عواقب تجاهل التحذيرات السورية !- بقلم أحمد ضوا

سلسلة التفجيرات الإرهابية التي ضربت الكويت وتونس وليون الفرنسية، وتبني تنظيم داعش الإرهابي لها تظهر بوضوح التمدد الإرهابي السريع لهذا التنظيم في كل الاتجاهات، وفي أي لحظة من المحتمل أن يقع تفجير هنا أو هناك.

المسؤولون عن انتشار الإرهاب على هذا النحو الخطير لا يزالون على موقفهم على الرغم من وصول النيران إلى أسرة البعض منهم، وخاصة أولئك المكلفين منهم بالتمويل، الأمر الذي يؤكد أن الحرب الإرهابية على سورية، والتمدد الإرهابي في المنطقة تقودهما أجهزة استخبارات عالمية.‏

طبعاً لكل منطقة نوعها الإرهابي الخاص، ففي الشرق الأوسط، كل التفجيرات الإرهابية هدفها تغذية الصراع المذهبي الطائفي، أما في شمال إفريقيا، فلها جانب اقتصادي سياحي، وفي فرنسا ذات طابع أمني، والمستفيد الوحيد في منطقتنا من كل ذلك هو العدو الإسرائيلي الذي يعيش أسعد أيامه.‏

إن الحرب الإرهابية على سورية، والتفجيرات الإرهابية في الكويت وقبلها السعودية ومصر والعراق تخدم بالدرجة الأولى إسرائيل وأدواتها إلى حين، الأمر الذي يستدعي تحركاً سريعاً من القوى الوطنية العربية لتفادي السقوط الكامل للمنطقة في مستنقع إرهابي نهايته ستكون بالتأكيد بتحقيق حلم صهاينة إسرائيل بالسيطرة على المنطقة.‏

التحذيرات السورية من تفريخ الإرهابيين، وتمريرهم إلى سورية، ومدهم بالمال والسلاح لم تجد آذاناً صاغية حتى الآن، والمعروف أن الكثير ممن يسمون أنفسهم ملوكاً وأمراء وقادة عرباً لا يستفيدون من تجارب غيرهم، فأبصارهم عليها غشاوة سميكة، وأسماعهم صماء، ويكتفون بحالة انتظار تعليمات أسيادهم الذين لا‏ يخفون مشاريعهم لتفتيت المنطقة كلها.‏

النشاط الإرهابي في المنطقة ليس فوضوياً، وإنما يؤدي إلى الفوضى والخراب والمذابح، ومن يدير ويوجه هذا النشاط الإرهابي لديه أهداف خبيثة جداً، ومواجهتها لا يمكن أن تكون عن طريق القوى الحاكمة الآن والمتورطة في دعم الإرهاب، بل بنهوض وتعاون القوى الوطنية المهددة بالزوال في حال بقيت على صمتها وترقبها.‏

من المؤكد أن كل حكومة تورطت في دعم الإرهاب ستدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً، وبوادر عمليات الدفع بدأت ملامحها في الحديث الساخن داخل أروقة الدوائر السياسية الأميركية عن إقامة دول جديدة في المنطقة، وما حصل في ليون الفرنسية والكويت وسوسة هو جزء يسير من الفاتورة.‏

الأيام القادمة ستحمل الكثير من التحديات والمخاطر الإرهابية والاستعمارية على المنطقة كلها، وتنظيم داعش الإرهابي الذي تزول بجرة قلم أمامه كل الحدود والأجواء لم تنته مهمته ودوره بعد، ومن يرى غير ذلك يعيش في الأوهام، وسرعان ما سيصله لهيب النار المستعرة، وعندها لن يكون قادراً على فعل شيء لأن نار الإرهاب ستأخذ مجدها.‏

إن ما حصل في الكويت وسوسة وليون الفرنسية يتحمل مسؤوليته كل من تجاهل التحذيرات السورية من عواقب دعم الإرهاب ، بشتى أشكاله الفكري والإجرامي ، واليوم مع الأسف تدفع شعوب هذه الدولة ثمن أخطاء قادتها اللذين أهملوا التحذيرات السورية وقدموا كل أشكال الدعم للإرهابيين في سورية وارتكبوا أفظع الجرائم بحق أبنائها.

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

محامون وفعاليات شعبية ومهنية ينفذون وقفة احتجاجية للمطالبة برفع ‏العقوبات عن سوريا

حماة- سانا نظم فرع نقابة المحامين في حماة بالتعاون مع فعاليات شعبية ومهنية متنوعة ‏وقفة …