ظاهرة الندى تعد فلاحي درعا بالاستفادة من محصولهم إلى حدود قصوى

درعا-سانا

يبشر تزامن ظاهرة اقتراب الغيوم أو كما تسمى بالندى مع الحصاد أهل درعا بموسم متميز كونها تمنح المحاصيل ليونة كبيرة وتمنع انفراط الحبوب على الأرض بسبب تأخر الحصاد وبالتالي يستفيد الفلاح من محصوله إلى الحد الأقصى.

وتقي ظاهرة الندى أو غزلان الندى كما يقول الفلاح عبد الجليل الناصر من حر الصيف وتعطيه وقتا أكبر للنهوض بأعمال الحصاد موضحا أن تسمية هذه الظاهرة في الشتاء تختلف حيث تسمى لقاح الأرض حيث تكون الأخيرة باردة والغيوم كتلة دافئة وتحدث هطلات مطرية غزيرة ما ينذر بسنة زراعة خيرة.

وتكرار هذه الظاهرة في موسم الشتاء حسب الناصر دليل على سنة خير وحصاد حيث يعلم الفلاحون ودون حسابات ورجوع إلى معدلات الأمطار في النشرات الرسمية أن المطر الهاطل فاق المعدل السنوي فيعمدون إلى تجهيز أراضيهم وحراثتها وزراعتها بمختلف أنواع المحاصيل.

ورغم فائدة ظاهرة الندى للزراعة والحصاد إلا أنها ضارة بعملية الدراس أي فصل الحب عن المخلفات وانطلاقا من ذلك يرى الفلاح محمد القاسم البالغ من العمر 80 عاما ضرورة المباشرة بعملية فصل الحب عن باقي المخلفات بعد تطاير الندى حسب التعبير الشعبي وارتفاع الشمس قليلا موضحا أن ذلك ينطبق على الكثير من المحاصيل حيث أن حصاد محصول السبانخ يجب ألا يتم بعد المطر مباشرة أو الندى الكثيف تجنبا لتقصف الأوراق.

والتفسير العلمي لهذه الظاهرة الندى حسب أحد المختصين في محافظة درعا يوسف المصري هو أن الهواء بشكل عام محمل ببخار الماء الذي يصعد بشكل طبيعي باتجاه الاعلى كلما انخفضت درجة حرارة الغيوم بسبب اقترابها من الأرض ومع انخفاض درجة حرارة الهواء تحدث عملية تكاثف لجزيئات بخار الماء العالقة فتشكل

قطرات دقيقة من الماء إذا لامست سطحا باردا وشكلت ما يسمى ندى وأن تشكل الضباب أكثر من 1 كيلومتر يسمى سديما.

وللضباب أنواع متعددة حسب طبيعة المنشأ ومنها أمامي وأفقي وإشعاعي وضباب المنحدرات ويوضح المصري أن غزلان الندى هو الاسم المتداول للضباب الأمامي والذي يتشكل عند انتقال بخار الماء من وسط عالي الحرارة إلى منخفض الحرارة بشكل مفاجئ في حين انتقال بخار الماء من سطح بحري وقاري يسمى أفقي أما الضباب الإشعاعي فيحدث عند تفريغ جزيئات بخار الماء من سطح الأرض صعودا إلى طبقات باردة من الهواء في حين أن ضباب المنحدرات عبارة عن تشكل تكاثفي يحدث على أطراف المنحدرات عند انتقال بخار الماء من الأسفل إلى الأعلى خلال تدرج ضبابي لدرجة الحرارة ضباب الوادي والتدريجات اللونية للضباب تعتمد على نسبة الشوارد ونسبة أكسيد الكربون الموجودة في جزيئات بخار الماء المحمولة.

والجدير ذكره أن كمية الأقماح المسوقة إلى مركزي ازرع والصنمين بدرعا التابعين لفرع المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب وإلى إكثار البذار تجاوزت 889 طنا حتى اليوم.

قاسم المقداد