قصص مجموعته على الحدث كاحد عناصر القصة القصيرة كقصص ذكر وأنثى وعقدة الأنوار واجتماع القمة حيث ابتعد عن عناصر القصة الاخرى كالصراع والعاطفة إضافة إلى التهكم والسخرية الذي تجلى في قصته اجتماع القمة خلال ادارة الحوار بين شخصيات قصته فيها.
ويعالج شريفي في قصته زهرة الكبرياء ما يعتمل في وجدان المرأة الزوجة نتيجة فقدانها للمشاعر الدافئة والحب في خضم الحياة الزوجية فتعود إلى الماضي لتجد فيه ما يشبع حرمانها العاطفي إلى أن تعود إلى رشدها وينتصر انتماؤها العائلي على رغباتها فتجعل له الأولوية لتحافظ عليه.
وفي قصة شيخ الكار اشتغل شريفي ليكشف أساليب الاحتيال والغبن الموجودة في المعاملات التجارية وأسواق البيع والتي يقع ضحيتها أبناء الطبقة المتوسطة في المجتمع والتي تسعى إلى تحسين مستوى دخلها حيث يقدم الموءلف شخصية الاستاذ علي مدير المركز الثقافي الذي اعتمد على اقتراض مبلغ من المال من المصرف لشراء سيارة يعمل عليها لتحسين ظروفه المعيشية وعندما ذهب إلى سوق السيارات رأى ألوانا من الغش والاحتيال التي يقوم بها التجار الذين غابت ضمائرهم لسلب الناس أمواله فيعري اللصوصية التي يغطيها أولئك بالبيع والشراء في محاولة منهم لإخفاء ما يفعلونه.
في قصص شريفي واقع يتجلى بكل أشكال الحدث التي كانت محورا أساسا في أغلب القصص ما يدل على أن الشريفي كاتب يعتمد انعكاس التداعيات الاجتماعية والتبدلات والتحولات البيئية دون أن يقف عند زمن معين فترسخ الصور في مخيلته لتصوغها الموهبة في نسيج تعبيري قصصي ولكنه يقدم توثيقا منهجيا لحالات اجتماعية نراها في حياتنا المعاصرة.
يشار إلى أن عادل أحمد شريفي من مواليد مدينة حمص وهو شاعر وروائي سوري صدر له رواية بعنوان “حب في زمن الثورة” إضافة إلى ثلاث مجموعات شعرية هي رواية الباقة ومرآة المرآة ونشيد الروح ومجموعتين قصصيتين هي قلوب كسيرة وبلا خطيئة.
محمد خالد الخضر