الشريط الإخباري

ليس اتهاماً: عين التحقيق الأممي إسرائيلية ولغته أميركية-صحيفة الثورة

من قصة كاذبة إلى أخرى، ومن ذريعة مفبركة إلى ذريعة مختلقة، تتحرك منظومة العدوان على سورية عساها تنتقل إلى مرحلة تحقيق الإجهاز عليها، وهذا ما بات معلوماً أنه يمثل الهدف الأخير والغاية النهائية التي جندت واشنطن وإسرائيل من أجلها حكومات وأشباه دول جمعت بدورها كل حثالات العالم الوهابية والإخوانية، واشترت لبلوغها ذمم وأقلام كيانات وهيئات ومنظمات ومؤسسات مدنية وإعلامية وثقافية، لكنها ما نجحت إلا بتعميم ظاهرة الإرهاب ونشر رائحة الدم والدمار.‏

تسعى الولايات المتحدة وأدواتها لاختلاق وقائع وفبركة أحداث وتوجيه اتهامات، تكرر أبواقها المفردات السياسية والإعلامية التي جرى تحديدها بعناية حتى يكون ممكناً فتح مجلس الأمن على مهمات جديدة تبدأ بتشكيل لجان تحقيق وتحقق أممية، وربما لا تنتهي إلا ببلوغ السقف الذي رسمته واشنطن وتحاول الوصول له، ذلك أن هذه اللجان لا ترى إلا بالعين الإسرائيلية الحاضرة فيها دائماً، وهي اللجان التي لا تجيد الكتابة والتعبير إلا باللغة الأميركية.‏

غاز السارين، الكيماوي، البراميل المتفجرة والسامة، وغيرها لن تكون سوى مفردات ساقطة في قاموس السقوط الأممي الذي خططت له أميركا أُمّ الإرهاب وصانعه، وما لغة محققي الأمم المتحدة إلا الدليل على هذا السقوط بتلك الازدواجية المقيتة، والأمثلة المعاصرة كثيرة متعددة، ولمن يريد ويرغب فهذا مخيم جنين يشهد، وتلك قانا ماثلة، وجريمة اغتيال الحريري ما زالت صالحة للنبش والتزوير، وتطول القائمة التي تحمل قواسم مشتركة: عين أممية إسرائيلية، ويد خليجية وهابية، وعقل أميركي شرير، فما المُنتَجُ المتوقع؟؟.‏

ليس اتهاماً أن نقول ما قلنا، وإنما تظهيراً للواقع الذي يمتلك العالم ونحن قدرة تعريته بسوق الأمثلة المتعددة التي تثبت بالأدلة، وتُجرّم بالقانون المنظومة الممتدة من واشنطن إلى أوروبا بشرقها وغربها وصولاً إلى اسطنبول الإخوانية وشقيقاتها الخليجيات الوهابيات.‏

مهما طال ليل العدوان والإرهاب والظلم والازدواجية والانتقائية والتزوير، فإن الفجر آتٍ ليمسح كل الآثار ويصحح كل المسارات الخاطئة.. وقدر سورية أن تحمل لون التصحيح وتكون أحد مكوناته الأساسية، فلا لندن ستؤثر في طهران، ولن ينفع روما قيامها بدور العرّاب بين إسرائيل وتركيا، وقد تفجر أزمة أنقرة السياسية سلسلة الأزمات التي تختزنها تقسيم وغيزي، ولن تُحدث واشنطن والخليج فرقاً مهما درّبت من حثالات الإرهاب والتطرف، فهنا مقبرتهم، ومدفن مشاريع الامبريالية والصهيونية العالمية.‏

بقلم: علي نصر الله